لا تبعثوا لي في النسيم تحية * اني أغار من النسيم عليكم اني امرؤ قد بعت حظي راضيا * من هذه الدنيا بحظي منكم فسلوت الا عنكم وقنعت الا * منكم وزهدت الا فيكم ورأيت كل العالمين بمقلة * لو ينظر الحساد ما نظرت عموا ما كان بعد أخي الذي فارقته * ليبوح الا بالشكاية لي فم هو ذاك لم يملك علاه مالك * كلا ولا وجدي عليه متمم أقوت مغانيه وعطل ربعه * ولربما هجر العرين الضيغم ورمت به الأهوال همة ماجد * كالسيف يمضي عزمه ويصمم يا راحلا بالمجد عنا والعلا * أترى يكون لكم الينا مقدم يفديك قوم كنت واسط عقدهم * ما ان لهم مذ غبت شمل ينظم لك في رقابهم وان هم أنكروا * منن كأطواق الحمام وانعم جهلوا فظنوا بعدك مغنم * لما رحلت وانما هو مغرم فلقد أقر العين ان عداك قد * هلكوا ببغيهم وأنت مسلم لم يعصم الله ابن معصوم من * الآفات واخترم اللعين الأخرم واعتضت بعدهم بأكرم معشر * بدأوا لك الفعل الجميل وتمموا فلعمر مجدك ان كرمت عليهم * ان الكريم على الكرام مكرم اقيال باس خير من حملوا الفنا * وملوك قحطان الذين هم هم متواضعون ولو ترى ناديهم * ما اسطعت من اجلالهم تتكلم وكفاهم شرفا ومجدا انهم * قد أصبح الداعي المتوج منهم هو بدر تم في سماء علاهم * وبنو أبيه بنو رويع أنجم ملك حماه جنة لعفاته * لكنه للحاسدين جهنم اثني عليك بما مننت وأين من * أوصاف مجدك يا مليكا أعظم فاغفر لي التقصير فيه وعده * مع ما تجود به علي وتنعم مع انني سيرت فيك شواردا * كالدر بل أبهى لدى من يفهم تعدو وهوج الذاريات رواكد * وتبيت تسري والكواكب نوم وإذا المآثر عددت في مشهد * فبذكرها يبدأ المقال ويختم وإذا بدا الراوون ان يحكوا بها * صلى عليك السامعون وسلموا وكفى برأي امام عصرك ناقضا * ما أحكم الأعداء فيك وأبرموا وفي معجم الأدباء أيضا كان لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى من اتصاله بالملك صلاح الدين يوسف بن أيوب عند كونه محاصرا بالإسكندرية قبض شاور على المهذب وحبسه فكتب إلى شاور شعرا كثيرا يستعطفه فلم ينجع حتى التجأ إلى ولده الكامل أبي الفوارس شجاع بن شاور ومدحه باشعار كثيرة وهو في الحبس حتى قام بأمره واستخرجه من حبسه وضمه اليه واصطنعه فمن ذلك قوله من قصيدة:
أيا صاحبي سجن الخزانة خليا * نسيم الصبا ترسل إلى كبدي نفحا فان تحبساني في النجوم تجبرا * فلن تحبسا مني له الشكر والمدحا وكتب اليه:
وما كنت أخشى قبل سجنكما على * دموعي ان يقطرن خوف المقاطر وما لي من أشكو اليه إذا كما * سوى ملك الدنيا شجاع بن شاور ومما قاله فيه:
إذا أحرقت في القلب موضع سكناها * فمن ذا الذي من بعد يكرم مثواها وان نزفت ماء العيون لحرها * فمن اي عين تأمل العيس سقياها وما الدمع يوم البين الا لآلئ * على الرسم في رسم الديار نثرناها وما اطلع الزهر الربيع وانما * رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها ولما ابان البين سر صدورنا * وأمكن فيها الأعين النجل مرماها عددنا دموع العين لما تحدرت * دروعا من الصبر الجميل نزعناها ولما وقفنا للوداع وترجمت * لعيني عما في الضمائر عيناها بدت صورة في هيكل فلو اننا * ندين بأديان النصارى عبدناها وما طربا صغنا القريض وانما * جلا اليوم مرآة القرائح مرآها وليلة امسى في ظلام شيبتي * سراي وفي ليل الذوائب مسراها تارج أرواح الصبا كلما سرى * بأنفاس ريا آخر الليل رياها ومهما أدرنا الكاس بات جفونها * من الراح تسقينا الذي قد سقيناها ولو لم يجد يوم الندى في يمينه * لسائله غير الشبيبة أعطاها فيا ملك الدنيا وسائس أهلها * سياسة من قاسى الأمور وقاساها ومن كلف الأيام ضد طباعها * فعاين أهوال الخطوب فعاناها عسى نظرة تجلو بقلبي وناظري * صداه فاني دائما اتصداها قال ياقوت ومن شعره أيضا:
ولئن ترقرق دمعه يوم النوى * في الطرف منه وما تناثر عقده فالسيف اقطع ما يكون إذا غدا * متحيرا في صفحتيه فرنده ومنه أيضا:
لقد طال هذا الليل بعد فراقه * وعهدي به قبل الفراق قصير فكيف أرجي الصبح بعدهم وقد * تولت شموس بعدهم وبدور ومنه أيضا:
يعنفني من لو تحقق ما الهوى * لكان إلى من قد هويت رسولي بنفسي بدر لو رآه عواذلي * على الحب فيه قاد كل عذول ومنه أيضا:
اقصر فديتك عن لومي وعن عذلي * أو لا فخذ لي أمانا من ظبي المقل من كل طرف مريض الجفن ينشدني * يا رب رام بنجد من بني ثعل ان كان فيه لنا وهو السقيم شفا * فربما صحت الأجسام بالعلل وقال يرثي صديقا له وقد وقع المطر يوم موته:
بنفسي من ابكى السماوات فقده * بغيث ظنناه نوال يمينه فما استعبرت الا أسى وتأسفا * والا فما ذا القطر في غير حينه وله أيضا:
لا ترج ذا نقص ولو أصبحت * من دونه في الرتبة الشمس كيوان أعلا كوكب موضعا * وهو إذا أنصفته نحس وله أيضا:
فدع التمدح بالقديم فكم عفا * في هذه الآكام قصر داثر إيوان كسرى اليوم عند خرابه * خير لعمرك منه خص عامر 383: الحسن بن علي بن أبي جامع يأتي بعنوان الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي جامع.