الأمان فيما يستأنف قال وما الذي مضى جعلت فداك قال بيت مر قال فتنشدنيه فامتنع أبو نواس عن انشاده فالح عليه الهيثم فأنشده:
إذ نسبت فتنشد عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب وهذا البيت من قصيدة لأبي نواس في الهيثم بن عدي يقول فيها:
الحمد لله هذا أعجب العجب * الهيثم بن عدي صار في العرب يا هيثم بن عدي لست للعرب * ولست من طئ الا على شغب إذا نسبت عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب كأنني بك فوق الجسر منتصبا * على جواد قريب منك في الحسب حتى نراك وقد درعته قمصا * من الصديد مكان الليف والكرب لله أنت فما قربى تهم بها * الا اجتلبت لها الأنساب من كثب فعاد اليه الهيثم بن عدي حين بلغته الأبيات فقال له يا سبحان الله أليس لقيتني وجعلت لي عهدا ان لا تهجوني فقال أبو نواس وانهم يقولون ما لا يفعلون. وقال يهجوه أيضا:
أنت من طي ولكن * قبله نون وباء وقال يهجو عدنان ويفتخر بقحطان وهي القصيدة التي أطال الرشيد حبسه بسببها وهذه منتخبات منها:
ونحن إذ فارس تدافع بهرا * م قسطنا على مرازبها بالخيل شعنا على لواحق * كالسيدان تعطي مدى مذاهبها ويوم ساتيدما ضربنا بني الأصفر * والموت في كتائبها إذ لاذ بزواز يوم ذاك بنا * والحرب تمري بكف حالبها يذود عنه بنو قبيصة بالخطى * والبيض من قواضبها حتى دفعنا اليه مملكة * ينحسر الطرف عن مواكبها وفاظ قابوس في سلاسلنا * سنين سبعا وفت لحاسبها فافخر بقحطان غير مكتئب * فحاتم الجود من مناقبها ولا ترى فارسا كفارسها * إذ زالت الهام عن مناكبها عمرو وقيس والاشتران وزيد * الخيل أسد لدى ملاعبها بل مل إلى الصيد من اشاعثها * والسادة الغر من مهالبها وحمير تنطق الرجال بما * اختارت من الفضل في مراتبها احبب قريشا لحب احمدها * واعرف لها الجزل من مواهبها ان قريشا إذا هي انتسبت * كان لنا الشطر من مناسبها فأم مهدي هاشم أم موسى * الخير منا فافخر وسام بها ان فاخرتنا فلا افتخار لها * الا التجارات من مكاسبها فاهج نزارا وأبر جلدتها * وهتك الستر عن مثالبها اما تميم فغير داحضة * ما سلسل العبد في شواربها أول مجد لها وآخره * ان ذكر المجد قوس حاجبها وقال يهجو تميما وأسدا ويفتخر بقحطان وفيها إشارة إلى كثير من قصص العرب واخبار ذكرنا بعضها يقول فيها:
إذا ما تميمي اتاك مفاخرا * فقل عد عن ذا كيف اكلك للضب تفاخر أبناء الملوك سفاهة * وبولك يجري فوق ساقك والكعب فنحن ملكنا الأرض شرقا ومغربا * وشيخك ماء في الترائب والصلب فلما أبى الا افتخارا بحاجب * هتمت ثناياه بجندلة الشعب تفاخرنا جهلا بظئر نبينا * الا انما وجه التميمي من هضب وضيعتم في العامريين ثاركم * بعمرو بن ضياء المصاب بلا ذنب فكان هجاء الجعفري نكيركم * وقد لحبوا منه السنام عن الصلب وأنتم شمتم بابن دارة سالم * فجازتكم الأيام نكبا على نكب منعتم أخاكم عقبة وهو رامض * وحلأتموه ان يذوق من العذب فمتم بأيديكم فلا مات غيركم * وغنى بكم أبناء دارة في الشرب وقال يذم البصرة وخلطاءه بها:
اما من كنت بالبصرة * اصفي لهم الودا ومن كانوا موالي * ومن كنت لهم عبدا ومن قد كنت أرعاه * وان مل وان صدا شربنا ماء بغداد * فانساناكم جدا تبدلنا بها حورا * لالحان الغنا ادا وأبهى منكم شكلا * وأحلى منكم قدا فلا ترعوا لنا عهدا * فما نرعى لكم عهدا ولما لم يكن بد * وجدنا منكم بدا ولا تشكوا لنا فقدا * فما نشكو لكم فقدا كلانا واجد في الناس * مما مله ندا وقال يهجو هاشم بن خديج من قصيدة:
وردنا على هاشم مرصده * فبارت تجارتنا عنده وما كان ايمانكم بالرسول * سوى قتلكم صهره بعده وما كان قاتله في الرجال * بحمل لطهر ولا رشده وقال يهجوه أيضا:
يا هاشم بن خديج ليس فخركم * بقتل صهر رسول الله بالسدد أدرجتم في اهاب العير جثته * فبئس ما قدمت أيديكم لغد ان تقتلوا ابن أبي بكر فقد قتلت * حجرا بدارة ملحوب بنو أسد وطردوكم إلى الاجبال من اجا * طرد النعام إذا ما تاه في البلد وقد أصاب شراحيلا أبو حنش * يوم الكلاب فما دافعتم بيد ويوم قلتم لزيد وهو يقتلكم * قتل الكلاب لقد أبرحت من ولد وكل كندية قالت لجارتها * والدمع ينهل من مثنى ومن وجد الهى امرأ القيس بغانية * عن ثاره وصفات النؤى والوتد وقال يهجوه أيضا:
أتشتم خير ذي حكم بن سعد * لقد لاقيت داهية نؤادا سببت ابن الحديج فسب ظلي * لعمر أبيك لا استوفى وزادا ولو في غير مصر سببت ظلي * لقلت ابن الخبيثة كن رمادا وقال يهجو إسماعيل بن صبيح كاتب السر للأمين وولاؤه لبني أمية: