يسر الله للحياة رجالا * خلدوا في العلى برغم المنون كل يوم يبدو لدينا جديد * من مزاياهم كغيث هتون تتبدى الحياة في جانبيهم * صورا فذة ذوات فنون وذكاء وعفة وشعور * وسمو ورقة وحنين سفر حق وطود علم وحلم * أسد رابض باسمي عرين تستشف النفوس من خلقك السامي * سموا تذيعه في سكون تشفع القول بالفعال فتبدو * رائعا تمزج الشديد بلين جلل ان أرى المجالس تخلو * من سناها كالعلم بين الظنون لست شخصا نراه بالعين لكن * أنت ملء القلوب ملء العيون أنت في أجمل الصفات تجلى * خالدا في سماء بيت الأمين وهذه القصيدة لم نعرف ناظمها:
مضى الركب ركب الدين يسرع بالوخد * تشيعه الألباب فاقدة الرشد تواكبه من عزة وجلالة * مواكب حفت بالجلال والمجد إلى خير زلفى في نعيم ظلاله * نوافح لطف من رضا الواحد الفرد دنا فتدلى من سرادق نعمة * أعدت لأهل الفضل والشكر والحمد ضريح التقى أمسيت غمدا لمرهف * من الفضل لم يفلل فبوركت من غمد ضريح النهى أصبحت خير خميلة * عبير هداها راح يهزأ بالورد ضريح الهدى أودعت أمنية المنى * بعهد به الآمال منثورة العقد مغانيك متن في ثنايا شروحه * معان شذاها دونه ارج الند أبا الفضل ان الأرض بعض هباءة * بعاصفة هو جاء جياشة الحقد وليس بها رغد وليس بها هنا * وهل بهباء من هناء ومن رغد لئن تك جثمانا حجبت إلى مدى * فنفسك لم تحجب عن الخير والرشد وان تك قد غيبت في قيد أذرع * فليس لافق النفس عندك من حد ولست بمغبون ولا أنت واجد * ولم تك تجني من هداك سوى الجهد أمانيك ما فاتت قصاراك مرة * ولم تك يوما بالمنى زائف الزهد فيا خلقا من دونه رقة الصبا * ويا عزمة من دونها مرهف الحد فقدناك فقد الزهر طيب عرفه * فقدناك فقد الفقر رفد أول الرفد مضيت بعهد شؤمه عم يعربا * فابئس بعهد فيه قوضت من عهد به أصبحت أسد العرين ثعالبا * وقد ظفرت فيه الثعالب بالأسد اولي الفضل والبيت الأمين على الهدى * رزيتكم جلت بفقد أبي الرشد ومن حقكم ان تجزعوا ان وقعها * يكاد يذيب الصلد لو كان بالصلد وليس عجيبا ان تخف حلومكم * وان تك أرسى من ثيبر ومن أحد اجل ان ركب المجتبى بات ضاربا * قبابا تعالت بالرفيق من الخلد تلقاه أصحاب اليمين بغبطة * كغبطة صب من حبيب على وعد وقال السيد نور الدين الإيراني مؤرخا عام وفاته:
قضى حجة الاسلام من بعد ما قضى * بنشر الهدى حق الفرائض والسنن حكيما كريم الخلق ارخ وهاديا * أمينا على وحي الهدى قوض الحسن 748: الشيخ حسن ابن الشيخ محمود أو داود الخادم بمشهد الرضا ع في رياض العلماء كان من مشاهير علماء دولة الشاه طهماسب والشاه عباس الأول الصفويين وكان في غاية العلم والفضل والتقوى والورع وكان والده أيضا كذلك كما سيجئ في ترجمته. وقد نجا المترجم من ورطة غلبة الأوزبك على الروضة المقدسة الرضوية وتوجه إلى العراق وتوطن بها وكان معززا عند الشاه عباس المذكور ومرافقا له في أكثر الاسفار وبعد دفع الأوزبكية وغلبة الشاه المذكور على بلاد خراسان جعله رئيس خدام تلك الروضة المقدسة وصار نائبا عن الشاه في رئاسة الخدام وبيده مفاتيح الروضة كليددار كذا حكاه صاحب تاريخ عالم آرا اه.
749: السيد أبو محمد معز الدين الميرزا حسن ويقال محمد حسن ابن الميرزا محمود ابن الميرزا إسماعيل ويقال محمد إسماعيل ابن السيد فتح الله بن عابد بن لطف الله بن محمد مؤمن الحسيني الشيرازي.
نزيل النجف الأشرف ثم سامراء.
الشهير بالميرزا الشيرازي مولده ووفاته ومدفنه.
ولد في شيراز سنة 1230 وتوفي أول ليلة الأربعاء 24 شعبان سنة 1312 بسامراء وحمل إلى النجف ودفن في المدرسة التي كان أنشأها ناصر علي خان الأفغاني المقيم في لاهور قرب باب الصحن الشريف العلوي الشمالي المعروف بباب الطوسي على يسار الداخل إلى الصحن ويمين الخارج منه وعمل على قبره صندوق وفوقه شباك من الشبه الأصفر واخرج له شباك كبير من الحديد على الفضاء الذي يدخل منه إلى الصحن الشريف ليكون قبره ظاهرا للمارة وحمل في كثير من الطريق على الأعناق فكلما قارب نعشه بلدا خرج أهلها إلى مسافة وحملوه على الرقاب وعند الخروج منها يحملونه أيضا مسافة وكنا يومئذ بالنجف فبعض أهل النجف وصل إلى خان الحماد وبعضهم إلى خان المصلى وبعضهم إلى وادي السلام فخرجنا للقاء جنازته فيمن خرج إلى وادي السلام وشهدنا تشييعه العظيم ووصلت جنازته إلى النجف يوم الثلاثاء الثلاثين من شعبان عند العصر وبقي إلى ليلة الأربعاء غرة شهر رمضان ودفن تلك الليلة وكان قد ضعف في آخر أيامه وانقطع عن الدرس والصلاة جماعة ومرض أياما قلائل وتوفي وكان يوم وفاته يوما عظيما كثرت فيه الحسرات وسالت العبرات وأقيمت له مجالس الفاتحة في جميع مدن العراق وإيران وغيرها من بلاد الشيعة ورثاه الشعراء بالقصائد الكثيرة واقام له مجالس الفاتحة في النجف من العلماء شيخنا الشيخ محمد طه نجف والشيخ ميرزا حسين الخليلي والشيخ ملا كاظم الخراساني وغيرهم. هذا عدا ما أقيم له من مجالس الفاتحة في جميع الأقطار.
وصفه كان اماما عالما فقيها ماهرا محققا مدققا رئيسا دينيا عاما ورعا تقيا راجح العقل ثاقب الفكرة بعيد النظر مصيب الرأي حسن التدبير واسع الصدر منير الخلق طليق الوجه صادق النظر أصيل الرأي صائب الفراسة قوي الحفظ على جانب عظيم من كرم الاخلاق يوقر الكبير ويحنو على الصغير ويرفق بالضعيف والفقير أعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة قريحته آية في ذكائه ودقة نظره وغوره أديبا يحب الشعر وانشاده ويجيز عليه ولذلك قصده الشعراء من سائر البلاد عربا وعجما وراجت بضاعة الأدب في أيامه وانتهت اليه رئاسة الإمامية الدينية العامة في عصره وطار صيته واشتهر ذكره ووصلت رسائله التقليدية وفتاواه إلى جميع الأصقاع وقلد في جميع الأقطار والأمصار في بلاد العرب والفرس والترك والهند وغيرها.
وكان في عصره من أكابر العلماء المجتهدين المقلدين من العرب والفرس والترك أمثال الشيخ محمد حسين والشيخ محمد طه نجف والسيد حسين الكوهكمري والشيخ آقا رضا الهمذاني والشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ حسن المامقاني والملا محمد الشرابياني والميرزا لطف الله والملا محمد الإيرواني