وما هو الداعي له ليجعل البيان في كتب أخرى، فإن الأولى هو إصلاح نفس الكتاب الذي يشتمل على الخطأ، ثم إعادة طباعته، أما تسجيل الإصلاح في كتب قد لا تصل إلى جميع من سيقرأ له؟.. أو في محاضرة أخرى قد لا يسمع بها قراء مقالته تلك، ولا تمر عليهم؟! فلا أثر له، ولا يمكن أن يحل المشكلة، لا سيما مع تكرر صدور هذه المقولات عنه.
بل لماذا يجعل الجواب في موضع آخر من الكتاب نفسه، خصوصا إذا كان ذا أجزاء عديدة، قد تصل إلى خمسة وعشرين جزءا، حيث لا يخطر في بال الكثيرين أن يقرأوه كله، وإذا خطر ذلك لبعضهم، فقد لا يمكنه ذلك.
وهل يصح أن يقال: إنه من أجل معرفة المراد من آية قرآنية، لا بد من قراءة تفسير القرآن كله بجميع أجزائه؟!
ثم ما هي الضمانة في أن تصل تلك الموارد التي تتضمن الفكرة الصحيحة للأجيال اللاحقة، فلعلها تضيع - كما ضاع غيرها - وتصل إليهم الأفكار التي هي موضع الإشكال.
6 - قد يقال لك في بعض الموارد: قد ذهب فلان من العلماء إلى هذا القول، أو إلى ذاك القول..
ولكن لماذا لا يقال لك: إن ألوفا بل عشرات الألوف على مر التاريخ، وكلهم من كبار العلماء، وأفذاذ الرجال قد قالوا بخلافه؟!..
ولماذا لا تلاحظ الحقيقة التي تقول: إن معالم المذهب إنما تؤخذ من مشهور علمائه، الذي يمتلك الأدلة القاطعة على ذلك، ولا يصح نسبة رأي شذ به هذا العالم أو ذاك العالم إلى المذهب. فمثلا لا يصح أن يقال: الشيعة يقولون ويعملون بالقياس لأن واحدا من علمائهم كان يعمل به - لو صحت النسبة إليه - فإن رفض القياس معروف من مذهب الشيعة، فمن يقول به يكون مخالفا للتشيع، حتى وإن كان ثمة عالم من السابقين يقول به، وإن الزواج المؤقت معروف من مذهب الشيعة، فلا يصح الخروج على ذلك، بحجة أن فلانا العالم قد ذهب إلى رأي آخر.
ولو أردنا أن نجمع شذوذات العلماء إلى بعضها البعض، فقد يتكون