إن الندى من بني ذبيان قد علموا * والجود في آل منظور بن سيار الماطرين بأيديهم ندى ديما * وكل غيث من الوسمي مدرار تزور جاراتهم وهنا هديتهم فواضلهم * وما فتاهم لها سرا بزوار ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم * وهم رضى لبني أخت وأصهار اه وبنت منظور هذه زوجة عبد الله بن الزبير هي التي نزلت عليها النوار زوجة الفرزدق حين نافرته إلى عبد الله بن الزبير ونزل هو على أولاد عبد الله ففرق عبد الله بينهما فقال في ذلك الفرزدق:
أما بنوه فقد ردت شفاعتهم * وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا أقوال العلماء فيه قال المفيد في الارشاد: وأما الحسن بن الحسن فكان جليلا رئيسا فاضلا ورعا وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في وقته اه. وفي تهذيب التهذيب: الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب والد الحسن المثلث كان أخا إبراهيم بن محمد بن طلحة لأمه وكان وصي أبيه وولي صدقات علي في عصره ذكره البخاري في الجنائز وروى له النسائي حديثا واحدا في كلمات الفرج قرأت بخط الذهبي مات سنة 97 والذي في صحيح البخاري في الجنائز لما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته القبة على قبره الحديث وقد وصله المحاملي في أماليه من طريق جرير عن مغيرة وقال الجعابي وحضر مع عمه كربلاء فحماه أسماء بن خارجة الفزاري لأنه ابن عم أمه وذكره ابن حبان في الثقات اه.
وقال ابن عساكر الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي المدني قدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان وقال الزبير بن بكار وكان وصي أبيه وولي صدقة جده علي بن أبي طالب في عصره اه.
والذي عندنا أن وصي الامام أبي محمد الحسن هو أخوه الإمام أبو عبد الله الحسين ع ويأتي ان علي بن الحسين ع نازعه في صدقة جده أمير المؤمنين ع ثم تركها له وكان ذلك تفضلا من زين العابدين ع. وقال ابن عساكر: روى الطبراني ان الحسن بن الحسن أوصى في مرض موته إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة وهو أخوه لأمه اه. وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي عن العوالم عن الاحتجاج عن ابن أبي يعفور عن الصادق ع ما يقتضي ذما عظيما للحسن بن الحسن ولما كانت الرواية مرسلة لم يكن ليثبت بها ذم.
تزوجه بنت عمه في عمدة الطالب: كان قد خطب إلى عمه الحسين ع إحدى بناته فابرز إليه فاطمة وسكينة وقال يا ابن أخي إختر أيهما شئت فاستحيا الحسن وسكت فقال الحسين قد زوجتك فاطمة فإنها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله ص وقال البخاري بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين ع. وفي الأغاني: تزوج الحسن بن الحسن فاطمة بنت الحسين في حياة عمه وهو ع زوجه إياها ثم روى بسنده أنه خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين ص وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين ع اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيا الحسن ولم يحر جوابا فقال له الحسين ع فاني قد اخترت منهما لك ابنتي فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله ص ثم روى بسنده أن الحسن لما خيره عمه اختار فاطمة وكانوا يقولون إن امرأة سكينة مردودتها لمنقطعة القرين في الجمال وكانت فاطمة زوجته هذه معه يوم الطف قال الطبري وهي أكبر من سكينة.
وفي الأغاني أيضا بسنده: كان الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خطب إلى عمه الحسين فقال له الحسين ع يا ابن أخي قد كنت أنتظر هذا منك انطلق معي فخرج به حتى أدخله منزله فخيره في ابنتيه فاطمة وسكينة فاختار فاطمة فزوجه إياها وكان يقال إن امرأة تختار على سكينة لمنقطعة القرين في الحسن. وقال عبد الله بن موسى في خبره أن الحسين خيره فاستحيا فقال له قد اخترت لك فاطمة لأنها أكثرهما شبها بأمي فاطمة ع بنت رسول الله ص اه. ومن هذا الخبر يعلم تفسير قول صاحب عمدة الطالب: فابرز إليه فاطمة وسكينة أي أدخله داره وأراه إياهما وما هو إلا ولده. وقد روى أبو الفرج في الأغاني خبرا في تزوج عبد الله بن عمر العثماني بفاطمة هذه بعد وفاة زوجها الحسن بن الحسن وإرساله إليها وصيفا وهي تصك وجهها لا نراه إلا مكذوبا، ويؤيد لنا كذبه أنه لم يرو في طبقات ابن سعد ولا أشير إليه روي فيه في تزويجها بالعثماني خبر آخر. والمفيد في الارشاد ذكر ما يكذب ذلك فإنه قال أنه لما مات ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي ع على قبره فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار فلما كان رأس السنة قالت لمواليها إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط وسيأتي تفصيل ذلك في ترجمتها.
شهوده يوم الطف شهد مع عمه الحسين ع يوم الطف قال الطبري وتبعه ابن الأثير: استصغر الحسن بن الحسن بن علي فلم يقتل وقال ابن طاوس في الملهوف كان الحسن بن الحسن المثنى قد واسى عمه في الصبر على ضرب السيوف وطعن الرماح وكان قد نقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرئ اه. وفي عمدة الطالب كان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين ع وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري دعوه لي فان وهبه الأمير عبيد الله بن زياد لي وإلا رأى رأيه فتركوه له فحمله إلى الكوفة وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال دعوا لأبي حسان ابن أخته وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة اه وقال المفيد في الارشاد: كان الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين يوم الطف فلما قتل الحسين وأسر الباقون من أهله جاء أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسارى وقال والله لا يوصل إلى ابن خولة أبدا فقال عمر بن سعد دعوا لأبي حسان ابن أخته ويقال أنه أسر وكان به جراح قد أشفى منها اه. وقوله دعوا لأبي حسان ابن أخته لأن أمه فزارية كما مر وقد عرفت أنه كان في حياة عمه الحسين ع رجلا وأنه زوجه ابنته فاطمة وقد مر في تاريخ وفاته أن المظنون كون عمره يوم الطف 17 سنة ومن ذلك يعلم فساد قول الطبري وابن الأثير أنه استصغر يوم الطف فلم يقتل.
أخباره قال ابن عساكر: بلغ الوليد بن عبد الملك أن الحسن يكاتب أهل العراق فكتب إلى عامله بالمدينة عثمان بن حيان المري أنظر الحسن بن الحسن فاجلده مائة ضربة وقفه للناس يوما ولا أراني إلا قاتله. فلما وصله