الحسن بن عمار المعاصر لأبي العلاء وهو لا يعارض تجديد جلال الملك لها فأمين الدولة أنشأها وجلال الملك جددها اه بمعناه قال المؤلف وصاحب كتاب الإنصاف والتحري لا بد ان يكون نقل قوله جدد دار العلم عن غيره وحمله على أن معناه أنشأها ولم يتفطن لان معناه انها كانت وهو جددها فلذلك اعترض على ابن النديم بما اعترض. وابن العديم اعرف منه بأحوال أبي العلاء. وإذا كان في عصر أبي العلاء مكتبة فيها مائة ألف مجلد في بلد قريب من بلده لم يكن ليفوته النظر في كتبها والاستفادة منها.
مؤلفاته له من المؤلفات كتاب جراب الدولة قال ابن خلدون في مقدمته وجد بخط أحمد بن محمد بن عبد الحميد عمل بما يحمل إلى بيت المال ببغداد أيام المأمون من جميع النواحي نقلته من جراب الدولة: غلات السواد.
كسكر. كور دجلة. حلوان. الأهواز. فارس وذكر الارتفاع لمملكة المأمون بأسرها اه. ثم إن جراب الدولة كما يسمى به كتاب المترجم يلقب به رجل هزلي ظريف له كتاب ظرافي هزلي يسمى ترويح الأرواح وقد وقع من ذلك اشتباه لبعض المؤرخين فعن ناصر الدين بن الفرات المصري في تاريخه الآنف الذكر ان المترجم له هو الذي صنف كتاب ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح المنعوت بجراب الدولة. قال الدكتور مصطفى جواد فيما علقه على ذلك في مجلة العرفان ان جراب الدولة اسم لكتاب ألفه المترجم في اقتصاديات الدولة الاسلامية وشؤونها الأخرى ولقب لأحمد بن محمد بن علوية من أهل سجستان قال ياقوت في معجم الأدباء انه يلقب جراب الدولة ويكنى أبا العباس وكان طنبوريا أحد الظرفاء والطياب كان في أيام المقتدر وأدرك دولة بني بويه فلذلك سمى نفسه جراب الدولة لأنهم كانوا يفتخرون بالتسمية بالدولة وكان يلقب بالريح أيضا وله كتاب ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح لم يصنف في فنه مثله اشتمالا على فنون الهزل والمضاحك اه. فابن الفرات المصري اشتبه عليه اسم كتاب المترجم بلقب مؤلف ترويح الأرواح للمترجم مع أنه لغيره ونعت الكتاب بجراب الدولة مع أنه لقب مؤلفه وانما المنعوت بجراب الدولة هو كتاب للمترجم وهو غير ترويح الأرواح.
545: امين الدولة أبو محمد الحسن بن عمار الكتامي.
كان حيا سنة 381 في ذيل تجارب الأمم للوزير أبي شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين الروذراوري في حوادث سنة 382 قال: وتقدم أبو محمد الحسن بن عمار وكان شيخ كتامة وسيدها ويلقب بأمين الدولة وهو أول من لقب في دولة المغاربة الفاطميين ونفذت أوامره في الخزائن والأموال اطلاقا وعطاء واستولى أصحابه وقلت مبالاتهم وكان ذلك في دولة الحاكم الفاطمي وأشاروا عليه بقتل الحاكم فلم يعبأ به استصغارا لسنه لأنه كان ابن خمس عشرة سنة وكان العزيز عند وفاته أوصى إلى ارجوان الخادم بابنه الحاكم فكتب ارجوان إلى منجوتكين وكان في بلاد الشام أنفذه العزيز إليها فعزم على المسير إلى مصر وسار إلى الرملة فبلغ ذلك ابن عمار فاظهر ان ابن عمار قد عصى على الحاكم وارسل اليه جيشا فالتقوا بالرملة وانهزم منجوتكين ثم قبض عليه واتي به إلى ابن عمار فأبقى عليه واصطنعه استمالة للمشارقة ورتب ابن عمار جماعة في دهليزه للايقاع بأرجوان إذا دخل داره وكان لأرجوان عيون على ابن عمار فأخبروه بذلك فاركب جماعة من الغلمان يتبعونه وجاء إلى دار ابن عمار فلما أحس بالشر رجع وحماه الغلمان ودخل قصر الحاكم باكيا وثارت الفتنة وركب الحسن بن عمار في كتامة وغيرها إلى الصحراء وارسل إليهم ارجوان خمسمائة فارس فهرب ابن عمار واستتر ولم يزل ارجوان يتلطف للحسن بن عمار حتى اخرجه من استتاره واعاده إلى داره واجراه على رسمه في اقطاعاته واشترط عليه إغلاق بابه واستحلفه على لزوم الطريقة المستقيمة اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 351 ان المعز ارسل جيشا إلى رمطة من بلاد الروم مع الحسن بن عمار فحصروها وضيقوا عليها وقال في حوادث سنة 352 ان الروم ارسلوا إلى ملك القسطنطينية يستنجدونه فأمدهم بأربعين ألف مقاتل وبلغ ذلك احمد أمير صقلية فأرسل يستمد المعز فأمده ووصل المدد إلى صقلية وسار بعضهم إلى الذين يحاصرون رمطة فكانوا معهم ووصل الروم بجموعهم إلى صقلية فجعل الحسن بن عمار طائفة من عسكره على رمطة يمنعون من يخرج منها وبرز بالعساكر للقاء الروم والتحم القتال وعظم الامر على المسلمين فحمل بهم الحسن بن عمار أميرهم وحمي الوطيس وحرضهم على القتال فقتل منويل مقدم الروم وانهزموا أقبح هزيمة وغنم المسلمون منهم ما لا يحد وكان في جملة الغنيمة سيف هندي مكتوب عليه هذا سيف هندي وزنه مائة وسبعون مثقالا طالما ضرب به بين يدي رسول الله ص فأرسل إلى المعز اه. والحسن بن عمار هذا المذكور كلام ابن الأثير هو أبو محمد المترجم لا أبو طالب السابقة ترجمته لان أبا طالب توفي سنة 464 وهذا كان موجودا سنة 351 كما مر فلو كان هو أبا طالب لكان عمره قد زاد على 113 سنة فيكون من المعمرين ولو كان كذلك لذكر فيهم فتعين ان يكون هذا غير ذاك كما مرت الإشارة اليه وعن تاريخ ابن القلانسي انه ذكر فيه حوادث سنة 365 امين الدولة الحسن بن عمار وانه كان من اجل كتاب العزيز وذكره أيضا في حوادث سنة 386 فقال أبو محمد الحسن بن عمار كان شيخ كتامة وسيدها ولقب بأمين الدولة وهو أول من لقب في دولة مصر وقال إنه لما توفي العزيز بالله الفاطمي وولي الامر بعده ولده أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله وكان صغير السن فاستولى ابن عمار هذا على الامر وبسط يده في الاطلاق والعطاء والصلات بالأموال والثياب والحباء وكان في القصر عشرة آلاف جارية وخادم فبيع منهم من اختار البيع وأعتق من سال العتق ووهب من الجواري لمن أحب وآثر وانبسطت كتامة وتسلطوا على العامة ومدوا أيديهم إلى حرمهم وأولادهم وغلب الحسن بن عمار على الملك وكتامة على الأمور حتى هم بقتل الحاكم. وقال في حوادث سنة 387 فيها ألب برجوان الناس على الحسن بن عمار وقتاله حتى اضطر للنجاة بنفسه ونهبت خزائنه وأمواله لكن برجوان أظهره من استتاره بعد ما اخذ عليه العهود ان لا يؤلب على الحاكم وعليه وأن يغلق باب داره ففعل اه.
546: الحسن بن عمارة في الخلاصة من أصحاب الباقر ع عامي اه. ولم يذكر الحسن بن عمار المتقدم مع أن الظاهر أنه هو بعينه فكأنه وجد اسمه ابن عمارة في رجال الشيخ أو غيره ولم يجد ابن عمار وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحسن بن عمارة عامي وفي النقد لا يبعد ان يكون هذا والحسن بن عمار المذكور سابقا واحدا اه. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن عمارة عامي وفي أصحاب السجاد ع الحسن بن عمارة الكوفي وفي أصحاب