فترتفع فائدة التمرين، وهو التسهيل، وما يوجب وجوده عدمه فهو محال.
ويمكن دفع هذا الإشكال: بأن الحكمة في ذلك لعلها جعل العمل بحيث لا تكرهه النفس، وإلا فهو مكلف بعد البلوغ بإزالة داعي العادة وتصفيتها عنها، فإنا قد نجد من أنفسنا بعد إخلاص النية عن كل شوب مشقة العبادة ومنافرة النفس وتضجرها منها، لكونها شاقة في نفسها.
فالمطلوب من الاعتياد هو صيرورة العمل بحيث لا تتضجر منه النفس، ولذلك أمرونا بالاقتصاد، بل وترك المندوب حين الألم واشتغال القلب بالغموم وغير ذلك، وعدم تحميلها فوق وسعها، وكفاك قوله تعالى: * (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) * (1) فتأمل تفهم الفرق بين ملائمة النفس وبين كون الداعي على العمل هو الاعتياد، والله أعلم بالرشاد.