____________________
و «الواو» من قوله: «وإلى يوم الدين» ثابتة في النسخ المشهورة وهي عاطفة، والظرف بعدها متعلق بمحذوف دل عليه ما قبله، والتقدير: «وعلى التابعين من بعد يومنا هذا إلى يوم الدين» على كون «من» ابتدائية أو: «وعلى التابعين في كل يوم إلى يوم الدين» على كونها ظرفية. وفائدة إيراد الواو: إدخال من تجدد من التابعين في كل وقت إلى يوم القيامة.
وأما ما قيل من أن الإتيان بها لإرادة التابعين الذين بقيت متابعتهم إلى ما يترتب لهم على المتابعة من الثواب إلى يوم الدين ولا يعتريهم تغير ولا تبدل فغير ظاهر، بل لو قيل: إن عدمها يدل على هذا المعنى كان أظهر، ويحتمل احتمالا بعيدا أن تكون «من» في قوله: «من يومنا هذا» لانتهاء الغاية بمعنى إلى، كما ذهب إليه الكوفيون وتبعهم ابن مالك من إثبات هذا المعنى لها (1) واستدل له ابن مالك بصحة قولك: «تقربت منه» وهو بمعنى تقربت إليه (2).
وعلى هذا فيكون المعنى وصل على التابعين إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، فإيراد الواو حينئذ متحتم ومفادها ظاهر، واليوم المضاف إلى الدين مراد به مطلق الوقت أيضا.
والدين هنا بمعنى الجزاء خيرا كان أو شرا ومنه: الثاني، في المثل السائر: كما تدين تدان (3)، والأول في بيت الحماسة:
ولم يبق سوى العدوان * دناهم كما دانوا وأما الأول في الأول، والثاني في الثاني فليس بجزاء حقيقة وإنما سمي به مشاكلة، أو تسمية للشيء باسم مسببه كما سميت إرادة القيام والقراءة باسمهما في
وأما ما قيل من أن الإتيان بها لإرادة التابعين الذين بقيت متابعتهم إلى ما يترتب لهم على المتابعة من الثواب إلى يوم الدين ولا يعتريهم تغير ولا تبدل فغير ظاهر، بل لو قيل: إن عدمها يدل على هذا المعنى كان أظهر، ويحتمل احتمالا بعيدا أن تكون «من» في قوله: «من يومنا هذا» لانتهاء الغاية بمعنى إلى، كما ذهب إليه الكوفيون وتبعهم ابن مالك من إثبات هذا المعنى لها (1) واستدل له ابن مالك بصحة قولك: «تقربت منه» وهو بمعنى تقربت إليه (2).
وعلى هذا فيكون المعنى وصل على التابعين إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين، فإيراد الواو حينئذ متحتم ومفادها ظاهر، واليوم المضاف إلى الدين مراد به مطلق الوقت أيضا.
والدين هنا بمعنى الجزاء خيرا كان أو شرا ومنه: الثاني، في المثل السائر: كما تدين تدان (3)، والأول في بيت الحماسة:
ولم يبق سوى العدوان * دناهم كما دانوا وأما الأول في الأول، والثاني في الثاني فليس بجزاء حقيقة وإنما سمي به مشاكلة، أو تسمية للشيء باسم مسببه كما سميت إرادة القيام والقراءة باسمهما في