كشف الرموز - الفاضل الآبي - ج ١ - الصفحة ١٣١

____________________
الآفاق (1).
وبما روى أبو الوليد عن جعفر بن محمد عليهما السلام مثل الأول سواء (2) وهو مذهب المفيد وسلار وأتباعهم، واختيار شيخنا في الشرايع من غير فتوى به.
وذهب علم الهدى إلى أن القبلة هي جهة الكعبة لمن نأى عنها، متمسكا بقوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس (3) وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره (4) وهو اختيار شيخنا دام ظله والمتأخر، وهو أشبه.
والجواب (عن الأول) أن (دعوى خ) الإجماع ممنوعة (ممنوع خ) و (عن الثاني) لا نسلم خروجهم عن القبلة إذ الجهة هي سمت الكعبة و (عن الثالث) الطعن في سند الأحاديث، فكلها ضعيفة الرجال.
والحق أن الخلاف غير مثمر مع الاتفاق على العلائم، اللهم إلا في التياسر، فإنه مستحب على مذهب الشيخ.
ويظهر من كلامه الوجوب، وهو تعويل على ما روى المفضل بن عمر، قال:
سئل أبو عبد الله عليه السلام، لماذا صار الرجل ينحرف في الصلاة إلى اليسار؟
قال: لأن للكعبة ستة حدود، أربعة منها على يسارك، واثنان منها على يمينك فمن أجل ذلك وقع التحريف إلى اليسار (5).

(1) الخلاف مبحث مسائل القبلة - مسألة 14.
(2) راجع الوسائل باب 3 من أبواب القبلة مع الاختلاف في السند وبعض الألفاظ.
(3) المائدة - 97.
(4) البقرة - 144.
(5) الوسائل باب 4 حديث 2 من أبواب القبلة، والحديث منقول بالمعنى، ومتنه هكذا: عن المفضل بن عمر، أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة وعن السبب فيه؟ فقال: إن الحجر الأسود لما نزل من الجنة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور، الحجر الأسود، فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال، وعن يسارها ثمانية أميال كله اثني عشر ميلا فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن القبلة لقلة أنصاب الحرم، وإذا انحرف الإنسان ذات اليسار لم يكن خارجا من حد القبلة.
(١٣١)
مفاتيح البحث: الحجر الأسود (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست