أخباره مع المنصور كان الحسن المثلث ممن قبض عليهم المنصور من بني الحسن بن علي وحملهم إلى الهاشمية فماتوا بها في الحبس وقد اختلفت الرواية في القبض عليهم فقيل قبض على عبد الله بن حسن وعلى إخوته معه وفيهم المترجم وقيل قبض أولا على عبد الله بن حسن فحبس ثلاث سنين ثم قبض على إخوته. في تاريخ بغداد لما ولى المنصور حبس الحسن بن الحسن بن الحسن وأخاه عبد الله لأجل محمد وإبراهيم ابني عبد الله فلم يزالا في حبسه حتى ماتا اه. وقال ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة 144 أن الحسن المثلث كان ممن قبض عليهم المنصور من بني الحسن بن علي وحبسهم في المدينة قال وقيل إن المنصور حبس عبد الله بن الحسن المثنى وحده وترك باقي أولاد الحسن فبقي عبد الله محبوسا ثلاث سنين. وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده أنه لما حبس عبد الله بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن بن الحسن أن لا يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا ولا يأكل طيبا ما دام عبد الله على تلك الحال وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده والطبري وابن الأثير في تاريخهما أن الحسن بن الحسن بن الحسن بقي قد نصل خضابه حزنا على أخيه عبد الله وكان المنصور يقول ما فعلت الحادة أو ما فعل الحاد ومر الحسن بن الحسن بن الحسن على إبراهيم بن الحسن وهو يعلف إبلا له فقال أتعلف إبلك وعبد الله محبوس يا غلام أطلق عقلها فأطلقها ثم صاح في أدبارها فلم يوجد منها بعير. وروى أبو الفرج باسناده كان حسن بن حسن بن حسن ينزل منزلا بذي الأثل فحضر المدينة وعبد الله بن الحسن محبوس فلم يبرحها ولبس خشن الثياب وغليظ الكرابيس وكان أبو جعفر يسميه الحاد وكان عبد الله ربما استبطأ رسل أخيه حسن فيرسل إليه أنك وولدك لآمنون في بيوتكم وانا وولدي بين أسير وهارب لقد مللت معونتي فآنسني برسلك وكان ذلك إذا أتى حسنا بكى وقال بنفسي أبو محمد إنه لم يزل يحشد الناس بالأئمة.
قال ابن الأثير: فلما أطال حبس عبد الله بن الحسن قال عبد العزيز بن سعيد للمنصور أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو الحسن مخلون والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد فكان ذلك سبب حبس الباقين. وروى الطبري وابن الأثير انه لما حج المنصور سنة 144 أرسل مالك بن أنس ومحمد بن عمران بن طلحة إلى بني الحسن وهم في الحبس يسألهم أن يدفعوا إليه محمدا وإبراهيم ابني عبد الله، فدخلا عليهم وعبد الله قائم يصلي فأبلغاهم الرسالة، فقال الحسن بن الحسن بن الحسن أخو عبد الله: هذا عمل ابني المشؤومة أما والله ما هذا عن رأينا ولا عن ملأمنا ولا لنا فيه حيلة حكم. فقال له أخوه إبراهيم: علا م تؤذي أخاك في ابنيه وتؤذي ابن أخيك في أمه. ثم فرع عبد الله من صلاته فقال: لا والله لا أرد عليكما حرفا الحديث. وهذا الكلام مع ما تقدم من قوله:
لم يزل يحشد الناس بالأئمة، يدل على أنه كان في الباطن كارها لفعل أخيه وبنيه. أو قال ذلك مداراة والله أعلم.
وروى الطبري في تاريخه بسنده أنه لما ذهب ببني حسن لقيهم الحارث بن عامر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بالربذة، فقال:
الحمد لله الذي أخرجكم من بلادنا. فاشرأب له حسن بن حسن فقال له عبد الله: عزمت عليك ألا سكت. وقال الطبري أيضا: كان أول من مات منهم في الحبس عبد الله بن حسن فجاء السجان فقال ليخرج أقربكم به فليصل عليه فخرج أخوه حسن بن حسن بن حسن بن علي ع فصلى عليه.
من روى عنهم قد عرفت أنه كان من أصحاب الباقر والصادق ع وفي تهذيب التهذيب روى عن أبيه وأمه اه. وفي تاريخ بغداد سمع أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب اه.
الذين رووا عنه في تهذيب التهذيب عنه فضيل بن مرزوق وعبد بن الوسيم الجمال وعمر بن شبيب المسلي اه. وفي تاريخ بغداد روى عنه عمر بن شبيب المسلي اه.
116: الحسن بن الحسن بن الحكم الحيري.
في معالم العلماء له المسند.
117: الشيخ منتجب الدين أبي محمد الحسن بن أبي علي الحسن السبزواري أو السانزوارى.
السبزواري نسبة إلى سبزوار بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة بعدها زاي وواو مخففة وألف وراء المدينة المشهورة في بلاد خراسان التي كان أصل اسمها بيهق. وفي رياض العلماء: وأهلها معروفون بالتشيع وقصة أبي بكر السبزواري معروفة وقال أيضا أنه يعرف تارة بالسبزواري وأخرى بالسانزواري قال وذلك إما لكونهما لغتين فصيحتين صحيحتين في النسبة إلى بلده سبزوار من بلاد خراسان، وسبزوار هي اللغة الفصيحة وسانزوار لغة ردية وذلك كنوريز في بلدة تبريز اه.
والظاهر أن سانزوار بالنون من تصحيف النساخ فالبلدة تسمى سبزوار وسابزوار بالباء لا بالنون قديما وحديثا كما أن من التصحيف أيضا وصفه في نسخة من الرياض بالسرابشتوي.
والظاهر أيضا أنه الحسن بن أبي علي الحسن كما ترجمناه. فما في فهرست منتجب الدين في النسخة المطبوعة في المجلد الثالث والعشرين من البحار من أنه الحسن بن علي بن الحسن السبزواري تحريف وكذا ما في أمل الآمل نقلا عن فهرست منتجب الدين من أنه الحسن بن أبي علي بن الحسن السبزواري تحريف أيضا وترجمه في الرياض في أول كلامه بعين عبارة الأمل ولكنه لما حكى إجازته عن خط يده كما يأتي ذكر اسمه الحسن بن أبي علي الحسن باسقاط لفظة ابن بين أبي علي والحسن ولا يبعد ان يكون هو الصواب فيكون اسمه الحسن بن الحسن أولا لأن ذلك منقول عن خط يده ومكرر في الرياض مرتين ثانيا لأن مثل هذا يقع فيه الاشتباه كثيرا كما شاهدناه فتذكر الكنية وبعدها الاسم فيزيد الناسخ لفظة ابن بينهما لظنه سقوطها والله أعلم.
أقوال العلماء فيه في فهرست منتجب الدين فقيه صالح اه. وذكره في رياض العلماء في موضعين فقال في أحدهما الشيخ الجليل الفاضل العالم من معاصري الشيخ منتجب الدين بن بابويه صاحب الفهرست والشيخ حسن الدوريستي واضرابهما وقد كان القاضي الأجل بهاء الدين أبو الفتوح محمد بن أحمد بن