أشعاره ليست بمكان من المتانة وان كثرت وقاربت سبعة آلاف بيت كما قاله في أمل الآمل وأورد له في أمل الآمل من قصيدة يرثي بها شيخه صاحب المدارك قوله:
هو الحزن فابك الدار ما نظم الشعرا * أديب وما طرف الدجى رمق الشعرى واني كالخنساء قد طال نوحها * وقد عدمت من دون أمثاله صخرا فقل لغراب البين يفعل ما يشا * فمن بعد شيخي لا أخاف له غدرا شريف له عين الكمال مريضة * علاها دخان الغين فهي به عبرى أأنسى أميرا في الفؤاد لأجله * مديد عذاب ما وجدت له قصرا قال المؤلف ووجدت له شعرا * على ظهر كتاب مخطوط منه قوله:
ضم الزمان شتيت الهم والألم * لخفض كل رفيع من ذوي الكرم ومن يميزه حال يشير بها * فوق السماء بخلق طاهر الشيم يسود الدهر قوما في جباههم * لمع السواد من العصيان واللمم ولست ممن غدا يشكو لضائقة * شكوى الجريح من الآلام والسقم انا الذي ما اتى هم له خطر * الا رفعت له كالمفرد العلم وما اختصمت انا والدهر في زمن * الا احتكمت بفخري لا إلى حكم ولم أقل لفراق الألف من قلق * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم وقوله:
عش في الزمان وحيد أما حييت ولا * تطلب مودة خل في المهمات فربما خذل الإنسان صاحبه * حال المضيق وأوقات الملمات وقد رأيت من اللائي وثقت بهم * حالا يكون بها أس العداوات وقوله:
إذا ما امرؤ رام الصديق حقيقة * فقد رام شيئا فوق هام الكواكب على أن في لفظ الصديق تجوزا * ومعناه معدوم بصدق التجارب وقوله:
تجنب صديقا حاله حال جملة * أتت خبرا فهو العدو بلا شك وكن حذرا ممن يروم تعلقا * فيخفض إذ هذا إلى وعلى يحكي وكأنه أراد مباراة قول القائل:
تجنب صديقا مثل من واحذر الذي * يكون كاي بين عرب واعجم فان قرين السوء يعدي وشاهدي * كما شرقت صدر القناة من الدم وفي خلاصة الأثر: وقفت له على أشعار كثيرة في مجموع جمع فيه صاحبه المدائح التي مدح بها الأمير فخر الدين بن معن فانتقيت بعضا منها من ذلك قوله من قصيدة مدح بها الأمير المذكور مطلعها:
لنا في هوى ذات الوشاح مقاصد * وفي خالها للعاشقين مراصد على حبها نحيا ونحشر في الهوى * ونحن على ميثاقها نتعاهد يقد قلوب الأسد مائس قدها * وللصيد منها في الجفون مصائد أعارت شريد الريم حسن تلفت * كما قد اعارتها العيون الأوابد موردة الخدين دعجاء طفلة * برهرهة خمصانة البطن ناهد فريدة حسن هام عند جمالها * وطيب شذاها مستقيم وفاسد تعلمت البيض البواتر فتكها * ومن لينها سمر الرماح موائد اسال دم العشاق سيف لحاظها * على وجنتيها والغرام مساعد أذاب على الخدين ورد شقائق * بأكنافه ذوب الشبيبة جامد مهاة متى القت عقارب صدغها * تشكل منها في القلوب أساود فتاة كان الصبح فوق جبينها * وبدر الدجى من جيبها متصاعد كان هلال الصوم واضح طوقها * ومن خلفه نظم النجوم قلائد كان خفوق البرق قلب عشيقها * إذا لامه بين المحافل زاهد كان سنا أوصافها مدح كامل * وبسط ثناه والأنام شواهد قال وهي طويلة جدا فلنكتف منها بهذا المقدار اه.
ووجدنا مجموعة كتب في آخرها: كتبه العبد الفقير محمد صادق بن إبراهيم بن محمد الحريري الحرفوشي لأجل حاج الحرمين الشريفين الحاج محمد سلمه الله تعالى في غرة جمادى الثانية من شهور سنة 1101 ومما جاء فيها من شعر الشيخ حسن الحانيني قوله:
يا قاهر الجبابرة * وكاسر الأكاسرة بالمصطفى والمرتضى * مع النجوم الزاهرة اغفر لنا ما قد مضى * ونجنا في الآخرة وقوله:
ترى قبري يكون باي ارض * واي محلة فيها ترابي وما بعد الممات يكون حالي * إذا حضر الملوك وما جوابي لقد أثقلت ظهري بالخطايا * ونفسي في عذاب من حسابي عسى المولى يجود لنا بعفو * ويمحو ما تحرر في كتابي وله مراسلة إلى ابن أخته الشيخ لطف الله جوابا لكتاب منه:
خليلي ان رمت السرور فغن لي * بأوصاف لطف الله فهي جمال فتى رقمه فيه انتظام جداول * على الفضة البيضاء فهي مثال اتانا كتاب من رسوم يمينه * تقاصر عنه في المجال رجال هو السحر ممزوجا بكأس مذاقه * يروقها الرواق فهي حلال يتيه على الدنيا بآية فضله * وتفصيله للسامعين جلال وقال في عيناثا:
مقامي بعيناثا مقام ابن مريم * لدى عصبة تنفي مقام ابن مريم قطعت بها عمرا نشا بين عصبة * كرام وجمع في دلال ومغنم فوا اسفا لو كان للصبر موضع * ووا حر قلبي قد عفا بالتندم يذكرني هذا النكاد اوينة * مضت بين أحلاف الوفا والتقدم فأصبح سكرانا بغير مدامة * أزج فؤادي في سعير التلوم وما ضاقت الأرض الفجاج على امرئ * غدا بين قوم امرهم غير مبهم فما الأرض عيناثا ولا الناس أهلها * جميعا وقلبي ليس فيها بمغرم لمثلي يقضي العمر ما لعبت به * خيول الأذى بين الأسى والتكتم وفي حلبة العيوق فسكل همتي * يصول بمجد ماله من مهدم ونفسي على هام السماك نزولها * لها بازدياد المجد صولة ضيغم مسلمة أقوالنا عند غيرنا * ونحن إذا شئنا له لم نسلم لئن كنت ارضى ان أكون قضيته * ركبت وجيد المقت عن كل مسلم كذا.