فكانا يقرءان عليه ويتركان تلك المباحث قال وعندنا نسخة من شرح العميدي وهي التي كانا قرأها على الأردبيلي وعليه حواش بخط الأستاذ والتلميذ مشتملة على غاية التحقيق وليس في تلك النسخة شئ من هذه المباحث الغير النافعة اه. ونقل ان شيخهما المذكور كان عند قراءتهما عليه مشغولا بشرح الارشاد فكان يعطيهما اجزاءه ويقول أنظرا في عبارته وأصلحا منها ما شئتما فاني أعلم ان بعض عباراته غير فصيح ويقال انهما طلبا من الأردبيلي ان يذكر لهما نظره في كل مسالة يخالف رأيه فيها رأي صاحب الكتاب ويترك ما عداه فكانا يقرءان في اليوم الواحد ما يقرأه سواهما في أيام فكان طلبة العجم يسخرون منهما لذلك فيقول لهم الأردبيلي قريبا يذهبان إلى بلادهما ويؤلفان من الكتب ما تقرأون فيه فكان كذلك فإنهما لما رجعا إلى بلادهما ألف الشيخ حسن المعالم والسيد محمد المدارك ووصلت نسختاهما إلى العراق قبل وفاة الأردبيلي وصار الكتابان معول طلبة العرب والعجم في القراءة.
مشايخه كان شريك ابن أخته صاحب المدارك في المشايخ الذين قرءا كلاهما عليهم في جبل عامل والعراق ورويا عنهم الشيخ أحمد بن سليمان العاملي النباطي السيد علي والد صاحب المدارك وله منه إجازة بتاريخ 984 السيد علي الصائغ المدفون بقرية صديق قرب تبنين والظاهر أن ذلك قبل ذهابهم للعراق فقد حكى صاحب الدر المنثور عن جماعة من مشايخه وغيرهم ان الشهيد الثاني كان له اعتقاد تام في السيد علي الصائغ هذا وانه كان يرجو من فضل الله ان رزقه الله ولدا ان يكون مربيه ومعلمه السيد علي الصائغ فحقق الله رجاءه وتولى السيد علي الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن رحمهما الله تربيته إلى أن كبر وقرأ عليهم خصوصا على السيد علي الصائغ هو والسيد محمد صاحب المدارك أكثر العلوم التي استفاداها من والده من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربية ورياضي اه. الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي والد الشيخ البهائي وله منه إجازة بتاريخ سنة 983 وهؤلاء الأربعة كلهم من تلاميذ أبيه المولى احمد الأردبيلي المولى عبد الله اليزدي قرأ عليه المنطق والرياضيات في جبل عامل وقرأ عليهما الفقه والحديث وغيرهما وقيل إن ذلك كان في النجف كما مر ويروي أيضا عن هؤلاء المذكورين عن أبيه ما عدا اليزدي فلا رواية للمترجم عنه وما عدا الأردبيلي فإنه لا يروي عن أبيه وعد في الرياض من مشايخه في الرواية السيد نور الدين علي بن فخر الدين الهاشمي العاملي عنه عن والده الشهيد الثاني قال على ما يظهر من بعض إجازات الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني ويروي بالإجازة عن أبيه الشهيد الثاني والظاهر أنه اجازه وهو صغير لأنه كان عمره عند شهادة أبيه سبع سنين كما مر.
تلاميذه له تلاميذ كثيرون منهم نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن عيسى بن حسن العاملي الجبيلي ثم الجبعي وهو الذي خمس قصيدة له في كشكول البحراني ومنهم الشيخ عبد اللطيف بن محيي الدين العاملي وفي أمل الآمل رأيت جماعة من تلامذته وتلامذة السيد محمد وقرأت على بعضهم ورويت عنهم عنه مؤلفاته وسائر مروياته منهم جدي الآتي الشيخ عبد السلام بن محمد الحر العاملي عم أبي ونرويها أيضا عن الشيخ حسين بن الحسن الظهيري العاملي عن الشيخ نجيب الدين علي ابن محمد بن مكي اه. ومن تلاميذه السيد نجم الدين بن محمد الموسوي السكيكي يروي عنه إجازة ولا يعلم أقرأ عليه أم لا وممن يظن أنه من تلاميذه الشيخ موسى بن علي الجبعي بخطه نسخة التحرير الطاووسي في الخزانة الرضوية كتبه سنة 1011 وهي سنة وفاة المؤلف ومن تلاميذه الشيخ أبو جعفر محمد والشيخ أبو الحسن علي لهما منه إجازة بتاريخ 990.
مؤلفاته له مؤلفات جيدة نقية سديدة فائقة على سائر التصانيف وأكثرها غير تام وفي الرياض قد رأيت أكثر مؤلفاته بخطه وخطه غاية في الجودة والحسن ورأيت المعالم في الأصول وما خرج من الفروع بخطه الشريف ونسخة أخرى قد قرئت عليه وعليها حواش منه كثيرة اه 1 منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان لم يخرج منه غير العبادات في مجلدين ابان فيه عن فوائد جليلة وجعل له مقدمة مفيدة واقتصر فيه على ايراد هذين الصنفين من الاخبار على طريقة كتاب الدر والمرجان للعلامة الحلي وذلك لأنه كان لا يعمل بالظاهر بغيرهما وكذلك كانت طريقة زميله صاحب المدارك وذكر من رأى نسخته بخطه انه كان يعرب أحاديثه بالشكل للرواية السابقة 2 معالم الدين وملاذ المجتهدين برز منه جزء في أصول الفقه يعرف بمعالم الأصول صار عليه المعول في التدريس من عصره إلى اليوم بعد ما كان التدريس في الشرح العميدي على تهذيب العلامة والحاجبي والعضدي فرغ منه ليلة الأحد 2 ربيع الثاني سنة 994 طبع عدة مرات وعليه حواش وتعليقات كثيرة منها حاشية لولده الشيخ محمد وحاشية لسلطان العلماء وحاشية لملا صالح المازندراني وحاشية لملا ميرزا محمد المعروف بالمدقق الشيرواني وهذه الحواشي مطبوعة على هامش الأصل وحاشية للشيخ محمد تقي الاصفهاني كبيرة مطبوعة وحاشية لشيخنا الشيخ محمد طه نجف النجفي مطبوعة إلى غير ذلك وعلق عليه الفقير مؤلف الكتاب حاشية أيام اشتغالي بقراءته وجزء منه في الفقه يعرف بمعالم الفقه مطبوع وصل فيه إلى المطلب الثالث في الطهارة من الاحداث 3 التحرير الطاووسي في الرجال وذلك أن السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني ألف كتابا في الرجال كما مر في ترجمته جمع فيه ما في الأصول الخمسة الرجالية رجال النجاشي وفهرست الطوسي ورجاله والضعفاء لابن الغضائري وكتاب الاختيار من كتاب الكشي للشيخ الطوسي وكان ابن طاوس قد حرر كتاب الاختيار وهذب اخباره متنا وسندا ووزعها في كتاب حل الاشكال على التراجم فلما ظفر صاحب المعالم بكتاب حل الاشكال ورآه مشرفا على التلف انتزع منه ما حرره ابن طاوس ووزعه في أبوابه من كتاب الاختيار خاصة وسماه التحرير الطاووسي فالتحرير الطاووسي عبارة عن جمع ما حرره ابن طاوس وهذبه من كتاب الكشي خاصة دون ما عداه وايداعه في كتاب واحد مسمى بهذا الاسم وقد أضاف اليه المترجم في المتن والحواشي فوائد كثيرة وقال كان أكثر مواضعه قد أصابه تلف فتعبت في تحريره تعبا عظيما جدا وتركت بعض مواضعه لعدم تيسر تحريره كما حكاه في الرياض فرع منه ضحى يوم الأحد 7 جمادي الأولى سنة 991 4 شرح ألفية الشهيد محمد بن مكي المشتملة على ألف واجب في الصلاة في الرياض على ما وجدته بخط الفاضل الهندي على ظهر المعالم 5 مناسك الحج عندي نسخة منه وجدتها في جبل عامل وقد غيرها تعاور الدخان عليها ونقص منها أوراق من أولها وآخرها ويظهر انه صنفه في طريق مكة وافتتحها بآداب السفر وثنى باعمال المدينة المنورة عكس المتعارف من ذكر اعمال المدينة آخرا واعتذر عن ذلك