القدح في نسبها لما كان الناس عليه من الميل إلى العلويين والنفرة من العباسيين بما كان يظهر منهم من الموبقات والظلم والغشم ولم يكن العباسيون يطمعون في الاستيلاء على ملك العلويين بقدحهم في نسبهم لكنهم كانوا يريدون الاحتفاظ بما في أيديهم خوفا عليه من العلويين واستمرت هذه الدولة سائدة نحوا من 271 سنة من سنة 296 إلى 567.
الدولة العلوية بطبرستان وظهرت دولة علوية مستقلة بطبرستان وبلاد الديلم ملك فيها الداعي إلى الحق الملقب بالداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني صاحب الترجمة ظهر سنة 250 ثم أخوه الملقب بالداعي الصغير محمد بن زيد وقتل سنة 288 ثم الملقب بالناصر الكبير والملقب بالناصر الصغير وغيرهم وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي أن الدولة الطبرستانية تداولها ستة رجال ثلاثة من بني الحسن ثم ثلاثة من بني الحسين أولهم الداعي إلى الحق الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد الجواد بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب بالري والديلم ثم قام أخوه القائم بالحق محمد وقتل سنة 288 فقام حفيده المهدي الحسن بن زيد بن القائم بالحق ثم لم يذكر الثلاثة الحسينيين ووقع منه خطا في نسب الحسن بن زيد وصوابه ما مر وساعد على ظهور هذه الدولة ضعف الخلفاء العباسيين واختلافهم وتشتت أمرهم وما ظهر من جور العمال وعسفهم فخرج هؤلاء السادات إلى طبرستان وحاربوا المستولين عليها وطردوهم وظهرت منهم شهامة وشجاعة وأقاموا عمود الحق والعدل وأحبهم أهل تلك البلاد وبايعوهم على الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الدولتان الحسنية والحسينية بالحجاز وظهرت دولة حسنية بالحجاز في مكة المكرمة ودولة حسينية بالحجاز أيضا في المدينة المنورة. وذلك لما كثر خروج العلويين على الملوك ومطالبتهم بما يرونه ويراه الناس حقا لهم فارضوهم بامارتي مكة والمدينة ليأمنوا غائلتهم وأول من ملك مكة من الحسنيين جعفر بن محمد بن الحسين أو الحسن بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ع وذلك في أواسط المائة الرابعة من الهجر على ما في خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام واستمرت إمارة الحسنيين على مكة المكرمة إلى هذا العصر وكان آخر من ملكها منهم الشريف حسين بن علي الذي أقيم ملكا على الحجاز باسم ملك العرب ثم ولده الملك علي ولم تطل مدته ثم استولى السعوديون على ملك الحجاز إلى هذا الوقت وهو سنة 1361 ثم إن الحسنيين بمكة تظاهروا بالتسنن بعد خطوب جرت فدام ملكهم على مكة والحسنيين تظاهروا بالتشيع في جميع أدوارهم فزال ملكهم ودون تاريخ أمراء مكة في كتاب خلاصة الكلام إلى زمن إمارة الشريف عون الذي رأيناه وشاهدناه عام 1320 بمكة المكرمة وانتهى التاريخ في الكتاب المذكور إلى سنة 1301 أما الحسينيون فلم يدون تاريخهم ولكن ذكروا استطرادا في كتب التاريخ وذكرنا من وصلت ترجمته الينا منهم في محله من هذا الكتاب وأول من ملك المدينة من الحسينيين فيما يظهر من صبح الأعشى الشريف طاهر الملقب بالمليح ابن محمد الملقب بمسلم بن طاهر بن الحسن بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في صبح الأعشى لحق طاهر بالمدينة الشريفة فقدمه بنو الحسين على أنفسهم واستقل بإمارتها سنين وتوفي سنة 381 واستمرت امارتها فيهم إلى سنة 886 فكان أميرها فيصل الجمازي كما في وفاء الوفاء ولا يحضرني الآن متى زالت إمارتهم عنها.
الدولة المرعشية في آمل ومازندران كان أهلها سادات حسينيين من نسل الحسن المرعشي بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع ملك منهم 14 رجلا أولهم يدعى قوام الدين وآخرهم السيد مراد ملكوا من سنة 760 إلى 989 وذلك نحو 219 سنة تخللها ملك لغيرهم نحو 49 فكانت مدة ملكهم نحو 170 سنة.
الدولة الكيائية بكيلان والديلم وظهرت ببلاد كيلان والديلم دولة علوية هي دولة الكيائية نسبة إلى كيا بكسر الكاف وفتح المثناة التحتية وهي كلمة تعظيم بلسان الديلم معناها السيد أو ما يشبه ذلك كان يلقب بها أولئك السادات وربما أضافوا إليها كلمة كار فقالوا كاركيا وكان ظهور هذه الدولة في أوائل المائة الثامنة.
الدولة الصفوية بإيران وهي دولة بلغت في القوة والعظمة درجة عالية ونشرت العلوم والمعارف وأكرمت العلماء وأهل الدين وحافظت على شعائر الدين الاسلامي ملك منها عشرة ملوك أولهم إسماعيل بن حيدر وآخرهم طهماسب الثاني ابن حسين وهم من السادات العلوية ينتهي نسبهم إلى الإمام الكاظم موسى بن جعفر ع ومدة ملكهم نحو من 233 سنة من سنة 906 إلى 1139.
دولة الموالي وظهرت دولة الموالي آل فلاح الموسويين المشعشعيين في خوزستان في الحويزة ونواحيها وكان ابتداؤها من سنة 850 وانتهت سنة 1029 وذلك نحو 179 سنة وعاصرت الملوك الصفوية وبسطوا عليها سيطرتهم وذكرنا رجال هذه الدولة كلا في محله من هذا الكتاب.
دول وإمارات أخرى وقد قامت دول وإمارات أخرى في العالم الاسلامي ليس هنا مكان استقصائها.
وحيث انتهينا من الكلام إجمالا على الدول والامارات العلوية التي ظهرت في الاسلام، فلنعد إلى ترجمة من نحن بصدد ترجمته وهو الحسن بن زيد الملقب بالداعي الكبير.
أمه في عمدة الطالب أمه آمنة بنت عبد الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
أقوال العلماء فيه كان الحسن بن زيد الداعي مع شرف نسبه وكرم حسبه عالي الهمة