الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ٢٣ - الصفحة ١٢٧
قال في الوافي: كان المراد تأكل مما جاء وحصل عندها بالعشي كائنا ما كان ولا تسأل عما ذهب وغاب عنها وهذا قريب من معنى رواح الماشية وسراحها، كما قال الله عز وجل (1) " حين تريحون وحين تسرحون ".
وقال بعض مشايخنا المحدثين: لعله كناية عن قناعتها بما يأتي به زوجها، وعدم التفتيش عما أعطاه غيرها، ويمكن أن يكون المراد حقيقة، أي ترضى بلبن الأنعام بعد الرجوع من المرعى، ولا تسأل عما كان في ضرعها عند السرح. إنتهى.
أقول: والأقرب هو المعنى الأول من هذين المعنيين.
وعن أبي بصير (2) " قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد أي شئ يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: ألا أعلمك ما تقول؟ قلت: بلى، قال: تقول: بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان، قلت: وبأي شئ يعرف ذلك (3) قال: أما تقرأ كتاب الله عز وجل، ثم ابتدأ هو (4) - وشاركهم في الأموال والأولاد - ثم قال: إن الشيطان ليجئ حتى يقعد من المرأة كما يعقد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت بأي شئ يعرف ذلك؟ قال:
بحبنا وبغضنا، فمن أحبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان ".
وعن أبي بصير (5) " قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد إذا أتيت أهلك فأي

(١) سورة النحل - آية ٦.
(٢) الكافي ج ٥ ص ٥٠٢ ح ٢، الوسائل ج ١٤ ص ٩٦ ح ٢.
(٣) الظاهر أنه لا يخلو من غلط لأن الظاهر أن السؤال إنما هو عن الدليل على كون الولد يكون شرك شيطان فأجاب بالآية، والسؤال عن العلامة وما تضمنه قوله في آخر الخبر بأنه يعرف بحبنا وبغضنا فهو معنى الصحيح الظاهر من الخبر بعده. (منه - رحمه الله -).
(٤) سورة الإسراء - آية ٦٤.
(٥) الكافي ج ٥ ص ٥٠٣ ح 5، الوسائل ج 14 ص 97 ح 5.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»
الفهرست