دمشق. وجماعة سواهم وفي لسان الميزان روى عنه محمد بن إبراهيم بن كثير وناس قليل.
ما أثر عنه من النثر قال جامع ديوانه قال أبو حاتم: سمعت أبا عبيدة يقول استفحصت غلامين في الصبا فزكنت فيهما بلوغ فيما ينتحلانه فجاءا كما زكنت بلغني ان النظام يتعاطى تعلم الكلام فتلقاني وهو غلام على حمار يطير به فقلت له يا غلام ما طبع الزجاج فالتفت إلي وقال يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر ثم بلغني أن أبا نواس يتعاطى قرض الشعر فتلقاني ما طر شاربه بعد فقلت كيف فلان عندك فقال ثقيل الظل جامد النسيم فقلت زد فقال مظلم الهواء منتن الفناء قلت زد قال غليظ الطبع بغيض الشكل قلت زد قال وخم الطلعة عسر القلعة قلت زد قال ناتئ الجنباب بارد الحركات فخففت عنه فقال زدني سؤالا أزدك جوابا فقلت كفى من القلادة ما أحاط بالعنق. وقال يموت بن المزرع سمعت خالي الجاحظ يقول سمعت أبا نواس يقول وقد ذكر رجلا ما بقي من بصره الا شفافه ومن حديثه إلا خرافة ومن جسمه إلا خيال يستبينه المتفرس قال وكان في كلام أبي نواس ترسل إنتهى.
أنواع شعره قال ابن خلكان عن إسماعيل بن نوبخت شعره عشرة أنواع وهو مجيد في العشرة 1 نقائضه مع الشعراء 2 المديح 3 المراثي 4 العتاب 5 الهجاء 6 الزهد 7 الطرد 8 الخمر 9 الغزل 10 المجون وقال جامع ديوانه في مقدمته إن أنواع شعره إثنا عشر فعد الخمر نوعين والنوع الثاني فيما بين الخمر والمجون عند الغزل نوعين غزل المذكر وغزل المؤنث وبعد إسقاط هذين النوعين بعد الخمر نوعا واحدا والغزل نوعا واحدا تبقى الأنواع عشرة ومن أنواع شعره الاعتذار وهذا لا يدخل في الأنواع العشرة المذكورة فقد يشتمل على المديح وقد لا يشتمل ومنها ذم الإخوان وهو داخل في الهجاء ومنها التعازي وتدخل في الرثاء ومنها الصفات والتشبيهات والطرد داخل فيها ومنها الشيب والشباب والطيف والخيال ومنها الشعر القصصي المسمى بالعنوان ومنها الأمثال وغير ذلك.
جامعوا ديوانه في مقدمة ديوانه المطبوع بمصر أن جامعه حمزة بن الحسن الأصبهاني والظاهر أنه غلط لاتفاق الكل على أن جامعه علي بن حمزة الأصبهاني كما ستعرف. قال ابن خلكان وقد اعتنى بجمع شعره جماعة من الفضلاء منهم أبو بكر الصولي وعلي بن حمزة وإبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعروف بتوزون فلهذا يوجد ديوانه مختلفا انتهى. ثم قال ابن خلكان وعلي بن حمزة لم أقف له على ترجمة وتوزون أخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد وبرع فيه إنتهى وتوزون اسمه إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري كان أديبا نحويا ولم يصنف غير جمعه لشعر أبي نواس كذا قالوا في ترجمته. وفي معجم الأدباء ان إبراهيم بن أحمد بن محمد توزون جمع شعر أبي نواس وإنها رواية مشهورة بأيدي الناس إنتهى. وفي فهرست ابن النديم: ممن عمل شعر أبي نواس على غير الحروف يحيى بن الفضل روايته وجعله عشرة أصناف ومن العلماء أبو يوسف يعقوب بن السكيت وفسره في نحو 800 ورقة وجعله أيضا عشرة أصناف وعمله أبو سعيد السكري ولم يتمه ومقدار ما عمل منه ثلثاه في مقدار ألف ورقة وعمله من أهل الأدب الصولي على الحروف واسقط المنحول منه وعمله علي بن حمزة الأصفهاني على الحروف أيضا وعمل يوسف بن الداية أخباره والمختار من شعره وعمل أبو هفان أخباره والمختار من شعره وعمل ابن الوشاء أبو الطيب أخباره والمختار من شعره وعمل ابن عمار أخباره والمختار من شعره وعمل أيضا رسالة في مساويه وسرقاته وعمل آل المنجم أخباره ومختار شعره فيما عملوه من كتبهم أشعار المحدثين وقد مضى ذكر ذلك وعمل أبو الحسن السميساطي أخبار أبي نواس والمختار من شعره والانتصار له والكلام على محاسنه إنتهى والنجاشي قال إن السميساطي هذا له كتاب فضل أبي نواس والرد على الطاعن في شعره وفي خزانة الأدب ديوان شعره مختلف لاختلاف جامعيه فإنه اعتنى بجمعه جماعة منهم أبو بكر الصولي وهو صغير ومنهم علي بن حمزة الأصبهاني وهو كبير جدا وكلاهما عندي ولله الحمد على نعمه ومنهم إبراهيم بن أحمد الطبري المعروف بتوزون ولم أره إلى الآن إنتهى.
عدد قصائده وأبياتها قال جامع ديوانه في مقدمته إنه جمع ديوان شعره مشتملا من قصائده وأراجيزه ومقطعاته على ألف وخمسمائة وأكثر ويضم من الأبيات ثلاثة عشر ألف بيت وأكثر إنتهى الزيادة والنقيصة في شعره أما الزيادة فقد قال جامع ديوانه في مقدمته إنه نسب أكثر الرواة له غير ما هو له فله بمصر قصائد لا يعرفها أهل العراق ثم قال ما حاصله إن أبا نواس كان تعاطيه الشعر على غير طريق الشعراء لان جل أشعاره في اللهو والغزل والمجون والعبث ووصف الخمر وأقل أشعاره مدائحه وليس هذا طريق الشعراء الذين في زمانه وبعده فالحق الناس بشعره كل ما وجدوه من جنسه قال وقد وجدت في نسخ شعره شعر شاعرين من شعراء إصبهان وهما منصور بن بازان وعبدة بن زياد الجرجاني ولما ورد أحمد بن عثمان البري إصفهان رئي أروى خلق الله لشعر أبي نواس جده وهزله فروى له أبياتا هي مثبتة في نسخ شعر منصور بن بازان العتيقة قال وقد أدخل أهل العراق من شعر أهل الجبل في عامة شعره الكثير خلاف ما ألحقوه من أشعار شعرائهم ومما أضيف إليه من شعر العراقيين قول الحسين بن الضحاك الخليع حين شرب مع إبراهيم بن المهدي فلاحاه على السكر فدعا بالنطع والسيف وهو:
نديمي غير منسوب * إلى شئ من الحيف كذا من يشرب الراح * مع التنين في الصيف وقد نسبه الناس إلى أبي نواس وإنه كان قد لاحى الأمين على السكر قال وروى يوسف النحاس المعروف بابن الداية المشهور بصحبة أبي نواس إنه لما ورد المأمون بغداد راجعا من خراسان ضرب ابن عائشة الهاشمي بالسياط فحبق تحت الضرب فقال فيه أبو نواس:
وجد ابن عائشة السياط جواعلا * للمرء في عجز العجاز لسانا مع أن المأمون ورد بغداد بعد موت أبي نواس سنة 199 وأما النقيصة في شعره فقد قال جامع ديوانه في مقدمته أيضا إنه استدل محمد بن عبد الرحمن الثرواني من أشعاره على أنه كان بالعراق أشعار لم تثبت