ورئيسهم فبقي فيها أربع سنين حتى اشتهر في علوم العربية والبلاغة فكان يباحث في المطول على صغر سنه عدة فيهم الشيوخ ثم سافر من هناك إلى النجف وليس معه شئ وأصابه في الطريق جراحات من لسع الحيوان المعروف بغريب كزادت إلى ورم بدنه فورد كربلاء ومنها إلى النجف فلما وصل خان جضعان وكان الطريق عليه في ذلك الوقت ورأى القبة المطهرة توسل بأمير المؤمنين ع فعوفي ودخل الحضرة الشريفة فلما خرج إلى الكيشوانية لقيه شيخ كبير اسمه الشيخ علي نقي الآشتياني كان مجاورا نحو أربعين سنة في النجف فقال أنت ميرزا محمد حسن الآشتياني ابن ميرزا جعفر قال نعم قال إني عرفتك بهيئة أبيك وقد كتبت إلي والدتك في شانك وعندي حجرة مفروشة مؤثثة وخزانة كتب فان قبلتني ضيفا عندك وإلا فانا أخرج فاخذه إلى منزله وأحضر له جعبة فيها كثير من النقود وصرفه فيها فجعل يحضر درس الشيخ مرتضى في مسجد الهندي ويستتر بالسارية خجلا لصغر سنه وبعد مدة جعل يظهر نفسه ويتكلم فعجب الشيخ مرتضى من كلامه وأستدناه إلى المنبر وسأله عن اسمه وبلده فأخبره فجعل يستدعيه معه إلى داره ويصحبه كثيرا ويطريه أمام الطلبة حتى صار مقرر بحث الشيخ مرتضى وبقي في النجف إلى أن توفي الشيخ مرتضى سنة 1281 وبعد وفاته نحوا من سنة ثم حضر إلى طهران ورأس وحج سنة 1311 وجاء إلى دمشق بأبهة وجلالة وكنت يومئذ في النجف وجرت مباحثات بينه وبين بعض علماء أهل دمشق تكلم فيها بأوضح بيان وأجلى برهان ومما قالوه له: كيف إن الميرزا الشيرازي حرم التدخين؟ وإذا كان حرمه فكيف أنت تدخن؟
فقال: حرمه لما يترتب على فعله من المضرة وهي تمكين الأجنبي من استنزاف منافع البلاد فتركناه يومئذ فلما زال هذا المحذور عدنا إليه والمباح يصير محرما إذا كان فيه ضرر ويحل إذا زال الضرر فمن كان يضره أكل الأرز حرم عليه أكله فإذا زال الضرر حل وجاء من هناك إلى العراق ولما ورد سامراء أمر الميرزا الشيرازي أهل العلم باستقباله فاستقبلوه وأضافه وزاد في إكرامه وكانت جرت بينه وبين الشاه منافرة قبل مجيئه للحج ولما ورد طهران أمر الشاه بعدم استقباله فلم يبق أحد في المدينة إلا استقبله. وولده الشيخ مرتضى اليوم من اجلاء العلماء ورؤسائهم في المشهد المقدس الرضوي رأيناه أيام تشرفنا بزيارة ذلك المشهد المقدس سنة 1353.
مؤلفاته 1 حاشية الرسائل وتسمى بحر الفوائد في شرح الفرائد ألفها في النجف وهذبها في طهران في مجلد ضخم مطبوعة. وله رسائل في مسائل شتى كلها مطبوعة سوى رسالة قضاء الأعلم فإنها لم تطبع وهي 2 إزاحة الشكوك في اللباس المشكوك 3 في قاعدة الحرج 4 في الأجزاء 5 في نكاح المريض 6 في الجمع بين الإنشاء والقراءة في الصلاة 7 فيما إذا سلم جماعة على شخص واحد فهل يكتفي بجواب واحد 8 في أواني الذهب والفضة 9 في قضاء الأعلم 10 في الصحيح والأعم 11 في المشتق 12 في مقدمة الواجب 13 في اقتضاء الأمر النهي عن الضد 14 في اجتماع الأمر والنهي 15 مبحث الخلل من الصلاة كبير جدا 16 القضاء والشهادات كبير أيضا جدا 17 الرهن 18 الخمس 19 الزكاة 20 الوقف 21 الإجارة 22 إحياء الموات وهي من مبحث الخلل إلى هنا تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى في ثلاثة مجلدات 23 الغصب 24 رسالة تقليدية.
96: الحسن بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في لسان الميزان في ترجمة أبيه روى عنه ابنه الحسن.
97: الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن البزاز القرشي مولى بني مخزوم.
في رسالة أبي غالب الزراري أنه أخو جدة أبي غالب فاطمة بنت جعفر قال وقد روى الحديث إلا أن عمره لم يطل فننقل عنه.
98: الحسن بن جعفر الشاعر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع .
وصفه صاحب بحر الأنساب السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة بالقاضي بواسط.
99: الأمير أبو الفتوح الحسن بن أبي محمد جعفر بن أبي جعفر محمد الأمير بن الحسين الأمير ابن محمد الثائر ابن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة 430 وصفه صاحب عمدة الطالب بالشجاع الشاعر الفصيح وفي خلاصة الكلام، كان فيه من الشجاعة والنجدة والقوة ما لا مزيد عليه يحكى أن أخته أرسلت إليه بدراهم ليأخذ لها حنطة فانف من ذلك فاخذ الدراهم وفركها بيده حتى محا رسمها وذهب نقشها وردها إليها مع حنطة أرسلها لها وقال لحامل الدراهم إن هذه الدراهم زيوف لا تصلح فبلغ أخته ذلك وكانت مثله في القوة فأخذت كفا من الحنطة وفركتها حتى صارت دقيقا ثم أرسلت إليه أن هذه الحنطة لا تصلح. وفي عمدة الطالب أن أباه أول من ملك مكة من بني موسى الجون ثم ملك الحجاز بعده ابنه الأمير عيسى ثم ملك الحجاز بعد عيسى أخوه المترجم وفي خلاصة الكلام أنه ملك سنة 384 وهى السنة التي توفي فيها أخوه فتكون مدة ملكه 43 سنة مع أنه بناء على التاريخين تكون مدة ملكه 46 سنة. وفي عمدة الطالب كان أبو الفتوح قد توجه إلى الشام في ذي القعدة سنة 401 ودعا إلى نفسه وتلقب الراشد بالله ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي وأخذ له البيعة على بني الجراح بإمرة المؤمنين وحسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما في الكعبة من آلة الذهب والفضة وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم الإسماعيلي فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة وفتح خزائن الأموال ووصل بني الجراح بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح وظهر له ذلك وبلغه أن قوما من بني عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها فخاف على نفسه ورضي من الغنيمة بالإياب وهرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه وذلك في سنة 402 ثم أن أبا الفتوح واصل الاعتذار والتنصل إلى الحاكم وأحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم عنه وبقي حاكما على الحجاز إلى أن مات في سنة 430 اه. وفي خلاصة الكلام ان أبا الفتوح أظهر العصيان لصاحب مصر الحاكم بأمر الله وبايع لنفسه وخطب الناس فقال في أول خطبته: طسم تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة