المكاتبة بينه وبين الوزير المهلبي.
في معجم الأدباء بينه وبين الوزير المهلبي مكاتبات ومجاوبات منها ما نقلته من مزيد التاريخ لأبي الحسن محمد بن سليمان بن محمد الذي زاده على تاريخ السلامي في ولاة خراسان قال حدثني عبد الله بن إبراهيم قال لما استوزر أبو محمد المهلبي كتب اليه أبو محمد الخلادي في التهنئة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مانح الجزيل ومعود الجميل ذي المن والبلاء الجسيم:
الآن حين تعاطى القوس باريها * وابصر السمت في الظلماء ساريها الآن عاد إلى الدنيا مهلبها * سيف الخلافة بل مصباح داجيها أضحى الوزارة تزهى في مواكبها * زهو الرياض إذا جادت غواديها تاهت علينا بميمون نقيبته * قلت لمقداره الدنيا وما فيها موفق الرأي مقرون بغرته * نجم السعادة يرعاها ويحميها معز دولتها هنئتها فلقد * أيدتها بوثيق من رواسيها تهنئة مثلي من أولياء الوزير أطال الله بقاءه. الدعاء وأفضله ما صدر عن نية لا يرتاب بها ولا يخشى مذقها وكان غيب صاحبه أفضل من مشهده فهنا الله الوزير كرامته وأحلى له ثمرة ما منحه واحمد بدأه وعاقبته ومفتتحه وخاتمته حتى تتصل المواهب عنده اتصالا في مستقبله ومستأنفه يوفي على متقدمه بمنه. وكتابي هذا أيد الله الوزير من المنزل برامهرمز وانا عقيب علة ومحنة ولولا ذلك لم أتأخر عن حضرته اجلها الله مهنئا ومسلما فان رأى الوزير شرفني بجواب هذا الكتاب فكتب اليه المهلبي جوابه بسم الله الرحمن الرحيم وصل كتابك يا أخي أطال الله بقاءك وادام عزك وتأييدك ونعماءك المتضمن نفيس الجواهر من بحار الخواطر الحاوي ثمار الصفاء من منبت الوفاء وفهمته ووقع ما أهديته من نظم ونثر وخطاب وشعر موقع الري من ذي الغلة والشفاء من ذي العلة والفوز من ذي الخيبة والأوب من ذي الغيبة وما ضاءت بي حال الا وأنت الأولى بسرورها والاغبط بحبورها إذ كنت شريك النفس في السراء ومواسيها في الضراء. وتكلفت الإجابة عما نظمت على كثرة من الشغل الا عنك وزهد في المطاولة الا فيك والعذر في تقصيرها عن الغاية واضح ودليل العجلة فيها لائح وأنت بمواصلتي بكتبك وأخبارك وأوطارك مسؤول.
والجري على عادتك المأثورة وسيرتك المشكورة مأمول. وانا والله على أفضل عهدك وأحسن ظنك وأوكد ثقتك ومشتاق إليك:
مواهب الله عندي لا يوازيها * سعي ومجهود وسعي لا يدانيها لكن أقصى المدى شكري لأنعمه * وتلك أفضل قربى عند مؤتيها والله اسال توفيقا لطاعته * حتى يوافق فعلي امره فيها وقد أتتني ابيات مهذبة * ظريفة جزلة رقت حواشيها ضمنتها حسن أوصاف وتهنئة * أنت المهنى بباديها وتاليها ودعوة صدرت عن نية خلصت * لا شك فيها أجاب الله داعيها وأنت أوثق موثوق بنيته * وأقرب الناس من حال نرجيها فثق بنيل المنى في كل منزلة * أصبحت تعمرها عندي وتبنيها واقتصر صاحب اليتيمة عند ذكر هذه المكاتبة على ذكر الشعر فقط خطابا جوابا.
المكاتبة بينه وبين أبي الفضل محمد بن الحسين بن العميد ذكر صاحب اليتيمة في ترجمة ابن العميد جماعة قال إن كلا منهم كان يختص بابن العميد ويداخله وينادمه حاضرا ويكاتبه ويجاوبه ويهاديه نثرا ونظما وعد منهم ابن خلاد القاضي ثم قال: وما اخرج من المكاتبات بالشعر التي دارت بينه وبين ابن خلاد القاضي اهدى ابن خلاد إلى ابن العميد شيئا من الأطعمة و كتب اليه في وصفها وابن العميد إذ ذاك في عقب مرض عرض له فكتب إلى ابن خلاد قصيدة أولها:
قل لابن خلاد المفضي إلى امد * في الفضل برز فيه اي تبرير يفدي اهتزازك للعلياء كل فتى * مؤخر عن مدى الغايات محجوز ما ذا أردت إلى منهوض نائبة * مدفع عن حمى اللذات ملهوز هززت بالوصف في احشائه قرما * ما زال يهتز في فيها غير مهزوز لم يترك فيه فحوى ما وصفت له * من الأطايب عضوا غير محفوز أهديت نبرمة أهدت لآكلها * كرب المطامير في آب وتموز قال الثعالبي: نبرمة هكذا في النسخة ولست أعرفها وأظن أنها شئ يجمع من الحبوب ويدق ويعجن بحلاوة:
ما كنت لولا فساد الحس تأمل في * جنس من السمن في دودشاب شهريز هل غير شتى حبوب قد تعاورها * جيش المهاريس أو نخر المناخير رمت الحلاوة فيها ثم جئت بها * تحذي اللسان بطعم جد ممزوز لو ساعدتك بنو حواء قاطبة * عليه ما كان فيهم غير ملموز أوقعت للشعر في أوصافها شغلا * بين القصائد تروى والأراجيز لا احمد المرء أقصى ما يجود به * إذا عصرناه أصناف الشواريز ما متعة العين من خد تورده * يزهى عليك بخال فيه مركوز مستغرب الحسن في توشيع وجنته * بدائع بين تسهيم وتطريز يوفي على القمر الموفي إذا اتصلت * يسراه بالكاس أو يمناه بالكوز أشهى إليك من الشيراز قد وضحت * في صحن وجنتها خيلان شونيز وقد جرى الزيت في مثنى أسرتها * فضارعت فضة تغلي بابريز ماذا السماح بتقريظ وتزكية * وقد بخلت بمذخور ومكنوز ومنها:
لا غرو ان لم ترح للجود راحته * فالبخل مستحسن في شيمة الخوزي قال الثعلبي هكذا في النسخة وأظن أنه لم ترح للجود رائحة فاجابه ابن خلاد بقصيدة منها:
يا أيها السيد السامي بدوحته * تاج الأكاسر من كسرى وفيروز اتى قريضك يزهى في محاسنه * زهو الربى باشرت أنفاس نيروز يا حسنه لو كفينا حين يبهجنا * خطب النبارم فيه والشواريز أقررت بالعجز والألباب قد حكمت * به علي فقدك اليوم تعجيزي جوز قريضي في بحر القريض فكم * من قائل عد قوالا بتجويز ان عدت في حلبة تجري بها طمعا * اني لأشجع من عمرو بن جرموز انا لمن معشر حطوا رحالهم * لما استبيروا على اسطمة الخوز لا تعرف الكشم والطرذين يوم قرى * ولا الغبوق على لحم وخاميز واهدى ابن خلاد اليه كتابا في الأطعمة وابن العميد ناقة من علة كانت به فكتب إلى ابن خلاد قصيدة منها: