أبي طالب عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل يقول فيه عليه السلام " خلق الله عز وجل آدم من طين ومن فضلته وبقيته خلقت حوا ".
أقول: والجمع بين هذه الأخبار محتمل بأحد وجهين.
أحدهما - حمل ما تدل على أنه خلقت من ضلعه على التقية، لما عرفت من نسبة القول بذلك إلى العامة، وتشديدهم في إنكاره، ولا ينافي ذلك أخبار الخنثى، لأن الحكم عليها بذكورية إنما وقع من حيث كونها مثل الذكور في عدد الأضلاع، فألحقت بهم، وأما تعليل ذلك بما ذكر فإنما خرج مخرج التقية.
وثانيهما - أن المراد بخلقها من ضلعه الأيسر يعني من طينة ضلعه الأيسر كما صرح به الخبر الأخير، وأجمل في غيره من الأخبار بأنها خلقت من فضل طينته، فمعنى قولهم أن حوا خلقت من آدم أو من ضلعه ليس على ما يتبادر في الظاهر كما فهمه العامة وقالوا به، بل المراد إنما هو باعتبار الطينة، وحينئذ فالتكذيب للعامة إنما هو فيما فهموه من الخبر وحملوه عليه، وإلى هذا يأول كلام الصدوق في الفقيه المتقدم فإنه جعله وجه جمع بين الأخبار.
ومثل هذا الاختلاف في الأخبار قد وقع في تزويج آدم بناته من بنيه وعدمه، فجملة من الأخبار دلت على الأول وجملة دلت على الثاني بأبلغ وجه في إنكار الأول كما تضمنه بعضها، والجمع بينهما بحمل الأخبار الدالة على الأول على التقية كما هو قول المخالفين المنسوب إليهم وفي بعض الأخبار بالنسبة إلى كلا الأمرين أنه كان حلالا ثم حرم، وهو ما رواه في كتاب الإحتجاج عن علي بن الحسين (1) عليه السلام في حديث طويل وربما جعل وجها للجمع بين الأخبار.
وفيه أن الأخبار إنما تصادمت وتعارضت في فعل آدم ونكاحه حوا مع كونها خلقت منه، وتزويج بناته بأولاده وقد دلت أخبار المنع على إنكاره في