الخامس: الجدول وهو حساب مخصوص مأخوذ من سير القمر واجتماعه مع الشمس، ومرجعه إلى عد شهر تاما وشهر ناقصا، إلى تمام السنة، فيجعل محرم تاما وصفر ناقصا وهكذا إلى آخر السنة كما يفعله المنجمون، أو يجعل رمضان تاما وشوال ناقصا وهكذا; لما ورد في الأخبار أنه أول السنة (1).
وكيف كان فهو يتضمن كون رمضان تاما أبدا وشعبان ناقصا.
قال في المسالك: وهذا الحساب قريب من كلام أهل التقويم، فإنهم يجعلون الأشهر كذلك في غير السنة الكبيسية، وفيها يجعلون ذا الحجة تاما بعد أن كان تسعة وعشرين في غيرها (2).
أقول: وتوضيحه على ما ذكره بعض الأصحاب أنهم لما اعتبروا في الشهر اجتماع النيرين في درجة واحدة من تلك البروج إلى اجتماع آخر، وكان ما بين الاجتماعين تسعة وعشرين يوما واثنتي عشرة ساعة وأربعا وأربعين دقيقة، وكان الكسر زائدا على نصف اليوم، جعلوا الشهر الأول ثلاثين يوما; لأن الكسر يقوم عندهم مقام الواحد إذا زاد على النصف.
ثم جعلوا الشهر الثاني تسعة وعشرين جبرا لنقصان الشهر الأول، فصارت الشهور الأوتار كلها ثلاثين ثلاثين، والأشفاع كلها تسعة وعشرين تسعة وعشرين، حتى إذا كملت السنة اجتمع من الكسر الزائد على نصف اليوم الذي أهملوه من كل شهر - و هو أربع وأربعون دقيقة - ثمان ساعات وثمان وأربعون دقيقة، وهو خمس يوم وسدسه، فاجتمع في كل ثلاثين سنة أحد عشر يوما، وكبسوها أي أدرجوها في إحدى عشر سنة من كل ثلاثين سنة: هي الثانية، والخامسة، والسابعة، والعاشرة، والثالثة