____________________
قلت: لما كان التنبيه يستلزم اهتمام المتكلم بالمقصود، كان الغرض من المجيء بحرفه في خطابه سبحانه إظهار الاهتمام بالمقصود، فهو من قبيل التضرع والإلحاح المطلوب في الدعاء لا تنبيه المخاطب وإيقاظه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وبين اليدين: عبارة عن الأمام، لأن ما بين يدي الإنسان أمامه وقال الزمخشري في الكشاف: حقيقة قولهم: جلست بين يدي فلان أن تجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله قريبا منه حتى تنظر إليه من غير تقليب حدقة، فسميت الجهتان يدين لكونهما على سمت اليدين مع القرب منهما توسعا، كما يسمى الشيء باسم غيره إذا جاوره وإذا داناه في غير موضع (1) انتهى.
وقد جرت هذه العبارة هاهنا على سنن التمثيل الذي يسميه أهل البيان تمثيلا تخييليا، فإنه مثل حضور عباده تعالى في علمه سبحانه بحال حضور قوم ماثلين أمام من يكون له جهتان مسامتتان ليمينه وشماله قريبا منه، من غير أن يذهب بها إلى جهة حقيقة بالنسبة إلى الله تعالى كما يذهب إليه المجسمة، أو مجاز بأن يراد باليد القدرة.
وإنما المراد بالمفردات في مثل ذلك حقائقها في نفسها، كما في قولهم: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، على ما سبق بيانه مبسوطا في الروضة السادسة في شرح دعاء الصباح، عند قوله عليه السلام: «أصبحنا في قبضتك»، فليرجع إليه (2).
وبين اليدين: عبارة عن الأمام، لأن ما بين يدي الإنسان أمامه وقال الزمخشري في الكشاف: حقيقة قولهم: جلست بين يدي فلان أن تجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله قريبا منه حتى تنظر إليه من غير تقليب حدقة، فسميت الجهتان يدين لكونهما على سمت اليدين مع القرب منهما توسعا، كما يسمى الشيء باسم غيره إذا جاوره وإذا داناه في غير موضع (1) انتهى.
وقد جرت هذه العبارة هاهنا على سنن التمثيل الذي يسميه أهل البيان تمثيلا تخييليا، فإنه مثل حضور عباده تعالى في علمه سبحانه بحال حضور قوم ماثلين أمام من يكون له جهتان مسامتتان ليمينه وشماله قريبا منه، من غير أن يذهب بها إلى جهة حقيقة بالنسبة إلى الله تعالى كما يذهب إليه المجسمة، أو مجاز بأن يراد باليد القدرة.
وإنما المراد بالمفردات في مثل ذلك حقائقها في نفسها، كما في قولهم: أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى، على ما سبق بيانه مبسوطا في الروضة السادسة في شرح دعاء الصباح، عند قوله عليه السلام: «أصبحنا في قبضتك»، فليرجع إليه (2).