شرح الطيبة الجزرية الموسوم بطيبة النشر في القراءات العشر.
مشايخه في روضات الجنات يروي عن ابن خالته المحقق الشيخ علي الكركي وعن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي اه. وفي أمل الآمل عن الشهيد الثاني في إجازته لوالد البهائي وليس له أي المترجم رواية كتب الأصحاب إلا عن شيخنا المذكور أي الميسي فأدخلناه في الطريق تيمنا ومن مشايخه الشيخ شمس الدين محمد بن وداود المعروف بابن المؤذن الجزيني تلاميذه من تلاميذه الشهيد الثاني وتلميذه الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي ويروي عنه ولده السيد حسين الآتي.
90: الحسن بن جعفر بن حمزة أبو محمد الأنصاري البعلبكي المعروف بابن بريك.
توفي في المحرم سنة 552.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:
ذكر لي أنه من ولد النعمان بن بشير قدم دمشق غير مرة وتصرف في وقف الجامع وعاد إلى بعلبك وبها لقيته أول مرة. ثم قال وكان يهتم بالرفض. ثم قال أنه رأى في جمادي الأولى سنة نيف و 540 وذكر مناما طويلا حاصله كان الحاجب عطاء في الميدان الأخضر خارج باب همدان ببعلبك، ثم رأى أربعة مشايخ، وكان قد أتى بكرسي فرفعوه عليه فدخلت ريح تحت الكرسي فرفعته ثم نزل الكرسي. قال فسالت: عن أحدهم فقيل لي: هذا هو المشرع لرجل حسن الصورة ثم سالت عن القوم فقيل أبو بكر وعمر وعثمان، وهذا الشافعي. ثم حضر شيخ عليه سكينة ووقار فنهضوا له ورفعوا قدره، فسالت عنه فقيل: علي بن أبي طالب فأومأ المشرع إلى الحاجب عطا فتقدم إليه فتحدث معه ثم التفت إلي وقال ألم تقل إن هؤلاء القوم كانوا مختلفين بعد رسول الله ص؟ فقلت: بلى، فأومأ إليهم فقال ألم يكن كذلك فقالوا بأجمعهم لا. وقالوا: عليك بمذهب الشيخ ولازم الماء والمحراب. ثم انتبهت وكأني مرعوب ثم شكرت الله بعد ذلك شكرا زائدا ولزمت ما قالوا اه. ونجى الله ابن بريك ببركة هذا المنام! والسر في أنه رأى الإمام الشافعي ولم ير الامام الأعظم أبا حنيفة ان ابن عساكر كان 1 شافعي المذهب! قال ابن عساكر وأنشدني أي المترجم لنفسه:
أحن إليكم كلما هبت الصبا * وأسال عنكم كل غاد ورائح وأذكر ذاك المورد العذب منكم * فيغلبني ماء الجفون القرائح وكم لي منكم أنة بعد زفرة * تهيج وجدا كامنا في جوانحي كان فؤادي من تذكر ما مضى * بقربكم تغتاله كف جارح وقال أيضا:
قابل البلوى إذا * حلت بصبر ومسرة فلعل الله أن * يوليك بعد العسر يسرة كم عهدنا نكبة * حلت فولت بعد فترة لن ينال الحازم الند * ب منى نفس بقدرة لا ولا تدفع عنه * من صروف الدهر ذره كل يوم آب من * دنياك بؤس ومضرة والليالي ناتجات * للورى هما وحسره وله أيضا من قصيدة تركنا أكثرها:
وإني لذو صبر على كل نكبة * وقد هذبتني للأمور تجاربي فلا وجد إلا ما تؤثله النوى * ولا شرف إلا اجتناب المثالب أروم نهوضا نحوكم فتصدني * سباسب ما بين الغوير وعاطب سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى * مخارمها من كل أغبر شاحب سقى الله مغنى من شقيت لبينهم * من الوابل الوسمي أعذب صائب 91: الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ابن الشيخ خضر الجناجي النجفي.
ولد في النجف سنة 1201 وأرخ ولادته الشيخ محمد رضا النحوي بأمر والده الشيخ جعفر بقوله:
أهلا بالمولود له التاريخ قد * أنبته الله نباتا حسنا وتوفي يوم الأربعاء 27 أو 28 شوال وفي الروضات في ذي القعدة وكأنه وصل خبر وفاته فيه سنة 1262 بالوباء الذي حل في العراق بكربلاء ثم في النجف فخرج المترجم إلى بستان على شاطئ البحر الذي هو في جنوب النجف فبقي أياما قلائل وأصابه الوباء فتوفي ونقل إلى النجف فدفن في مقبرة آبائه ورثاه الشعراء منهم الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين بقصيدة ذكرت في ترجمته.
أقوال العلماء فيه هو أصغر اخوته سنا وحذا حذو أخويه الشيخ موسى والشيخ علي فكان إماما رئيسا فقيها زاهدا صالحا صدوقا طاهر القلب له نوادر ومداعبات مواظبا على السنن والآداب أديبا شاعرا وجيها عند الولاة جحد رؤساء عصره.
في نظم اللئال كان عالما فاضلا ثقة تقيا ورعا محتاطا لا نظير له في زمانه في الاقتدار على التفريع والتصويب في مسائل الفقه وفي حسن الخلق والأدب والوجاهة عند المؤالف والمخالف وكانت صلاتي خلفه أيام حياته وتقليدي ورجوعي في الفتاوى اليه وكانت الرياسة العلمية الدينية والدنيوية قبله لأخيه الشيخ علي كان أعلم وأعظم منه اه. وفي روضات الجنات من اجلاء علماء زماننا انتهى إليه أمر الفقاهة في الدين يقيم الجماعة في مسجد والده ويصلي خلفه الخلق الكثير ويدرس الفقه في منزله بالنجف الأشرف بلسانه العربي المبين ويذكر أن مجلس درسه أجمع وانفع من سائر مدارس الفقهاء لم ير مثله في كثرة التفريع والإحاطة بنوادر الفقه وقوة الاستدلال ومن غاية تسلطه في الفقه ومهارته العجيبة انه لا يتأمل في المسائل كثيرا بل يمشي سريعا ويطوي مراحل الفقه بغاية السهولة وهو مشارك في الرياسة الدينية لصاحب الجواهر بل هو عند العرب أكثر احتراما واجل مقاما الا ان رجوع فتاوى الأقطار وفصل الخصومات والتقليد إلى صاحب الجواهر أكثر اه. وكفى به دليلا على فضل صاحب الجواهر عليه.
وقال صاحب مستدركات الوسائل في حقه: الأكمل الأفقه الزاهد الصالح الكامل كان من العلماء الراسخين الزاهدين المواظبين على السنن