إلى حسن بن زيد بات نضوي * يجوب السهل وهنا والأكاما إلى رجل أبوه أبو المعالي * وأول مؤمن صلى وصاما أأشتم أن أحبك يا ابن زيد * وأن أهدي التحية والسلاما وقد سلفت علي له أياد * تعيش الروح منا والعظاما وكان هو المقدم من قريش * ورأس العز منها والسناما وخيرهم لجار أو لصهر * بتسكين الكلالة والذماما وكان أشدهم عقلا وحلما * وأبرحهم إذا ازدحم الزحاما وقد كان في البيتين الأولين غلط اهتدينا لصوابه ونظن أن في الأخيرين أغلاطا لم نهتد لصوابها فرسمناها كما وجدناها. وفي تاريخ بغداد: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المديني كان أحد الأجواد وولاه أبو جعفر المنصور المدينة خمس سنين ثم غضب عليه فعزله واستصفى كل شئ له وحبسه ببغداد فلم يزل محبوسا حتى مات المنصور وولي المهدي فأخرجه من محبسه ورد عليه كل شئ ذهب له ولم يزل معه. ثم روى بسنده أنه كان أول ما عرف به شرف الحسن بن زيد أن أباه توفي وهو غلام حدث وترك دينا على أهله أربعة آلاف دينار فحلف الحسن بن زيد أن لا يظل رأسه سقف بيت إلا سقف مسجد أو سقف بيت رجل يكلمه في حاجة حتى يقضي دين أبيه. فلم يظل رأسه سقف بيت حتى قضى دين أبيه وفي شذران الذهب في سنة 168 مات السيد الأمير أبو محمد الحسن بن زيد ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب شيخ بني هاشم في زمانه وأمير المدينة للمنصور ووالد السيدة نفيسة وخافه المنصور فحبسه ثم أخرجه المهدي وقربه ولم يزل معه حتى مات معه بطريق مكة عن 85 سنة روى عن أبيه وخرج له النسائي قال في المغني ضعفه ابن معين وقواه غيره اه. وفي ذيل المذيل للطبري حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب ع وكان الحسن بن زيد يكنى أبا محمد وولد الحسن بن زيد محمدا والقاسم وأم كلثوم بنت حسن تزوجها أبو العباس السفاح وعليا وزيدا وإبراهيم وعيسى وإسماعيل وإسحاق الأعور وعبد الله وكان حسن بن زيد عابدا فولاه أبو جعفر المدينة فوليها خمس سنين ثم تعقبه فغضب عليه فعزله واستصفى كل شئ له فباعه وحبسه فكتب محمد المهدي وهو ولي عهد أبيه إلى عبد الصمد بن علي سرا إياك إياك ولم يزل محبوسا حتى مات أبو جعفر فأخرجه المهدي وأقدمه عليه ورد عليه كل شئ ذهب له ولم يزل معه حتى خرج المهدي يريد الحج في سنة 168 ومعه حسن بن زيد وكان الماء في الطريق قليلا فخشي المهدي على من معه العطش فرجع من الطريق ولم يحج تلك السنة ومضى الحسن بن زيد يريد مكة فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر فدفن هناك سنة 168 اه وفي صبح الأعشى أن المنصور ولى جعفر بن سليمان على المدينة ثم عزله في سنة 150 وولى مكانه الحسن بن زيد بن الحسن ثم عزله في سنة 155 اه. ويقال إن سبب عزل المنصور له وحبسه ومصادرته وشاية المعروف بابن أبي ذئب به فلما أطلق الحسن وجاء إلى المدينة أرسل إلى ابن أبي ذئب بهدايا ولم يجازه بمثل عمله، هكذا في كتاب لبعض أهل العصر لا أعتمد على ضبطه فليراجع. وفي غاية الاختصار: ومنهم أعني آل زيد السيد الجليل الحسن والي المدينة كان الحسن هذا جليلا نبيلا سريا فاضلا ولاه المنصور المدينة قال فيه الشاعر:
إذا أمسى ابن زيد لي صديقا * فحسبي من مودته نصيبي مات في آخر أيام المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور وله 85 سنة اه. وفي ميزان الذهبي: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي أبو محمد المدني أمير المدينة ذكره ابن حبان في الثقات وقال يحيى ضعيف الحديث وقال ابن عدي أحاديثه معضلة وأحاديثه عن أبيه أنكر مما روى عن عكرمة وقد ولي المدينة للمنصور خمس سنين ثم عزله وصادره ثم سجنه فلما ولي المهدي أطلقه وأكرمه وأدناه مات سنة 168 وله 85 سنة وكان شيخ بني هاشم في زمانه أخرج النسائي له حديثا أن النبي ص احتجم وهو صائم وهذا هو والد الست نفيسة اه. وفي تهذيب التهذيب الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ذكره ابن حيان في الثقات وقال الزبير بن بكار كان فاضلا شريفا ولإبراهيم بن علي بن هرمة فيه مدائح روى له النسائي حديثا واحدا: احتجم ص وهو صائم وهو والد السيدة نفيسة وقال ابن معين ضعيف وقال العجلي مدني ثقة وقال ابن سعد كان عابدا ثقة ولما حسبه المنصور كتب المهدي إلى عبد الصمد والي المدينة بعد الحسن أن أرفق بالحسن ووسع عليه ففعل فلم يزل مع المهدي حتى خرج المهدي للحج سنة 168 وهو معه فكان الماء في الطريق قليلا فخشي المهدي على من معه العطش فرجع ومضى الحسن يريد مكة فاشتكى أياما ومات وقال نحو ذلك ابن حبان اه.
أخباره في الأغاني بسنده إنه لما استخلف المنصور ألح في طلب محمد بن عبد الله بن الحسن والمسالة عنه وعمن يؤويه فدعا بني هاشم رجلا رجلا فسألهم عنه فكلهم يقول يا أمير المؤمنين إنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل اليوم فهو يخافك على نفسه ولا يريد خلافا ولا يحب معصية إلا الحسن بن زيد فإنه أخبره خبره فقال والله ما آمن وثوبه عليك وانه لا ينام عنك فسر رأيك فيه قال الراوي فأيقظ من لا ينام اه. ومن أخباره ما في عمدة الطالب انه لما جئ برأس إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى إلى المنصور ووضع في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن علي واقف على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة والتفت إليه المنصور وقال أتعرف من هذا فقال نعم:
فتى كان يحميه من الضيم سيفه * وينجيه من دار الهوان اجتنابها فقال المنصور صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون علي ولوددت أنه فاء إلى طاعتي اه. فكان الحسن بن زيد أخذته عاطفة الرحم القريبة في تلك الحال وإلا فقد مر أنه أغرى المنصور بمحمد بن عبد الله أخي إبراهيم. ومن أخباره ما في كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى عن فائد مولى عبادل أنه لما كان زمن حسن بن زيد وهو أمير على المدينة استعدى بنو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب على آل عقيل في قناتهم التي في دورهم الخارجة في المقبرة وقالوا إن قبر فاطمة ع عند هذه القناة فاختصموا إلى حسن فدعاني حسن فسألني فأخبرته عن عبيد الله بن أبي رافع ومن بقي من أهلي وعن حسن بن علي وقوله ادفنوني إلى جنب أمي ثم أخبرته عن منقد الحفار وعن قبر الحسن أنه رآه مطابقا بالحجارة فقال حسن بن زيد أنا على ما تقول وأقر قناة آل عقيل اه.