الرابع الهجري كواحد من أصحاب المناصب الرفيعة في مصر كما أعدم أحد أفراد هذه الأسرة وكان قاضيا للإسكندرية بتهمة الخيانة عام 487 ه. قال ويذكر اسم بني عمار مقرونا بمدينة طرابلس في أوج عظمتها. وكما كانت حلب في عهد سيف الدولة الحمداني مركزا للشعر كذلك كانت طرابلس في عهد القاضي الحسن بن عمار مركزا ممتازا للحركة العلمية اه. وكان ابن الخياط الدمشقي معاصرا لآل عمار وله في جلال الملك وفخر الملك عدة قصائد موجودة في ديوانه المطبوع وامارة المترجم على طرابلس استمرت إلى دولة المستنصر الفاطمي المصري الذي كان يلي مصر سنة 429 وتوفي سنة 487 اما مبدأ امارة المترجم على طرابلس فغير معلوم ويمكن ان يكون هو أول من جاء من مصر إليها والظاهر أن ولايته لها كانت من قبل الفاطميين. والمترجم هذا غير امين الدولة أبو محمد الحسن بن عمار الكتامي الآتي وان كان كل منهما يلقب امين الدولة لان هذا يكنى أبا طالب وذاك يكنى أبا محمد وهذا توفي سنة 464 وذاك كان حيا سنة 351 وقيل ذلك لا بد أن تكون سنه نحو 30 سنة فلو كانا واحدا لكان عمره يزيد عن 113 سنة ولو كان كذلك لكان من المعمرين ولذكر فيهم. والآتي كان بمصر وكان في عصر الحاكم بأمر الله ولم يعلم مجيئه إلى طرابلس والمترجم كان بطرابلس ولم يدرك عصر الحاكم الذي بويع بالخلافة سنة 487 بعد وفاة المترجم بثلاث وعشرين سنة ويمكن ان يكون المترجم من أحفاد الآتي والمترجم كان قاضي طرابلس بنص كافة المؤرخين ويشكل الجمع بين ذلك وبين تولي القاضي عبد العزيز بن البراج قضاءها فان ابن البراج توفي سنة 481 بعد ما ولي قضاء طرابلس عشرين سنة فمبدأ ولاية ابن البراج سنة 461 قبل وفاة المترجم بثلاث سنين واستمرت إلى سنة 481 مع أنه يأتي عن تاريخ ابن القلانسي انه في سنة 462 استولى على طرابلس قاضيها ابن عمار وهو يدل على أنه كان قاضيا قبل سنة 462 وكان بنو عمار قضاتها وحكامها من ذلك التاريخ إلى ما بعد وفاة ابن البراج ويمكن ان لا تكون ولاية ابن البراج قضاءها متصلة بوفاته بل كانت قبل ولاية بني عمار وبذلك يرتفع الاشكال قال ابن الأثير في حوادث سنة 464: في هذه السنة توفي القاضي أبو طالب بن عمار قاضي طرابلس وكان قد استولى عليها واستبد بالامر فيها فلما توفي قام مكانه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن بن عمار اه. ومثله بعينه في تاريخ أبي الفداء واسم جلال الملك علي بن محمد بن عمار وتوفي سنة 492 فقام مكانه اخوه أبو علي فخر الملك عمار بن محمد. وفي دائرة المعارف الاسلامية: أبو طالب أمين الدولة الحسن بن عمار قاضي طرابلس الشيعي استولى على أعنة الحكم حوالي منتصف القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي بعد وفاة الحاكم الفاطمي مختار الدولة ابن بزال واستقل عن الخلافة القائمة في مصر وقد ازدهرت المدينة في عهده وأصبحت مركزا للحياة الفكرية في بلاد الشام وأنشأ مدرسة كبيرة ومكتبة يقال إنها كانت تضم ما يربو على مائة ألف مجلد وبعد وفاته خلفه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن علي بن محمد بن عمار إلى أن توفي عام 492 فخلفه اخوه أبو علي فخر الملك عمار بن محمد اه. وقوله بعد وفاة الحاكم الفاطمي اي الحاكم من قبل الفاطميين المصريين وكان هو حاكم طرابلس قبل المترجم له وقد توفي بطرابلس ورثاه ابن الخياط كما في ديوانه وفي مجلة الثقافة التي كانت تصدر في بلاد جاوا انه كان في طرابلس الشام مكتبة نحوي ما يزيد على مائة ألف كتاب ومن هذه المكتبة انتشر العلم في انحاء المدينة حتى قال المؤرخون ان طرابلس صارت جميعها دار علم وفي هذه المكتبة مائة وثمانون رجلا لا عمل لهم الا نسخ الكتب يتناولون مقابل صناعتهم مرتبات ولها أناس مخصصون للبحث عن الكتب وشرائها لجمعها في هذه المكتبة والفضل الأعظم بل الفضل الأول في هذا لأبي طالب الحسن بن عمار اه. وعن تاريخ ابن القلانسي انه في سنة 462 استولى على طرابلس قاضيها ابن عمار وكان بين علي بن المقلد وبين ابن عمار صاحب طرابلس مودة وكيدة وسببه انه كان له مملوك يسمى رسلان وكان زعيم عسكره فبلغه عنه ما يكره فقال اذهب عني وأنت آمن على نفسك فقصد ابن عمار إلى طرابلس وسأله ان يسال مولاه في ماله وحرمه فسأله فامر باطلاقهم وكان قد اقتنى مالا كثيرا فلما خرج الرسول بالمال والحريم لحقه ابن المقلد فظن أنه قد بدا له فقال غدرت بعبدك ورغبت في ماله فقال لا والله ولكن لكل امر حقيقة حطوا عن البغال أحمالها فحطوا فقال أبصروا عليها فنظروا فإذا في قدور النحاس خمسة وعشرون ألف دينار ومن المتاع ما يساوي مثلها وزيادة فقال ابن المقلد للرسول أبلغ ابن عمار سلامي وعرفه بما ترى لئلا يقول رسلان اني اخذت ماله ثم إن ابن المقلد زار ابن عمار واقام عنده مدة اه.
وعن ناصر الدين بن الفرات المصري في تاريخه في حوادث 688 عند ذكر أخبار طرابلس الشام: ثم تغلب عليها قاضيها امين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار ولم يزل بها إلى أن توفي سنة 464 وكان ابن عمار هذا رجلا عاقلا فقيها سديد الرأي وكان شيعيا من فقهائهم وكانت له دار علم بطرابلس فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب وقفا. وفي النجوم الزاهرة ج 5 ص 89 في حوادث سنة 464 فيها توفي القاضي أبو طالب امين الدولة ابن عمار الحاكم على طرابلس الشام والمتولي عليها وكان كريما كثير الصدقة عظيم المراعاة للعلويين مات في نصف شهر رجب اه.
دار العلم بطرابلس وكتبها وعن كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي العلاء المعري ص 557 عن القاضي كمال الدين عمر بن العديم ان أبا العلاء رحل إلى دار العلم بطرابلس للنظر في كتبها قال واشتبه عليه ذلك بدار العلم ببغداد ولم يكن بطرابلس دار علم في أيام أبي العلاء وانما جدد دار العلم بها القاضي جلال الملك أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عمار في سنة 472 وكان أبو العلاء قد مات قبل جلال الملك في سنة 449 ووقف ابن عمار بها من تصانيف أبي العلاء كتاب الصاهل والساحج والسجع السلطاني والفصول والغايات والسادن واقليد الغايات ورسالة الاغريض اه واعترضه الباحث المنقب لدكتور مصطفى جواد البغدادي المعاصر فيما كتبه في مجلة العرفان ج 2 م 33 ص 149 بان قوله جدد دار العلم يدل على أنها كانت فتلفت ثم جددت فهو بقوله جدد دون أنشأ قد أجاب نفسه بنفسه قال ورأيت في تاريخ ناصر الدين بن الفرات المصري في حوادث سنة 688 ما يؤيد هذا حيث قال إن القاضي أبا طالب الحسن بن عمار أمين الدولة كان له دار علم بطرابلس فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب وقفا. فهو صريح في أن دار العلم كانت من انشاء امين الدولة