أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حديثا في الخنثى ولم يذكره أصحاب الرجال وكونه من شرط كتابنا محتمل.
75: الشيخ حسن البلاغي العاملي ذكره صاحب جواهر الحكم في كتابه فقال قرأ الدرس عند والدي بقرية طير دبا مدة من الزمان ثم انتقل إلى العراق فقرأ في النجف ولم تطل مدته فتوفي هناك اه. وهو غير الشيخ حسن البلاغي والد الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي.
76: ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه بن فناخسرو الديلمي وباقي نسبه ذكر في ترجمة أخيه معز الدولة أحمد بن بويه في المجلد الثاني المجلد السابع.
ولد تقديرا سنة 284 وتوفي ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 366 بالري ودفن في مشهده. قال ابن خلكان عن أبي إسحاق الصابي.
صفاته وأقوال العلماء فيه كان ركن الدولة ملكا جليلا عظيما شجاعا موفقا كريما عاقلا مديرا ناظرا في العواقب حسن التدبير في الحروب حليما محبا للعفو حسن النية كريم المقدرة حافظا للذمام وفيا بالعهود رفيع الهمة شريف النفس بعيدا عن الدنايا وفيما يأتي من أخباره أدلة وشواهد على ذلك. فهو قد واقع العسكر المرسل إلى كازرون فهزمهم وهو في نفر يسير. ومن حسن تدبيره أنه لما قصده المرزبان خادعه وتواضع له ووعده أن يسلمه بعض البلاد وطاوله حتى جاءته النجدات فحاربه وهزمه. ولما واقعه منصور بن قراتكين وضاق به الأمر صبر حتى ظفر ولم يهرب ولو هرب لهلك ولما جاءه جيش خراسان بعدد لا قبل له به صبر وقاتلهم من وجه واحد حتى ملوا وصالحوه. ومن وفائه ابتداؤه لما ورد شيراز بزيارة قبر أخيه وسيره حافيا حاسرا ولزومه القبر ثلاثة أيام وفاء لحق أخيه الذي رباه. ومن علو همته أنه لم يقبل بمنع عسكر خراسان الذين جاءوا للغزاة من دخول بلاده مجتمعين لما أشار عليه ابن العميد بذلك وقال: لا تتحدث الملوك إني خفت جمعا من الغزاة.
وساعده الحظ والتوفيق فهو لما كان رهينة عند مرداويج وقتل مرداويج وخرج ركن الدولة إلى الصحراء ليفك قيوده صادف ورود بغال عليها تبن فركبها هو وأصحابه. ولما جاء منصور بن قراتكين لحربه نحو همذان وصار بينهما مقدار عشرين فرسخا عدل منصور إلى أصبهان ولو قصد همذان لانحاز ركن الدولة عنه وكان ملك البلاد. ولما جاءته جيوش خراسان مرة بما لا طاقة له به وخرج لحربهم حمل خنزير بري على مقدمهم فشب به فرسه فوقع فمات وتفرقوا وكفاه الله شرهم. ولما وصل منصور أصفهان وخرج منها أصحاب ركن الدولة وأهله وأسبابه لم يلحقهم منصور ولو لحقهم لغنمهم. ولما واقعه منصور وضاق به الأمر أتاه الخبر بان منصورا وعسكره عادوا إلى الري وتركوا خيامهم فغنم ذلك وكان هذا من صنع الله له وتوفيقه.
ومن حسن تدبيره أنه لما حاربه الغزاة الخراسانية وجيشهم أعظم من جيشه أمر من يسيرون إلى مكان ويثيرون غبرة شديدة ويرسلون من يخبره بوصول المدد فقويت بذلك نفوس أصحابه وحملوا على الخراسانية فهزموهم. ومن حلمه وحبه للعفو أنه كان منهم جماعة في البلد كانوا أساؤوا كثيرا فقصدهم الديلم ليقتلوهم فمنعهم وأطلق الأسارى وأمر لهم بنفقات وردهم إلى بلادهم.
ومن شرف نفسه وبعده عن الدنايا أنه لما استجار به إبراهيم بن المزربان ورده إلى ولايته وأشار عليه ابن العميد أن يعوضه عنها ويأخذها لأنه لا يقول بشؤونها امتنع وقال لا يتحدث الناس عني أنه استجار بي إنسان وطمعت فيه، وعير ولده عضد الدولة بذلك ومن حسن نيته وكرم مقدرته أنه لما تهدده وشمگير إن ظفر به بما لم يجسر كاتبه على قراءته له:
أمر أن يكتب له: والله لئن ظفرت بك لأعاملنك بضد ما كتبت ولأحسنن إليك ولأكرمنك. فلقي وشمگير سوء نيته ولقي ركن الدولة حسن نيته.
ومن مساعدة الحظ والتوفيق له أنه كان له عدو بطبرستان شديد العداوة فمات وعصى عليه إنسان بهمذان فلما أتاه خبر موت وشمگير مات لوقته وكفى الله ركن الدولة هم الجميع.
ومن وفائه: أنه لما سمع بقبض ولده عضد الدولة على ابن عمه بختيار القى نفسه عن سريره إلى الأرض وتمرع عليها ومرض مرضا لم يستقل منه باقي حياته، لأن أخاه كان قد رباه. وحرض أعداء عضد الدولة عليه وحجب رسله وهم بقتلهم وسبه وشتمه وتهدده ولم يرض حتى أخرجه من بغداد ورده إلى فارس وأخرج بختيار من محبسه ورده إلى ملكه هذا مع شدة محبته لعضد الدولة وتوسمه فيه النجابة وكون ابن أخيه بختيار ليس أهلا للملك ولا لتدبيره.
وقال ابن الأثير عند ذكر وفاته: أصيب به الدين والدنيا جميعا لاستكمال خلال الخير فيه وقال ابن خلكان: كان ملكا جليل المقدار عالي الهمة وكان صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم وهو والد عضد الدولة فناخسرو ومؤيد الدولة أبي منصور بويه وفخر الدولة أبي الحسن علي وكان مسعودا رزق السعادة في أولاده الثلاثة وقسم عليهم الممالك فقاموا بها أحسن قيام. وكان ركن الدولة أوسط الإخوة الثلاثة وهم عماد الدولة أبو الحسن علي وركن الدولة المذكور ومعز الدولة أبو الحسين أحمد وكان عماد الدولة أكبرهم ومعز الدولة أصغرهم اه.
ابتداء دولته كان لأبيه بويه المكنى بأبي شجاع ثلاثة أولاد وهم. عماد الدولة أبو الحسن علي. وركن الدولة أبو علي الحسن المترجم. ومعز الدولة أبو الحسن أحمد وكانوا في السن على هذا الترتيب وملكوا كلهم ومرت ترجمة معز الدولة في بابه وقد ذكرنا شيئا من ابتداء دولتهم في ترجمته. قال ابن الأثير في حوادث سنة 221 أنه خرج من بلاد الديلم جماعة لتملك البلاد، منهم من كان بن كالي ومرداويج بن زيار وغيرهما. وخرج مع كل واحد منهم خلق كثير من الديلم. وخرج أولاد أبي شجاع في جملة من خرج وكانوا من جملة قواد ما كان بن كالي وجرت خطوب واستولى مرداويج على ما كان بيد ما كان من طبرستان وجرجان وعاد ما كان إلى نيسابور مهزوما فلما رأى أولاد بويه ضعفه وعجزه قال له عماد الدولة وركن الدولة: نحن في جماعة وقد صرنا ثقلا عليك وعيالا وأنت مضيق والأصلح لك أن نفارقك لنخفف عنك مؤونتنا فإذا صلح أمرنا عدنا إليك. فاذن لهما فسارا إلى مرداويج فقبلهما أحسن قبول وخلع عليهما وأكرمهما وقلد علي بن