أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا * فقلت كلا ولكن مطلع الجود في معجم البلدان قومس بالضم ثم السكون وكسر الميم معرب كومس كورة كبيرة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبل طبرستان وقصبتها دامغان وهي بين الري ونيسابور اه. قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 259 فيها غلب الحسن بن زيد على قومس ودخلها أصحابه اه.
حرب الداعي مع يعقوب ابن الليث الصفار قال ابن الأثير كان الحسن بن زيد يسمى يعقوب بن الليث السندان لثباته وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 260 فيها واقع يعقوب بن الليث الحسن بن زيد الطالبي فهزمه ودخل طبرستان وسببه ما مر من هرب عبد الله السجزي إلى نيسابور فلما ملك يعقوب نيسابور كما تقدم هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد بطبرستان فسار يعقوب فلما صار إلى قرب سارية لقيه الحسن بن زيد فبعث إلى الحسن ان يبعث إليه بعبد الله ويرجع عنه فإنه إنما جاء لذلك لا لحربه فأبى الحسن تسليمه إليه فاذنه يعقوب بالحرب فالتقى عسكراهما فانهزم الحسن ومضى نحو الشرز وأرض الديلم ودخل يعقوب سارية ثم تقدم منها إلى آمل فجبى أهلها خراج سنة ثم شخص من آمل نحو الشرز في طلب الحسن بن زيد حتى صار إلى بعض جبال طبرستان فأدركته فيه الأمطار وتتابعت عليه نحوا من أربعين يوما فانتصر الله للحسن بن زيد من هذا الظالم المعتدي بتلك الأمطار وإن لله جنودا منها المطر فلم يتخلص من موضعه ذلك إلا بمشقة شديدة وكان قد صعد جبلا لما رام النزول عنه لم يمكنه ذلك إلا محمولا على ظهور الرجال وهلك عامة ما معه من الظهر ثم رام الدخول خلف الحسن بن زيد إلى الشزر فانتهى إلى الطريق الذي أراد سلوكه إليه فوقف عليه وأمر أصحابه بالوقوف. ثم تقدم أمامهم يتأمل الطريق ثم رجع إليهم فامرهم بالانصراف وقال لهم إن لم يكن طريق غير هذا فلا طريق إليه وكان نساء أهل تلك الناحية قلن للرجال دعوه يدخل فإنه إن دخل كفيناكم أمره وعلينا أسره لكم فلما خرج من حدود طبرستان عرض رجاله ففقد منهم أربعين ألفا وذهب أكثر ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال وكتب إلى الخليفة كتابا يذكر فيه مسيره إلى الحسن بن زيد وأنه سار من جرجان إلى طميس فافتتحها ثم سار إلى سارية وقد أخرب الحسن بن زيد القناطر ورفع المعابر وعور الطريق وعسكر الحسن بن زيد على باب سارية متحصنا بادوية عظام وقد مالأه صاحب الديلم فزحف باقتدار فيمن جمع إليه من الطبرية والخراسانية والقمية والجبلية والجزرية فهزمته وقتلت عدة لم يبلغها بعهدي عدة وأسرت سبعين من الطالبيين وذلك في رجب وسار الحسن بن زيد إلى الشرز ومعه الديلم اه. والعجب لهذا وأمثاله الذين إنما ملكوا ما ملكوا بجدي الطالبيين محمد ص ووصيه ع ومع ذلك يفخرون بتعديهم على ولدهما وأسرهم أبناءهما ويتقربون بذلك إلى بني العباس:
ليس هذا لرسول الله * يا أمة الطغيان والبغي جزا وقال الطبري وابن الأثير في حوادث 261 فيها رجع الحسن بن زيد من ارض الديلم إلى طبرستان واحرق شالوس لما كان من ممالأة أهلها ليعقوب واقطع ضياعهم للديالمة.
حرب الداعي مع الخجستاني قال ابن الأثير في حوادث سنة 262 ان بني شركب كانوا ثلاثة إخوة إبراهيم وأبو حفص يعمر وأبو طلحة منصور بن مسلم وأسنهم إبراهيم وكان إبراهيم قد أبلى بين يدي يعقوب بن الليث الصفار عند مواقعه الحسن بن زيد بجرجان فقدمه لما استولى يعقوب على نيسابور وخلع يعقوب على إبراهيم فحسده أحمد بن عبد الله الخجستاني وكان الخجستاني من أصحاب محمد بن طاهر فلما استولى يعقوب على نيسابور وطرد عنها محمد بن طاهر ضم أحمد إليه فاحتال الخجستاني على إبراهيم فقتله وسار يعقوب إلى سجستان سنة 261 وتخلف عنه الخجستاني واستولى على نيسابور أول سنة 262 ثمن سار الخجستاني إلى هراة لمحاربة أبي حفص يعمر الذي كان قد استولى عليها فقتل يعمر بمؤامرة من بعض قواده المسمى عبد الله بن بلال فاجتمع إلى طلحة جماعة من أصحاب أخيه فقتلوا ابن بلال ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها وساروا إلى نيسابور فاستولى عليها فسار إليهم الخجستاني من هراة في اثني عشر ألف عنان فنزل على ثلاث مراحل من نيسابور ووجه أخاه العباس إليها فقتله أبو طلحة وعاد أحمد إلى هراة. ثم إن أبا طلحة ضيق على أهل نيسابور فكاتبوا الخجستاني فجاء إلى نيسابور فدخلها وسار عنها أبو طلحة إلى الحسن بن زيد فأمده بجنود فعاد إلى نيسابور فلم يظفر بشئ وسار الخجستاني إلى محاربة الحسن بن زيد لمساعدته أبا طلحة فاستعان الحسن باهل جرجان فأعانوه فحاربهم الخجستاني فهزمهم وذلك في رمضان سنة 265 وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 266 فيها أوقع الخجستاني بالحسن بن زيد بجرجان على غرة من الحسن فهرب منه الحسن فلحق بامل وغلب الخجستاني على جرجان وأطراف طبرستان وذلك في جمادي الآخرة منها ورجب وكان الحسن لما سار طبرستان إلى جرجان استخلف بسارية الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن حسين الأصغر العقيقي اه.
سبب استيلائه على طبرستان بوجه أتم في تاريخ رويان لمولانا أولياء الله ما حاصل ترجمته:
ذكر خروج الداعي الكبير: ذكروا أنه في عهد محمد بن أوس كان قد بلغ ظلمه لأهل رويان الغاية والناس في كل وقت يتظلمون منه إلى السادات وفي تاريخ طبرستان لما كثر ظلم محمد بن أوس في طبرستان التجأ الناس هناك إلى عدل سادات أهل البيت من سكان طبرستان الذين فروا إليها من جور بني العباس اه. وفي تاريخ رويان: وكان في مقاطعة كجور سيد اسمه محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين ع وكان ذا ورع وزهد وديانة فجاء الناس من رساتيق رويان وانتشروا في القرى والرساتيق حتى وصلوا إلى كجور إلى عند السيد محمد المذكور وتظلموا إليه من جور أصحاب محمد بن أوس وقالوا له نحن فررنا بأرواحنا إليكم من ظلم هؤلاء الجماعة وآمنا بكم ونريد سيدا من آل محمد ص نجعله حاكما علينا يحكم فينا بالعدل والإنصاف ويسير بسيرة محمد وعلي ع ونريد أن نبايعك ليندفع عنا ببركاتك هذا الظلم فقال لهم أنا لست أهلا لذلك ولكن لي صهر أختي في داره شجاع ذو كفاية رأى كثيرا من الحروب والوقايع وهو ساكن في مدينة الري فإن كان ما تقولونه حقا فانا أرسل إليه فيأتي إلى هنا وبامدادكم