" قلت: إن بعض الروايات تتحدث، وأنا لم ألتزم هذا. ولكن روحية الإمام الحسين (ع) وأخلاقيته وأريحته تسمح بذلك، فهو يعلم ما لا يعلمون، لأنه على يقين، ولأنه يرى الأمور على اليقين، وهم في الغي سادرون.
وربما كان مضمون الرواية، وانسجامه مع أخلاقيته دليلا على وثاقة الرواية " (1).
ونسجل على هذا الكلام:
أولا: إن مضمون الرواية لا يكون دليلا على وثاقة الرواية، بل هو يرفع المانع أمام قبولها.. إذا تمت شرائط القبول.
ثانيا: قوله:
" وأنا لم ألتزم بهذا ".
لا مجال لقبوله منه، لأنه أتى به ليستدل على قضية أطلقها بصورة يقينية، فكيف تكون الدعوى يقينية، إذا كانت تستند إلى أمر لم يلتزم هو به.
وهذه هي عبارته:
" لأن الإمام الحسين (ع) لا يملك إلا أن يحب، ولذلك يقول بعض رواة السيرة: إنه كان يبكي على الذين يقاتلونه، لأنهم سوف يتعرضون إلى عذاب الله بسببه؛ فأي قلب أرحب، وأوسع وأرق من هذا القلب؟، ولذلك لا نملك إلا أن نحب الحسين (عليه السلام) " (2).
ثالثا: كيف جاز له أن يورد أمرا، ويستدل به، ولا يعرف الناس أنه لا يلتزم به.
ثم ينكر على ذلك الرجل نسبة ذلك الحديث إلى الإمام؟! فكيف جرت الباء عنده، فأورد حديثا، واستدل به على الناس العوام.. وأنكر على العوام نفس ما فعله هو معهم؟!.
رابعا: إن على من يصف الحديث المروي عن المعصوم بأنه رأي للمعصوم، أن يعذرنا إذا قلنا: إن هدفه من هذا التوصيف هو إثارة الشكوك، والإيحاء بوجود أكاذيب ومختلقات في المروي عنهم (عليهم السلام). وقد قرأنا في هذا الكتاب أنه يقول:
" اعتقد أنه يجب أن نستوحي القرآن، كما كان الأئمة يستوحونه " (3).