قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي في النحو. وصنف له كتاب الايضاح والتكملة في النحو وله تصانيف أخرى تزيد على عشرة وفضله أشهر من أن يذكر. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 377 فيها توفي أبو علي الفارسي الحسن بن محمد بن عبد الغفار النحوي صاحب التصانيف ببغداد في ربيع الأول وقد فضله بعضهم على المبرد وكان عديم المثل قاله في العبر اه. وفي بغية الوعاة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان الإمام أبو علي الفارسي المشهور واحد زمانه في علم العربية طوف بلاد الشام وقال كثير من تلامذته أنه أعلم من المبرد وتقدم عند عضد الدولة وله صنف الايضاح في النحو والتكملة في التصريف اه. وفي تاريخ بغداد: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي النحوي قال لي أبو القاسم التنوخي ولد أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي بفسا وقدم بغداد فاستوطنها وسمعنا منه في رجب سنة 375 وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد وأعلم منه وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عثمان بن جني وعلي بن عيسى الشيرازي وغيرهما وخدم الملوك ونفق عليهم وتقدم عند عضد الدولة فسمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة: يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو وغلام أبي الحسين الرازي الصوفي في النجوم اه. وقال ابن خلكان أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي النحوي ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد ودخل إليها سنة 307 وكان إمام وقته في علم النحو ودار البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان وكان قدومه في سنة 341 وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة بن بويه وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة أنا غلام أبي علي الفسوي في النحو وصنف له كتاب الايضاح والتكملة في النحو وقصته فيه مشهورة، وبالجملة هو أشهر من أن يذكر فضله ويعدد اه. وفي ميزان الاعتدال: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي صاحب التصانيف تقدم بالنحو عند عضد الدولة اه وفي مجمع البيان بعد تفسير قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت الآية قال وهذا كله مأخوذ من كلام أبي علي الفارسي وناهيك به فارسا في هذا الميدان نقابا يخبر عن مكنون هذا العلم بواضح البيان اه.
تشيعه في معجم الأدباء وشذرات الذهب وبغية الوعاة وتاريخ ابن خلكان:
كان متهما بالاعتزال وفي تاريخ بغداد: قال محمد بن أبي الفوارس كان متهما بالاعتزال وفي ميزان الاعتدال: كان متهما بالاعتزال لكنه صدوق في نفسه وفي الرياض: الظاهر من الاعتزال هو التشيع إذ قد اشتهر كون أبي علي من الامامية والعامة لا تفرق بين الخاصة والمعتزلة في العقائد اه.
أقول نسبوا جماعة من علماء الشيعة إلى الاعتزال حتى إن الذهبي نسب السيد المرتضى إلى الاعتزال والمراد موافقة المعتزلة في بعض الأصول. ومجرد نسبة الرجل إلى الاعتزال لا يكفي في إثبات تشيعه نعم إذا ثبت تشيعه لا ينافيه نسبتهم له إلى الاعتزال والظاهر تشيعه.
حدة ذهنه في معجم البلدان: مما يشهد بصفاء ذهنه وخلوص فهمه انه سئل قبل أن ينظر في العروض عن خرم متفاعلن فتفكر وانتزع الجواب فيه من النحو فقال لا يجوز لأن متفاعلن ينقل إلى مستفعلن إذا خبن فلو خرم لتعرض للابتداء بالساكن والابتداء بالساكن لا يجوز الخرم حذف الحرف الأول من البيت والخبن تسكين ثانيه اه. وفي بغية الوعاة حكى عنه ابن جني أنه كان يقول أخطئ في مائة مسالة لغوية ولا أخطئ في واحدة قياسية.
المفاضلة بينه وبين أبي سعيد السيرافي في معجم الأدباء قرأت بخط الشيخ أبي محمد الخشاب: كان شيخنا يعني أبا منصور موهوب بن الخضر الجواليقي قل ما ينبل عنده ممارس للصناعة النحوية ولو طال فيها باعه ما لم يتمكن من علم الرواية وما تشتمل عليه من ضروبها ولا سيما رواية الأشعار العربية وما يتعلق بمعرفتها من لغة وقصة ولهذا كان مقدما لأبي سعيد السيرافي على أبي علي الفارسي رحمهما الله وأبو علي أبو علي في نحوه وطريقة أبي سعيد في النحو معلومة ويقول أبو سعيد اروى من أبي علي وأكثر تحققا بالرواية وأثرى منه فيها وقد قال لي غير مرة لعل أبا علي لم يكن يرى ما يراه أبو سعيد من معرفة هذه الأخباريات والأنساب وما جرى في هذا الأسلوب كبير أمر. قال الشيخ أبو محمد ولعمري أنه قد حكي عنه أعني أبا علي أنه كان يقول لأن أخطئ في خمسين مسالة مما بابه الرواية أحب إلي من أن أخطئ في مسالة واحدة قياسية هذا كلامه أو معناه على أنه كان يقول قد سمعت الكثير في أول الأمر وكنت أستحي أن أقول أثبتوا اسمي. قال الشيخ أبو محمد وكثيرا ما تبنى السقطات على الحذاق من أهل الصناعة النحوية لتقصيرهم في هذا الباب فمنه يذهبون ومن جهته يؤتون.
أخباره في معجم الأدباء حكى ابن جني عن أبي علي الفارسي قرأ علي علي بن عيسى الرماني كتاب الجمل وكتاب الموجز لابن السراج في حياة ابن السراج. قرأت بخط سلامة بن عياض النحوي ما صورته: وقفت على نسخة من كتاب الحجة لأبي علي الفارسي في صفر سنة 522 بالري في دار كتبها التي وقفها الصاحب بن عباد رحمه الله وعلى ظهرها بخط أبي علي ما حكايته أطال الله بقاء سيدنا الصاحب الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده تمكينه كتابي في قراءة الأمصار الذين بينت قراءتهم في كتاب أبي بكر أحمد بن موسى المعروف بكتاب السبعة فما تضمن من أثر وقراءة ولغة فهو عن المشايخ الذين أخذت ذلك عنهم وأسندته إليهم فمتى آثر سيدنا الصاحب الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده وتمكينه حكاية شئ منه عنهم أو عني لهذه المكاتبة فعل وكتب الحسن بن أحمد الفارسي بخطه اه. ومن أخباره ما في معجم الأدباء أيضا: قال الأستاذ أبو العلاء الحسين بن محمد بن مهرويه في كتابه الذي سماه أجناس الجواهر كنت بمدينة السلام اختلف إلى أبي علي الفارسي النحوي رحمه الله وكان السلطان رسم له أن ينتصب لي في كل أسبوع يومين لتصحيح كتاب التذكرة لخزانة كافي الكفاة فكنا إذا قرأنا أوراقا منه تجاربنا في فنون الآداب واجتنينا من فوائد ثمار الألباب ورتعنا في رياض ألفاظه ومعانيه والتقطنا الدر المنثور من سقاط فيه فاجرى يوما بعض الحاضرين ذكر الأصمعي وأسرف في الثناء عليه وفضله على أعيان العلماء في أيامه فرأيته رحمة الله كالمنكر لما كان يورده وكان فيما ذكر من