أكله الضيف واحد.
261 (11) كنز الفوائد 216 - قضيته مستطرفة لأمير المؤمنين عليه السلام لم يسبقه إليها أحد من الناس روى ان رجلين جلسا للغداء فاخرج أحدهما خمسة أرغفة وأخرج الاخر ثلاثة أرغفة فعبر بهما في الحال رجل ثالث فعز ما عليه فنزل فأكل معهما حتى استوفا جميع ذلك فلما أراد الانصراف دفع إليهما فضة وقال هذه لكما عوض مما أكلت من طعامكما فوزناها فصادفاها ثمانية دراهم فقال صاحب الخمسة الأرغفة لي منها خمسة ولك ثلاثة بحساب ما كان لنا وقال الاخر بل هي مقسومة نصفين بيننا وتشاحا فارتفعا إلى شريح القاضي في أيام أمير المؤمنين عليه السلام فعرفاه أمرهما فحار في قضيتهما ولم يدر ما يحكم به بينهما فحملهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقصا عليه قصتهما فاستطرف أمرهما. وقال إن هذا أمر فيه دناءة والخصومة فيه غير جميلة فعليكما بالصلح فهو أجمل بكما فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لست أرضى إلا بمر الحق وواجب الحكم.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام فإذا أبيت الصلح ولم ترد الا القضاء فلك درهم واحد ولرفيقك سبعة دراهم فقال وقد عجب هو و جميع من حضر يا أمير المؤمنين بين لي وجه ذلك لأكون على بصيرة من أمرى فقال أنا أعلمك ألم يكن جميع مالكما ثمانية أرغفة أكل كل واحد منكما بحساب الثلث رغيفين وثلثين قال بلى قال قفد حصل لكل واحد منكما ثمانية أثلاث فصاحب الخمسة الأرغفة له خمسة عشر ثلثا أكل منهما ثمانية بقي له سبعة وأنت لك ثلاثة أرغفة وهي تسعة أثلاث أكلت منها ثمانية بقي لك ثلث واحد فلصاحبك سبعة دراهم ولك درهم واحد فانصرفا على بينة من أمرهما.