رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاما وحمله فاستحسنه قال ياقوت وقد ذكر أبو علي في كتاب الايضاح انه انتصب بالفعل المتقدم بتقوية إلا أقول الصواب أنه منصوب بالا لتضمنه معنى استثني ولا يرد علينا إنه هلا ضمن إلا معنى امتنع أو خرج ورفع لأن العرب تكلمت به منصوبا ولم تتكلم به مرفوعا فلما تكلمت به منصوبا قلنا إنها ضمنت إلا معنى استثني ونصبته ولو تكلمت به مرفوعا لقلنا أنها ضمنته معنى خرج أو امتنع أو نحو ذلك أما ان العرب لما ذا نصبته ولم ترفعه كقولنا لما ذا رفعت الفاعل ونصبت المفعول ولم تعكس وإذا كان تتبع كلام العرب يقضي بان العمدة مرفوع والفضلة منصوب فالمستثنى فضلة. قال ياقوت ولما صنف أبو علي كتاب الايضاح وحمله إلى عضد الدولة استقصره عضد الدولة وقال ما زدت على ما أعرف شيئا وإنما يصلح هذا للصبيان فمضى أبو علي وصنف التكملة وحملها إليه فلما وقف عليها عضد الدولة قال غضب الشيخ وجاء بما لا نفهمه نحن ولا هو اه. وفي مرآة الجنان وشذرات الذهب وتاريخ ابن خلكان: قيل إن السبب في استشهاده في باب كان من كتاب الايضاح ببيت أبي تمام:
من كان مرعى عزمه وهمومه * روض الأماني لم يزل مهزولا لم يكن ذلك لأن أبا تمام يستشهد بشعره لكن عضد الدولة كان يحب هذا البيت وينشده كثيرا فلهذا استشهد به في كتابه.
رأيه في الأصمعي في معجم الأدباء عن تلميذه أبي الفتح عثمان بن جني أن شيخه أبا علي الفارسي قال كان الأصمعي يتهم في تلك الأخبار التي يرويها فقلت له كيف هذا وفيه من التورع ما دعاه إلى ترك تفسير القرآن ونحو ذلك فقال كان يفعل ذلك رياء وعنادا لأبي عبيدة لأنه سبقه إلى عمل كتاب في القرآن فجنح الأصمعي إلى ذلك اه. ونقلنا في أخباره أنه خطا الأصمعي في بعض آرائه.
كتابه إلى سيف الدولة ردا على ابن خالويه في معجم الأدباء قرأت في المسائل الحلبية نسخة كتاب كتبه أبو علي إلى سيف الدولة جوابا عن كتاب ورد عليه منه يرد فيه على ابن خالويه في أشياء أبلغها سيف الدولة عن أبي علي نسخته:
قرأ أطال الله بقاء سيدنا سيف الدولة عبد سيدنا الرقعة النافذة من حضرة سيدنا فوجد كثيرا منها شيئا لم تجر عادة عبده به لا سيما مع صاحب الرقعة إلا أنه يذكر من ذلك ما يدل على قلة تحفظ هذا الرجل فيما يقوله وهو قوله ولو بقي عمر نوح ما صلح أن يقرأ على السيرافي مع علمه بان ابن بهزاذ السيرافي يقرأ عليه الصبيان هذا ما لا خفاء به كيف وهو قد خلط فيما حكاه عني وإني قلت إن السيرافي قد قرأ علي ولم أقل هذا إنما قلت تعلم مني أو أخذ عني هو وغيره ممن ينظر اليوم في شئ من هذا العلم وليس قول القائل تعلم مني مثل قرأ علي لأنه قد يقرأ عليه من لا يتعلم منه وقد يتعلم منه من لا يقرأ عليه وتعلم ابن بهزاذ مني في أيام محمد بن السري وبعده لا يخفى على من كان يعرفني ويعرفه كعلي بن عيسى الوراق ومحمد بن أحمد بن يونس ومن كان يطلب هذا الشأن من بني الأزرق الكتاب وغيرهم وكذلك كثير من الفرس الذين كانوا يرونه يغشاني في صف شونيز كعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي لأنه كان جاري بيت بيت قبل أن يموت الحسن بن جعفر أخوه فينتقل إلى داره التي ورثها عنه في درب الزعفراني وأما قوله إني قلت إن ابن الخياط كان لا يعرف شيئا فغلط في الحكاية كيف أستجيز هذا وقد كلمت ابن الخياط في مجالس كثيرة ولكني قلت إنه لا لقاء له لأنه دخل إلى بغداد بعد موت محمد بن يزيد وصادف أحمد بن يحيى وقد صم صمما شديدا لا يخرق الكلام معه سمعه فلم يمكن تعلم النحو منه وإنما كان يعول فيما كان يؤخذ عنه على ما يمله دون ما كان يقرأ عليه وهذا الأمر لا ينكره أهل هذا الشأن ومن يعرفهم وأما قوله قد أخطأ البارحة في أكثر ما قاله فاعتراف بما أن استغفر الله منه كان حسنا. والرقعة طويلة فيها جواب عن مسائل اخذت عليه كانت النسخة غير مرضية فتركتها إلى أن يقع لي ما أرتضيه. وأكثر النسخ بالحلبيات لا توجد هذه الرقعة فيها.
كتاب الصاحب بن عباد إلى أبي علي الفارسي في معنى استنساخ التذكرة في اليتيمة في ترجمة محمد بن الحسين الفارسي ابن أخت أبي علي الفارسي أن أبا علي كان أوفد ابن أخته المذكور على الصاحب فارتضاه وأكرم مثواه وأصحبه كتابا إلى خاله أبي علي وذكر الكتاب وذكره أيضا صاحب معجم الأدباء وذكر في آخره زيادة في معنى استنساخ التذكرة.
وهذه الزيادة لم يذكرها صاحب اليتيمة قال في معجم الأدباء كتب الصاحب إلى أبي علي في الحال المقدم ذكرها يعني حال استنساخ التذكرة كتابي أطال الله بقاء الشيخ وأدام جمال العلم والأدب بحراسة مهجته وتنفيس مهلته وأنا سالم ولله حامد وإليه في الصلاة على النبي وآله راغب ولبر الشيخ أيده الله بكتابه الوارد شاكر. وأما أخونا أبو الحسين قريبه أعزه الله فقد الزمني باخراجه إلي أعظم منة واتحفني من قربه بعلق مضنة لولا أنه قلل المقام واختصر الأيام ومن هذا الذي لا يشتاق ذلك المجلس وأنا أحوج من كل حاضريه إليه وأحق منهم بالمثابرة عليه ولكن الأمور مقدورة وبحسب المصالح ميسرة غير أنا ننتسب إليه على البعد ونقتبس فوائده عن قرب وسيشرح هذا الأخ هذه الجملة حق الشرح بإذن الله والشيخ أدام الله عزه يبرد غليل شوقي إلى مشاهدته بعمارة ما أفتتح من البر بمكاتبته ويقتصر على الخطاب الوسط دون الخروج في إعطاء الرتب إلى الشطط كما يخاطب الشيخ المستفاد منه التلميذ الآخذ عنه ويبسط في حاجاته فإنني أظنني أجدر إخوانه بقضاء مهماته إن شاء الله تعالى. وإلى هنا اشتركت اليتيمة ومعجم الأدباء وزاد صاحب معجم الأدباء قد اعتمدت على صاحبي أبي العلاء أيده الله لاستنساخ التذكرة وللشيخ أدام الله عزه رأيه الموفق في التمكين من الأصل والإذن بعد النسخ في العرض بإذن الله تعالى اه.
مشايخه مر قول ياقوت أنه أخذ النحو عن جماعة من أعيان أهل هذا الشأن وعد منهم 1 أبو إسحاق الزجاج 2 أبو بكر بن السراج 3 أبو بكر مبرمان 4 أبو بكر الخياط وفي لسان الميزان أخذ عن 5 أبي بكر بن مجاهد اه. ولعله أحد المذكورين وفي تاريخ بغداد سمع 6 علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق بن راهويه وكان عنده عنه جزء واحد