يا حبذا سفوان من متربع * ولربما جمع الهوى سفوان وإذا مررت على الديار مسلما * فلغير دار أميمة الهجران أنا نسبنا والمناسب ظنه * حتى رميت بنا وأنت حصان يقول في وصف الناقة:
لما نزعت عن الغواية والصبا * وخدت بي الشدنية المذعان سبط مشافرها دقيق خطمها * وكان سائر خلقها بنيان واحتازها لون جرى في جلدها * يقق كقرطاس هجان وقال في مديحها:
وإلى أبي الأمناء هارون الذي * يحيا بصوب سمائه الحيوان ومن إغراقه في المبالغة فيها قوله:
ملك تصور في القلوب مثاله * فكأنما لم يخل منه مكان ما تنطوي عنه القلوب بفجرة * إلا يكلمه بها اللحظان فيظل لاستنبائه وكأنه * عين على ما غيب الكتمان حتى الذي في الرحم لم يك صورة * لفؤاده من خوفه خفقان حذر امرئ نصرت يداه على العدى * كالدهر فيه شراسة وليان يقول فيها:
هارون الفنا إئتلاف مودة * ماتت لها الأحقاد والأضغان في كل عام غزوة ووفادة * تنبت بين حفاهما الأقران حج وغزومات بينها الكرى * باليعملات شعارها الوخدان يرمي بهن نياط كل تنوفة * في الله رحال بها ظعان حتى إذا واجهن إقبال الصفا * حن الحطيم واطت الأركان لأغر ينفجر الدجى عن وجهه * عدل السياسة حبه إيمان يصلى الهجير بغرة مهدية * لو شاء صان أديمها الأكنان لكنه في الله مبتذل لها * أن التقي مسدد ومعان ألفت منادمة الدماء سيوفه * فلقلما تحتازها الأجفان متبرج عريض الندى * حصر بلا من فم ولسان للجود من كلتا يديه محرك * لا يستطيع بلوغه الاسكان وقال يمدح الرشيد من قصيدة:
نفسي فداؤك يوم دابق منعما * لولا عواطف حلمه لم أطلق حرمت من لحمي عليك محللا * وجمعت من شتى إلى متفرق فاقذف برجلك في جناب خليفة * سباق غايات بها لم يسبق يقول فيها في وصف الناقة:
أنا إليك من الصليت فداسم * طلع النجاد بنا وجيف الأينق يتبعن مائرة الملاط كأنما * ترنو بعيني مقلة لم تفرق خنساء ترنو جؤذرا بخميلة * وبها إليه صبابة كالاولق حتى إذا وجدته لم تر عنده * إلا مجر أهابه المتمزق ثم عاد إلى مدح الرشيد فقال:
أسدى لهارون الخرفة عنصر * محض تمكن في المصاص المعرق ملك تطيب طباعه ومزاجه * عذب المذاق على فم المتذوق يحميك مما تستر بفعله * ضحكات وجه لا يريبك مشرق حتى إذا أمضى عزيمة رأيه * أخذت بسمع عدوه والمنطق إني حلفت عليك جهد ألية * قسما بكل مقصر ومحلق لقد اتقيت الله حق تقاته * وجهدت نفسك فوق جهد المتقي وأخفت أهل الشرك حتى إنه * لتخافك التطف التي لم تخلق وبضاعة الشعراء إن أنفقتها * نفقت وإن أكسدتها لم تنفق أخباره مع الخصيب والي مصر هو الخصيب بن عبد الرحمن وفي أمالي المرتضى ابن عبد الحميد العجمي ثم المرادي وقال جامع ديوان أبي نواس: هو دهقان من أهل المذار شريف الإباء وليس بابن صاحب نهر الخصيب ذاك عبد للمنصور يقال له مرزوق الرازي ثم انتقل إلى الامارة إنتهى. والخصيب هذا كان واليا على مصر من قبل الرشيد ومر سبب توليته إياه. وخرج أبو نواس إلى الخصيب من بغداد إلى دمشق إلى فلسطين إلى مصر ومدحه بعدة قصائد ثم هجاه على عادة الشعراء قال ابن منظور: لما قدم أبو نواس على الخصيب بمصر أذن له وعنده جماعة من الشعراء فاستنشده فقال له هنا جماعة من الشعراء هم أقدم مني وأسن فائذن لهم في الإنشاد فإن كان شعري نظير أشعارهم أنشدت وإلا أمسكت فاستنشدهم الخصيب فأنشدوا مديحا في الخصيب فلم تكن أشعارهم مقاربة لشعر أبي نواس فتبسم أبو نواس ثم قال أنشدك أيها الأمير قصيدة هي بمنزلة موسى تتلقف ما يأفكون فأنشده هذه القصيدة وابتدأها بالغزل لكن على غير العادة المألوفة وهي من غرر الشعر فلذلك أوردناها بتمامها قال:
إجارة بيتنا أبوك غيور * وميسور ما يرجى لديك عسير وان كنت لا خلما ولا أنت زوجة * فلا برحت دوني عليك ستور وجاورت قوما لا تزاور بينهم * ولا وصل إلا أن يكون نثور فما أنا بالمشغوف ضربة لازب * ولا كل سلطان علي قدير