أحييت ميتا بأرض الشام مهجته * وفي العراق له تخييل جثمان يا لائمي كم بهذا اللوم تزعجني * دعني فلومك قد والله أغراني لا يسكن الوجد ما دام الشتات ولا * تصفو المشارب لي الا بلبنان في ربع انسي الذي حل الشباب به * تمائمي وبه صحبي وخلاني كم قد عهدت بهاتيك المعاهد من * اخوان صدق لعمري اي اخوان وكم تقضت لنا بالحي أزمنة * على المسرة في كرم وبستان يا جيرة الحي قلبي بعد بعدكم * في حيرة بين أوصاب وأشجان باق على العهد راع للذمام فما * يسوم عهدكم يوما بنسيان وان بكت مقلتي بعد الفراق دما * فمن تذكركم يا خير جيران وله من أخرى أوردها صاحب السلافة أيضا والبحراني في كشكوله:
أبهضني حمل النصب * وغالني فرط التعب امر حالات النوى * علي دهري قد كتب لا تعجبوا مني سقمي * ان حياتي لعجب عاندني الدهر فما * يود لي الا العطب وما بقاء المرء في * بحر هموم وكرب لله أشكو زمنا * في طرقي الختر نصب فلست أغدو طالبا * الا ويعييني الطلب لو كنت أدري علة * توجب هذا أو سبب كأنه يحسبني * في سلك أصحاب الأدب أخطأت يا دهر فلا * بلغت في الدنيا ارب كم تالف الغدر ولا * تخاف سوء المنقلب غادرتني مطرحا * بين الرزايا والنوب من بعد ما ألبستني * ثوب عناء ووصب في غربة صماء ان * دعوت فيها لم أجب وحاكم الوجد على * جميل صبري قد غلب ومؤلم الشوق له * قلبي المعنى قد وجب وكل أحبائي قد * أودعتهم وسط الترب فلا يلمني لائم * ان سال دمعي وانسكب واليوم نائي أجلي * من لوعتي قد اقترب إذ بان عني وطني * وعيل صبري وانسلب ولم يدع لي الدهر من * راحلتي سوى القتب لم ترض يا دهر بما * صرفك مني قد نهب لم يبق عندي فضة * انفقها ولا ذهب واسترجع الصفر الذي * من قبل كان قد وهب وزاد البحراني:
تبت يداه مثلما * تبت يدا أبي لهب كل ابن أنثى هالك * وسوف يأتي من حدب قد أحصيت اعماله * وكاتب الحق كتب لم يغن عنه ولد * كلا ولا جد وأب ولم يكن ينفعه * في الحشر الا ما كسب وله من قصيدة أوردها البحراني في كشكوله:
لله كم ليلة في العمر لي سلفت * العيش في ظلها أصفى من العسل والجد يسمو بمطلوبي فما ذهبت * من بعدها برهة حتى تنكر لي كم غر من قبلنا قوما فما شعروا * الا وداعي المنايا جاء في عجل وكم رمى دولة الأحرار من سفه * بكل خطب مهول فادح جلل وظل في نصرة الأشرار مجتهدا * حتى غدوا دولة من أعظم الدول وتلبس الحر من أثوابها حللا * من البلايا وأثوابا من العلل وذروة المجد فيها ليس يدركها * من لم يكن سالكا مستصعب السبل وكن عن الناس مهما اسطعت معتزلا * فراحة النفس تهوى كل معتزل تقاعدت عن هوى الأخرى عزائمهم * وفي اتباع الهوى حوشوا من الكسل ومن شعره ما ذكر بحر العلوم في رجاله وقال إنه وجده بخط السيد الحسيب النسيب الأديب السيد نصر الله الحائري نقلا عن بعض المجاميع:
يا راكبا عج بالغري وقف على * تلك الربوع مقبلا أعتابها وقل ابن زين الدين أصبح بعدكم * قد ألبسته يد الشجون ثيابها عبثت به الأشواق ثمة أنشبت * فيه الصبابة بعدكم مخلابها ودعت لواعجه الشديدة جفنه * يوم الفراق إلى البكا فأجابها فدموعه ان رام حبس طليقها * غلبت عليه فلا يطيق غلابها وله كما في مجموعة الشيخ نصر الله ابن الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي:
جاء الحبيب الذي أهواه من سفر * والشمس قد اثرت في وجهه اثرا عجبت كيف تحل الشمس في قمر * والشمس لا ينبغي ان تدرك القمرا ومن منثور كلامه ما قرض به كتاب فرقد الغرباء وسراج الأدباء للشيخ حسن الحانيني فقال:
الحمد لله وحده. وقفت على مودعات هذه الأوراق التي لا يعرف حقيقتها الا الحذاق فوجدت جداول عباراتها تتدفق بمحاسن الآداب ورياض معانيها تتضوع بنشر الفضل العجاب وكنوز فوائدها تتعهد باعطاء الاثراء لمن أملق في فنها من اولي الألباب ورموز مقاصدها تشهد بالارتقاء في صنعها إلى أعلى درجات الأدباء والكتاب فالله تعالى يحيي بفضل منشئها ما مات من آثار الفضل ويمده من جوده الوافر وكرمه الواسع بهبات الإنعام.
235: الشيخ جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين علي ابن الشيخ احمد ابن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي العاملي.
ذكره الشيخ شرف الدين الشهيدي في اجازته للفاضل التبريزي ووصفه بزين الأتقياء وفخر العلماء وزبدة الفضلاء المؤتمن جمال الدين حسن روى عنه بواسطة ابنه شمس الدين علي ويروي الشيخ جمال الدين حسن عن أبيه زين الدين عن أبيه فخر الدين عن أبيه الشيخ احمد ابن الشيخ نور الدين علي بن عبد العال عن شيخه محمد بن محمد بن داود ابن عم الشهيد عن الشيخ ضياء الدين ابن الشهيد عن أبيه الشهيد.
236: الشيخ حسن بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي.
توفي سنة 1104 كما في كتاب شهداء الفضيلة.
في أمل الآمل عالم فاضل صالح معاصر سكن أصبهان إلى الآن قرأ على عمه وغيره اه. وعمه هو الشيخ علي ابن الشيخ محمد.