____________________
إليه بنصب الأدلة والألطاف حتى وصلت إلى المطلوب.
وعلى المعنيين الأخيرين فأدناه أصغر الصغائر، وأعلاه أكبر الكبائر.
إذا عرفت ذلك فالمراد بالإرشاد: الدلالة على المطلوب بلطف، سواء كان معها وصول إليه أم لا، فلا ينافيه قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء (1)، إذ المراد بالهداية هنا: الإيصال إلى المطلوب وهو بيده تعالى.
فإن قلت: قد ورد في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم (2). وهو ينافي سؤال التوفيق لإرشاد الضال، مع أنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قلت: أجيب بأن الأمر بالكف والنهي عن الدعاء، إما: لأجل ما كان في ذاك الزمان من شدة التقية من أهل الجور والعدوان.
وإما: لأن القصد منه ترك المبالغة في الدعاء، وعدم المخاصمة في أمر الدين، كما يدل عليه قول أبي عبد الله عليه السلام في حديث آخر: لا تخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب (3). فلا منافاة.
وفي إرشاد الضال وهدايته من الثواب ما لا يحصى، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لما وجهني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن، قال: يا علي لا تقاتل أحدا حتى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله
وعلى المعنيين الأخيرين فأدناه أصغر الصغائر، وأعلاه أكبر الكبائر.
إذا عرفت ذلك فالمراد بالإرشاد: الدلالة على المطلوب بلطف، سواء كان معها وصول إليه أم لا، فلا ينافيه قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء (1)، إذ المراد بالهداية هنا: الإيصال إلى المطلوب وهو بيده تعالى.
فإن قلت: قد ورد في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم (2). وهو ينافي سؤال التوفيق لإرشاد الضال، مع أنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قلت: أجيب بأن الأمر بالكف والنهي عن الدعاء، إما: لأجل ما كان في ذاك الزمان من شدة التقية من أهل الجور والعدوان.
وإما: لأن القصد منه ترك المبالغة في الدعاء، وعدم المخاصمة في أمر الدين، كما يدل عليه قول أبي عبد الله عليه السلام في حديث آخر: لا تخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب (3). فلا منافاة.
وفي إرشاد الضال وهدايته من الثواب ما لا يحصى، فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لما وجهني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن، قال: يا علي لا تقاتل أحدا حتى تدعوه إلى الإسلام، وأيم الله