954: الشيخ حسين ابن الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله بن أحمد الخزرجي الدجيلي النجفي.
ولد في النجف سنة 1248. وتوفي سنة 1305 وكان زار مشهد الكاظمين ع فمرض هناك وعاد إلى النجف مريضا فتوفي بين بغداد وكربلاء عند القنطرة البيضاء على ثلاثة أميال من كربلاء وكان معه ولده فحمل إلى النجف ودفن في الصحن الشريف.
والخزرجي نسبة إلى قبيلة عربية تسكن الدجيل تسمى خزرج والدجيلي نسبة إلى الدجيل بلفظ التصغير بلد بين سامراء وبغداد لأن جدهم الشيخ عبد الله هاجر منها إلى النجف ودجيل في الأصل اسم نهر، وفي معجم البلدان: دجيل اسم نهر مخرجه من أعلى بغداد بين تكريت وبينها دون سامراء فيسقي كورة واسعة وبلادا كثيرة منها أوانا وعكبرا والخطيرة وصريفين وغيرها ثم تصب فضلته في دجلة ومن دجيل هذا مسكن وينسب اليه أحمد بن الفرج الدجيلي من أهل بغداد ولي القضاء بدجيل اه وربما فهم من ذلك ان مجموع القرى التي على هذا النهر تسمى دجيل ولعل هذا البلد الذي يسمى الآن الدجيل كان منها والله أعلم.
وآل الدجيلي فيما كتبه الشيخ محمد علي اليعقوبي في مجلة الاعتدال النجفية أسرة عربية نبغ منها في النجف عدد لا يستهان به من حملة العلم وأهل الفضل والأدب وترجع بالنسب إلى قبيلة خزرج القاطنة في الدجيل البلد المعروف بين سامراء وبغداد وجدهم الأول الذي تفرغوا منه في النجف بعد هجرته إليها من الدجيل هو جدهم الاعلى الشيخ عبد الله بن أحمد الذي قدم النجف مهاجرا واستوطنها مجاورا على عهد الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في أوائل القرن الماضي وكان من أخص ملازميه ونبغ في أواسط القرن المذكور ولده الشيخ احمد ومرت ترجمته في الجزء التاسع وكان من شيوخ العلم والأدب ويقال ان له ديوانا كبيرا لم نقف الا على بعض المقاطيع منه في المجاميع لكنه لم يذكر منها شيئا وأعقب الشيخ أحمد عدة أولاد منهم الشيخ حسين المترجم كان أنبه اخوته ذكرا وأشهرهم أدبا وعلما كان أكثر دراسته فقها وأصولا على السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم والشيخ جواد محيي الدين وله نظم رائق جزل الألفاظ حسن المعاني الا انه لم يدونه في حياته ولم يجمع بعد وفاته ا ه وفيما كتبه الينا بعض الفضلاء من النجف ولا نتذكر الآن اسمه انه اخذ عن الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وعن السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع ومن نوادره انه مرت سنة شديدة البرد ولم يكن عنده عباءة فكتب أبياتا وجاء بها إلى مجلس.
الدرس وألقاها إلى جنب شيخه الشيخ مهدي ولم يكتب اسمه فيها ظنا منه انه يعرفها انها له وهي هذه:
يا واحدا والمساعي الغز قد جمعت * فيه وليس له ثان بنيل يد وافى الشتاء بجيش البرد وأدرعت * له الخلائق بالأثواب لا الزرد وبافتقادي كاف الكيس قد فقدت * عين العباءة مني منتهى الأبد فاسمح بها واقمع البرد الذي نفذت * سهامه في الحشي يا بيضة البلد فلما قرأها الشيخ مهدي ظن أنها للشيخ إبراهيم بن صادق العاملي لأنه كان مشهورا بالشعر أكثر من المترجم فاشترى عباءة وأرسلها للعاملي فلما علم المترجم بذلك أرسل إلى الشيخ مهدي ثانيا هذه الأبيات:
لا صارمي يوم القراع قد نبا * ولا جواد السبق مني قد كبا قد مسني البرد فكنت اتقي * منه بثوب ولحاف وقبا وقد شكوت حاله لعيلم * قد فاق أهل العصر جدا وأبا فظن شعري مذ رآه رائقا * وفائق النظم لبعض الأدبا اما درى ما في الحديث مسندا * عن النبي العربي المجتبى أهل العبا كان حسين منهم * ما كان إبراهيم من أهل العبا ومن شعره قوله:
زارتك سعدى والكواكب * عثرت بأذيال الغياهب صدقتك موعد وصلها * ولطالما قد كان كاذب من بعد ما هجد السمير * وهومت عين المراقب امنت نميمة اثرها * عفته أطراف الذوائب بتنا بحيث كؤوسنا * تهوي كما هوت الكواكب ملأ السقاة بطونها * حمراء طيبة المشارب راح تضئ كأنها * تبر من الاقداح ذائب قد طاف فيها أغيد * احوى لذيل الدل ساحب وسنان غنج جفونه * امضى من البيض القواضب سقيا لهاتيك الأبا * طح والروابي والملاعب قد عاد لي فيها الصبا * فكأنه ما كان ذاهب ومن شعره قوله أيضا:
بحق الهوى ان كنت تعرفه حقا * أدرها وخذ نسكي فان الطلا أبقى ولا تبتئس ان قيل تشقى بشربها * فقم هاتها صرفا ودعني بها أشقى وبكر بها بكرا بكف مهفهف * أغن بماء الغنج أجفانه غرقى معتقة صفراء تحسب لونها * صفاء أعار الورس لكنه أنقى إذا فضها والليل داج يحيله * سنا من سناها يملأ الغرب والشرقا تعاطيتها والليل أرخى سدوله * علي ومعتل النسائم قد رقا وقد غفل الرواد عنا وهيمنت * لنا بفنون اللهو في سجعها الورقا وله:
أمن البدور المشرقات خدود * ومن الليالي الحالكات جعود ومن الحميا ما تدار من اللمى * معسولة ومن الثغور برود ومن الشمائل شمال مبلولة * ومن القلوب جلامد وحديد اني وان طرق المشيب عوارضي * واللهو عن سنن المشيب بعيد لكن أعادت لي زمان شبيبتي * سعدي وأوراق للتداني عود سمحت بزورتها ومربع أهلها * شيح الأبيرق والمزار زرود من بعد ما هجد الوشاة وانما * اهنى الزيارة والوشاة هجود صمت خلاخلها وجال وشاحها * فله على اعطافها ترديد هيفاء مائسة القوام جذبتها * فتجاذبت ولوشيها تغريد جيداء ما طالت عرى اقراطها * الا لأن هويهن بعيد مهما يحركها النسيم تخالها * غصنا يحركه الصبا فيميد وله أيضا مشطرا والأصل لبعضهم:
بليت باغيد غنج أغن * كحيل ناعس الأجفان ألمى بنفسي افتديه لأي ذنب * يرى وصل المحب عليه ظلما يعللني بهل وعسى وحتى * فيودع بالحشى التعليل كلما