____________________
واستدل بعضهم بقوله تعالى: أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما (1) أي كانتا مظلمتين فتقهما الله بإظهار النور فيهما، إذ لا يكون مع الرتق إلا الظلام، فهو سابق على النور.
وقال الجلال السيوطي: قد ثبت أن القيامة لا تقوم إلا نهارا، فدل على أن ليلة اليوم سابقة على نهاره، إذ كل يوم له ليلة، فكان الليل قبل النهار (2).
والصحيح: أن النهار خلق قبل الليل، لما رواه العياشي في تفسيره بإسناده عن الأشعث بن حاتم، قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليه السلام والفضل بن سهل، والمأمون في الإيوان بمرو، فوضعت المائدة، فقال الرضا عليه السلام: إن رجلا من بني إسرائيل سألني بالمدينة، النهار خلق قبل أم الليل فما عندكم؟ قال: فأداروا الكلام فلم يكن في ذلك شيء، فقال الفضل للرضا عليه السلام: أخبرنا بها أصلحك الله، قال: نعم، من القرآن أم من الحساب؟ قال الفضل: من جهة الحساب، قال: قد علمت يا فضل أن طالع الدنيا السرطان، والكواكب في مواضع شرفها: زحل في الميزان، والمشتري في السرطان، والشمس في الحمل، والقمر في الثور، فذلك يدل على كينونة الشمس في الحمل في العاشر من الطالع في وسط السماء، فالنهار خلق قبل الليل (3) انتهى.
وعلى هذا: فالنكتة في تقديم الليل في الذكر إما لأن الشهور غررها الليالي، أو لأنه وقت العبادة والخلوة، فقدم لشرفه.
وقال النيسابوري في تفسيره: قال أهل البرهان: قدم الليل على النهار، لأن
وقال الجلال السيوطي: قد ثبت أن القيامة لا تقوم إلا نهارا، فدل على أن ليلة اليوم سابقة على نهاره، إذ كل يوم له ليلة، فكان الليل قبل النهار (2).
والصحيح: أن النهار خلق قبل الليل، لما رواه العياشي في تفسيره بإسناده عن الأشعث بن حاتم، قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليه السلام والفضل بن سهل، والمأمون في الإيوان بمرو، فوضعت المائدة، فقال الرضا عليه السلام: إن رجلا من بني إسرائيل سألني بالمدينة، النهار خلق قبل أم الليل فما عندكم؟ قال: فأداروا الكلام فلم يكن في ذلك شيء، فقال الفضل للرضا عليه السلام: أخبرنا بها أصلحك الله، قال: نعم، من القرآن أم من الحساب؟ قال الفضل: من جهة الحساب، قال: قد علمت يا فضل أن طالع الدنيا السرطان، والكواكب في مواضع شرفها: زحل في الميزان، والمشتري في السرطان، والشمس في الحمل، والقمر في الثور، فذلك يدل على كينونة الشمس في الحمل في العاشر من الطالع في وسط السماء، فالنهار خلق قبل الليل (3) انتهى.
وعلى هذا: فالنكتة في تقديم الليل في الذكر إما لأن الشهور غررها الليالي، أو لأنه وقت العبادة والخلوة، فقدم لشرفه.
وقال النيسابوري في تفسيره: قال أهل البرهان: قدم الليل على النهار، لأن