الدولة بن بويه وقال في حوادث سنة 359: في هذه السنة جهز ركن الدولة وزيره أبا الفضل بن العميد في جيش كثيف وسيرهم إلى بلد حسنويه وكان سبب ذلك أن حسنويه بن الحسين الكردي كان قد قوي واستفحل أمره لاشتغال ركن الدولة بما هو أهم منه ولأنه كان يعين الديلم على جيوش خراسان إذا قصدتهم فكان ركن الدولة يراعيه لذلك ويغضي على ما يبدو منه وكان يتعرض إلى القوافل وغيرها بخفارة فبلغ ذلك ركن الدولة فسكت عنه فلما كان الآن وقع بينه وبين سهلان بن مسافر خلاف أدى إلى أن قصده سهلان وحاربه وهزمه حسنويه فانحاز هو وأصحابه إلى مكان اجتمعوا فيه فقصدهم حسنويه وحصرهم فيه ثم إنه جمع من الشوك والنبات وغيره شيئا كثا وفرقه في نواحي أصحاب سهلان والقى فيه النار وكان الزمان صيفا فاشتد عليهم الأمر حتى كادوا يهلكون فلما عاينوا الهلاك طلبوا الأمان فأمنهم فاخذهم عن آخرهم وبلغ ذلك ركن الدولة فلم يحتمله له فحينئذ أمر ابن العميد بالمسير إليه فتجهز وسار في المحرم ومعه ولده أبو الفتح فلما وصل إلى همذان توفي بها وقام ولده مقامه فصالح حسنويه على مال أخذه منه وعاد إلى الري إلى خدمة ركن الدولة.
تنبيه توهم بعض الفضلاء إن حسنية اسم جارية أسلمت زمن الرشيد العباسي وقال إنها كانت عالمة فاضلة مدققة بصيرة بالأخبار والآثار الفارسية التي جمعها الشيخ أبو الفتوح الرازي الحسين بن علي بن محمد الخزاعي صاحب التفسير المشهور في قصة مناظرتها في مسالة الإمامة في مجلس الرشيد معروفة يظهر منها أنها في غاية الفضل إنتهى وهذا وهم فأبو الفتوح وضع رسالة عن لسان جارية سماها حسنية ولا وجود لها، بطريق ما يسمونه اليوم رواية. والرسالة بالعربية وترجمها إلى الفارسية الشيخ إبراهيم الأسترآبادي الملقب كركين كما ذكرناه في ترجمته وهذا كما فعل السيد علي بن طاوس صاحب الاقبال من وضعه كتاب الطرائف المعروف ونسبته إلى عبد المحمود الذمي حتى اشتبه ذلك علي جماعة من الفضلاء فيما يقال ظنوا ان ذلك أمرا واقعا وإن كتاب الطرائف لعبد المحمود المصدر باسمه الكتاب على أن صاحب الرياض قال إن انتساب تلك الرسالة إلى أبي الفتوح لم يثبت واحتمل أن تكون تلك الرواية مروية عن أبي الفتوح أيضا فوضع رسالة بالفارسية على لسان من اسمه يوحنا على أنه كان نصرانيا وأسلم وفحص عن المذهب الحق حتى عرفه واختاره. ثم إن صاحب الرياض في ترجمة أبي الفتوح الحسين بن علي ضبط اسم حسنية بضم الحاء وسكون السين المهملتين وكسر النون وفتح المثناة المشددة وبعدها هاء وإذا كان اسمها مخترعا فما الذي أعلمه أن مخترعه اخترعه على هذا الضبط ولعله اخترعه بفتح الحاء والسين.
نقد الكتاب جاءنا من صاحب الذريعة حفظه الله ما صورته: ذكرتم في حرف الباء ج 13 الآقا بزرگ المشهدي والآقا بزرگ الطهراني ثم المشهدي وهما واحد قطعا وجزما.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين. وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عفا الله عن جرائمه: هذا هو الجزء الخامس والعشرون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله تعالى لاكماله أوله من اسمه حسون ثم من اسمه حسين ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق ونسأله العصمة من الخطا والخطل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
872: السيد حسون البراقي اسمه حسين بن أحمد بن الحسين 873: الشيخ حسون بن عبد الله بن مهدي الحلي.
وحسون كأنه تبديل حسين ولد سنة 1250 وتوفي بالحلة سنة 1305 ونقل إلى النجف الأشرف فدفن فيه. قال اليعقوبي: ورثاه عامة شعراء الفيحاء، وربما رثاه بعضهم بقصيدتين أو ثلاث، وممن أجاد في تأبينه ورثائه الشاعر الفحل الحاج حسن القيم المتوفى سنة 1318 ه في قصيدة نقلتها من ديوانه المخطوط مطلعها:
سار بالعالمين ركب الحمام * أم على النعش أنت كل الأنام لم تكن في مثواك خامرها السكر * ولكن مطاشة الأحلام يا سقيناه وهو غير محيل * درة الجفن قبل سقيا الغمام ووقفنا لوث الإزار عليه * فعقرنا القلوب قبل السوام ماجد يرتدي بسابقة المجد * ويعتم بالفخار القدام ومنها:
وإذا الأرض هزها مصمئل * قال قري يا ارض في أحلامي لم يزل ناشرا لنا كل فضل * خص آل النبي أزكى الأنام فهم الوارثون أكرومة المجد * قديما من هاشم لا هشام ينحرون البزل المصاعيب للوفد * ويكفون عيلة الأيتام من عليه يزر للباس والبؤس * رداء المطعان والمطعام أنت أنت الفرد الذي لم ينازعك * شريك على المساعي العظام قد أقمت الفعل الجميل مع الناس * مقام الأرواح في الأجسام انا قصرت في الرثا ولو اني * أفرع الشعر عن لسان النامي لم يحرر الا وماء سواد * العين كان المداد في اقلامي كان شاعرا أديبا خطيبا ذكره الشيخ محمد علي اليعقوبي فيما كتبه في مجلة الاعتدال فقال: كان من أساطين الخطباء، ولمواعظه ونصائحه الأثر البليع في قلوب سامعيه، ولعله كان العلم الفرد بين الذاكرين والقراء على كثرة من اشتهر منهم في بلده، مقدما بين أدبائها، مبجلا لدى عظمائها، لم تزل ألسن مشايخ الحلة ومعمريها تلهج بعاطر ذكره، وحسن سيرته، وتطريه بكل تجلة وكرامة، وتثني على مكارم أخلاقه، وسجاحة طبعه، وعظيم نسكه وصلاحه، وكان مكثرا من النظم مجيدا في أكثر ما نظم رقيق الألفاظ سهل الأسلوب ولم يجمع شعره في حياته ولم يجمعه أحد بعد وفاته فعاثت به أيدي الشتات ولم يوجد منه الا النزر القليل عند بعض سراة بلده كال القزويني وغيرهم ممن كانوا يخطبون منه بنات أفكاره فيزفها إليهم بلا مهر عند اقتضاء واجبات الحقوق.
ووصفه السيد حيدر في تقريضه لكتابه العقد المفصل بقوله: هو