اسمه واسم أبيه ولم يذكر في الأقوال هناك ان اسم أبيه محمد لكنه يفهم من كلام كشف الظنون حيث قال شاه نامه فارسي منظوم مشهور لأبي القاسم حسن بن محمد الطوسي المتخلص بفردوسي اه ومر أيضا في ج 21 بعنوان الحسن بن إسحاق بن شرفشاه الطوسي الوزاني أبو القاسم الفردوسي. في كشف الظنون قال في الشاهنامة لم اترك مما طالعت من اخبار ملوك العجم حديثا الا نظمته وها انا بعد 65 سنة انقضت من عمري حتى شيخت في نظم هذا الكتاب في مدة 30 سنة آخرها سنة 384 وهو مشتمل على ستين ألف بيت وجعلته تذكرة للسلطان أبي القاسم محمود بن سبكتكين اه والشاهنامة التي فرع منها سنة 384 هي الصغرى اما الكبرى ففرع منها سنة 400 كما مر واستفيد من كلامه هذا ان مولده سنة 315 لأنه يدل على أنه فرع منها سنة 384 وانه كان عمره يومئذ 65 سنة وحينئذ فما مر في ج 21 انه ولد سنة 323 أو 324 غير صواب لأنه اعرف بمولده من كل أحد وفي كشف الظنون قد نقل الشاهنامة الفتح بن علي البنداري الأصبهاني إلى العربي نثرا للملك المعظم عيسى بن العادل أبي بكر الأيوبي وأتم ترجمته في سنة 679.
683: الحسن بن محمد بن عبد الصمد بن أبي الشخباء أبو علي العسقلاني الملقب بالمجيد ذو الفضلين توفي سنة 482 معتقلا بمصر في خزانة البنود ذكر ذلك علي بن بسام في كتاب الذخيرة.
في معجم الأدباء: أحد البلغاء الفصحاء الشعراء له رسائل مدونة مشهورة قيل إن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن البيساني منها استمد وبها اعتد وأظنه كتب في ديوان الرسائل للمستنصر صاحب مصر لان في رسائله جوابات إلى الفساسيري الا ان أكثر رسائله اخوانيات وما كتبه عن نفسه إلى أصدقائه ووزراء وأمراء زمانه اه وقد نقل له صاحب معجم الأدباء عدة رسائل تدل على تقدمة في صناعة النثر وحسبك ان يكون القاضي الفاضل الكاتب المشهور يستمد من رسائله وسننقل نموذجا منها بعد هذا وذكر ابن بسام موته محبوسا كما سمعت ولم يذكر سبب ذلك وكيف كان فهو من نوابغ كتاب الدولة الفاطمية بمصر ومجيدي شعرائها.
تشيعه يمكن ان يستفاد تشيعه مما اشتمل عليه كتابه الآتي إلى صارم الدولة بن معروف حيث استشهد فيه بأبيات فيها هذا البيت:
سينطق بالثناء على علي * وعترته المنابر صامتات وقال في آخره: ويتقدون بالحضرة السامية في خوض الرهج وارخاص المهج وتحمل الأعباء في موالاة أصحاب العباء ومن قوله في كتاب آخر سيأتي والله تعالى يسهل من ألطافه الخفية ما يجمع الشمل ويقرب الدار ويدني المزار بمحمد وآله الأئمة الأطهار.
شئ من نثره أورد له ياقوت في معجم الأدباء نثرا كثيرا نقتطف منه فقرات نوردها فيما يلي: من كتاب إلى صديق له:
لما حديث ركاب مولاي اخذ صبري معه وصحبه قلبي وتبعه:
فعجبت من جسم مقيم سائر * كمسير بيت الشعر وهو مقيد وبقيت بعده أقاسي أمورا تخف الحليم واما الوحشة فقد اصطبحت منها كأسا مترعة وتجرعت من صابها امر جرعة ورأيت فؤادي إذا مر ذكر مولاي يكاد يخرج من خدره ويرغب في مفارقه صدره حنينا يجدده السماع وزفرة تدمي في عذارها وتطلع في الترائب شرارها:
إداري شجاها كي تخلي مكانها * وهيهات القت رحلها واطمأنت واما ما أعاني بعد مسيره فأشياء منها عبث الألم ومنها اضطراري إلى كثرة مكابر من اعلم ذحل سرائره واختلاف باطنه وظاهره وتكلف اللقاء له بصفحة مستبشرة والله يعلم نفور طباعي ممن رآه أهل الأدب من الأدب غفلا لكن السياسة تقتضي اعتماد ما ذكرت وان كان موردا غير عذب وثقيلا على العين والقلب:
ولربما ابتسم الفتى وفؤاده * شرق الضلوع برنة وعويل ومنها انعكاس كثير من الآمال وارتشاف الصبابة الباقية من الحال بجوائح مصرية وشامية وفوادح أرضية وسمائية ولا أشكو بل اسلم له مذعنا وارى فعله كيف تصرفت الأحوال جميلا حسنا:
ومن لم يسلم للنوائب أصبحت * خلائقه طرا عليه نوائبا والله تعالى المسؤول ان يهذب لي من قرب مولاي ما ياسو هذه الكلوم فجميع الحوادث إذا قربت الخطوة تمسي غير مذكورة.
وكتب إلى أبي الفرج الموفقي جوابا عن رقعة: وصلت رقعة مولاي فكانت بشهادة الله صبح الآداب ونهارها وثمار البلاغة وازدهارها قد توشحت بضروب من الفضل تقصر قاصية المدى وتجري به في مضمار الأدب مفردا:
فكان روض الحزن تنثره الصبا * ما طفت من قرطاسها أتصفح فاما ما تضمنته من وصفي فقد صارت حضرته السامية فتسامح في الشهادة بذلك فلتراجع نقدها تجدني لا استحق من ذلك الاسهاب فصلا ولا أعد لكلمة واحدة منه اهلا فالله ينهضني بشكر هذا الإنعام الذي يقف عنده الثناء ويضلع ويحصر دونه الخطيب المصقع:
هيهات تعيي الشمس كل مرامق * ويعوق دون مناله العيوق ومن كلامه يهنئ اتسز بكسر الغزي.
وكان ذلك لثمان ساعات مضين من يوم الاثنين في العشر الأخير من جمادى الآخرة سنة 469.
الذين قال لهم الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. قد ارتفع الخلاف بين الكافة ان الله ذخر للدولة الفاطمية من الحضرة العلية المنصورة الجيوشية خلد الله سلطانها من حمى سوادها ونصر اعلامها وحفظ سريرها ومنبرها بعد ان كان الأعداء الذين ارتضعوا در انعامها وتوسموا بشرف أيامها فطردت يد الاصطناع إملاقهم وأثقلت قلائد الاحسان أعناقهم خفروا ذمم الولاء وكفروا سوابغ الآلاء ففجأتهم الحوادث من كل طريق