سيروا إلى أبعد منتاب * قد ظهر الدجال بالزاب هذا ابن نيبخت له إمرة * صاحب كتاب وحجاب وقال يهجو بني نيبخت عموما:
قد قشرت العصى ولم أعلق السير * وأعددت للهجاء لساني فاحذروا صولتي وموقع شعري * واتقوا أن يزوركم شيطاني يا نداماي يا بني نوبخت * لا يضيعن بينكم طليساني مائتا درهم شراه ولكن * ليس ترضي أخاكم المائتان إنما زرتكم لموضع ربح * لم أزركم لموضع الخسران خبره وجماعة من الشعراء مع يحيى بن المعلى قال جامع ديوانه: اجتمع أبو نواس والعباس بن الأحنف والحسين الخليع وشاعر آخر لعله مسلم بن الوليد ومعهم فتى يقال له يحيى بن المعلى فحضرت الصلاة فقام يحيى يصلي بهم فنسي الحمد وقرأ التوحيد ثمن ارتج عليه في نصفها فقال أبو نواس:
أكثر يحيى غلطا * في قل هو الله أحد وقال العباس:
قام طويلا ساهيا * حتى إذا أعيا سجد وقال الآخر:
يزحر في محرابه * زحير حبلى بولد وقال الرابع:
كأنما لسانه * شد بحبل من مسد خبره مع جماعة من الشعراء قال جامع ديوانه: اجتمع وهو صغير مع حماد عجرد ومطيع بن أياس ويحيى بن زياد ووالبة بن الحباب فقال ليكن منا اجتماع في دار أحدنا فقال كل منهم أبياتا يدعوهم بها إلى داره ذكرها جامع الديوان وتركناها فقال أبو نواس:
لا تطمعوا في شرابي * فتحصلوا في السراب فدون خبزي ولحمي * والخمر شيب الغراب ما ينسب إليه من الفسق والخلاعة والمجون والشرب من نظر إلى عصر أبي نواس وما انتشر فيه من الفسق وشرب الخمر والخلاعة والمجون لا يستبعد صدور مثل ذلك من أبي نواس مع معاشرته ومخالطته للذين عرفوا بهذه الأمور فتلك الأعصار قد كان يصدر فيها من الفسق والمجون ما ملأ بطون الكتب ويخجل المرء من نقله أو سماعه وإذا كان الحاملون اسم الخلافة وإمارة المؤمنين يشربون الخمور ويتعاطون الفجور وتغنيهم القيان وتعزف عليهم بالعود والطنبور فما ظنك بباقي الرعية. ولا يلتفت إلى إنكار ابن خلدون ذلك في حق من تسموا بالخلافة استنادا إلى أمور وهمية فإنه كانكار الشمس الضاحية كما أن نسبة أمثال ذلك في الجملة إلى أبي نواس تكاد تكون متواترة بل قد نقلوا عنه من ذلك أمورا يخجل المرء من سماعها أو قراءتها فضلا عن نقلها في كتاب لا سيما ابن منظور الذي نقل عنه من أشياء مفرطة القبح والشناعة مع والبة بن الحباب وغايره لكنه لا يمكننا الاعتقاد بصحة كل ما نسب إلى أبي نواس من ذلك فان الرجل إذا اشتهر بشئ كثرت نسبة ما هو من نوع ذلك الشئ إليه بالحق والباطل لا سيما مع معارضته ذلك بانقال تنافيه وقد مر عند ذكر أقوال العلماء فيه ان ابن المعتمر أنكر وقوع ذلك منه ومر نقل ابن الجوزي أنه تاب في آخر عمره والرجل مع ذلك كله صحيح العقيدة عارف بالله تعالى خائف لعقابه راج لعفوه وثوابه ولا يبعد أن يكون ما يجري على لسانه مما فيه مجون أو خلاعة خارجا مخرج الفكاهة والظرف الذي يتعاطاه الشعراء كثيرا وقد رأينا في عصرنا هذا شاعر العراق بل جميع الآفاق يصف الخمرة وشربها ويتغزل ببعض ما يتغزل به أبو نواس وهو في مقدمة العلماء العاملين الأتقياء الورعين وقد أشار إلى ذلك في بعض موشحاته بقوله:
إنما حاولت نهج الظرفا * عفة النفس وفسق الألسن ويدل على ذلك ما في تاريخ دمشق قال محمد بن أبي عمير سمعت أبا نواس يقول والله ما فتحت سراويلي لحرام قط وساعد على هذه النسب إليه إتيانه في شعره بالملح والنوادر حتى فيما يرجع إلى الدين فقد قال على ما في تاريخ دمشق:
يلومني الناس يقولون تب * غرهم كثرة أوزاريه في النار إما كنت أو جنة * ما ذا عليكم يا بني الزانية مع إنه يقول في بعض شعره:
أبقيت في لتقوى الله باقية * ولم أكن كحريص لم يدع مرحا مشايخه أما مشايخه في الحديث فهم 1 حماد بن زيد 2 عبد الواحد بن زياد 3 معتمر بن سليمان 4 يحيى بن سعيد القطان 5 أزهر بن سعد السمان. في تاريخ بغداد إنه اختلف في طلب الحديث فسمع من هؤلاء 6 حماد بن سلمة من علماء اتلنحو في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن إبراهيم بن كثير البابشامي نسبة إلى باب الشام محلة ببغداد كان ينزلها رواية في سندها أبو نواس عن حماد بن سلمة وذكر روايته عن هؤلاء الستة ابن عساكر في تاريخ دمشق 7 خلف الأحمر قال ابن منظور انه كان أكثر أستاذي أبي نواس تأديبا وتخريجا له 8 يونس بن حبيب النحوي ذكر تأدبه عليهما ابن عساكر ومر عن الجماز تتلمذه على يونس 9 يعقوب الحضرمي قرأ عليه القرآن 10 أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي كتب عنه الغريب والألفاظ 11 أبو عبيدة معمر بن المثنى أخذ عنه التاريخ كما مر عن تاريخ الخطيب وخزانة الأدب 12 أبو أسامة والبة بن الحباب الشاعر أخذ عنه الشعر والأدب كما مر عن ابن خلكان وخزانة الأدب.
تلاميذه 1 محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي. في تاريخ بغداد في ترجمة محمد المذكور رواية في سندها نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي ببغداد بباب الشام سنة 273 قال نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ وذكر روايته عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق 2 عبيد الله بن محمد العبسي 3 محمد بن جعفر غندر 4 أحمد بن حمزة بن زياد الربعي 5 عمرو بن بحر الجاحظ 6 يعقوب بن زيد الفارسي 7 محمد بن إدريس الإمام الشافعي 8 عبدوس كان راويته كما في تاريخ