القاضي بن البساط البغدادي لابن وكيع التنيسي وهو أحسن ما قيل في مدح السفر:
تغرب على اسم الله والتمس الغنا * وسافر ففي الاسفار خمس فوائد تفرح نفس والتماس معيشة * وعلم وآداب ورتعة ماجد فان قيل في الاسفار ذل وغربة * وتشتيت شمل وارتكاب شدائد فللموت خير للفتى من مقامه * بدار هوان بين ضد وحاسد وأنشدني الشيخ أبو بكر أيده الله قال أنشدني أبو يعلي سعيد بن أحمد الشروطي بالرملة لابن وكيع:
يحسن النحو في الخطابة والشعر * وفي لفظ سورة وكتاب فإذا ما تجاوز النحو هذي * فهو شئ من المسامع ناب وله أيضا:
ان شئت ان تصبح بين الورى * ما بين شتام ومغتاب فكن عبوسا حين تلقاهم * وخاطب الناس باعراب 400:
الحسن بن علي الأحمري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه وعن أبي عبد الله ع روى عن معاوية بن وهب وغيره وروى عنه عنبسة بن عمرو وذكره في رجال الصادق ع في موضعين فقال الحسن بن علي الأحمري.
التمييز في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي الأحمري برواية عنبسة بن عمرو عنه وروايته هو عن معاوية بن وهب. 401:
الخواجة نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي ولد سنة 408 وقتل 10 رمضان سنة 485.
ذكرناه في ج 1 من هذا الكتاب في عداد وزراء السلجوقية الشيعة ولسنا نعلم الآن ماخذه ولا بد ان نكون اخذناه مصدر معتمد مع اننا فتشنا الآن على ماخذه فلم نجده.
أقوال العلماء فيه قال ابن الأثير في الكامل: كان عالما دينا جوادا عادلا حليما كثير الصفح عن المذنبين طويل الصمت ومجلسه عامر بالقراء والفقهاء وأئمة الدين وأهل الخير والصلاح امر ببناء المدارس في سائر الأمصار والبلاد اجرى لها الجرايات العظيمة وأملى الحديث ببغداد وخراسان وغيرها وكان يقول اني لست من أهل هذا الشأن ولكني أحب ان اجعل نفسي على قطار نقلة حديث رسول الله ص وكان إذا سمع المؤذن امسك عن كل ما هو فيه وبدأ بالصلاة وإذا غفل المؤذن امر الاذان واسقط المكوس والضرائب وكان الوزير عميد الملك الكندري حسن للسلطان طغرل لعن الرافضة فأمره بذلك فأضاف إليهم الأشعرية ولعن الجميع وفي هذا نظر لان الكندري شيعي بنص ابن كثير فلا بد ان يكون وقع هنا اشتباه فلهذا فارق كثير من الأئمة بلادهم كامام الحرمين وأبي القاسم القشيري وغيرهما فلما ولى ألب أرسلان السلطنة اسقط نظام الملك ذلك جميعه وأعاد العلماء إلى أوطانهم وكان إذا دخل عليه القشيري وأبو المعالي الجويني يقوم لهما ويجلس في مسنده وإذا دخل عليه أبو علي القارمذي يقوم اليه ويجلسه في مكانه ويجلس بين يديه فقيل له في ذلك فقال إن هذين وأمثالهما إذا دخلوا علي يثنون علي بما ليس في فيزيدني ذلك عجبا وتيها وهذا الشيخ يذكر لي عيوب نفسي وما انا فيه من الظلم فتنكسر نفسي وارجع عن كثير مما انا فيه ومن هنا يعلم أن من يتزلفون إلى الحكام بالثناء عليهم بالباطل ينقصون عندهم ومن صدقهم القول عظم في أعينهم قال: وقال نظام الملك كنت أتمنى ان يكون لي قرية خالصة ومسجد اتفرد فيه لعبادة ربي ثم بعد ذلك تمنيت ان يكون لي قطعة ارض أتقوت بريعها ومسجد اعبد الله فيه واما الآن فأتمنى ان يكون لي رغيف كل يوم ومسجد اعبد الله فيه. وكانت عادته ان يحضر الفقراء طعامه ويقربهم اليه ويدنيهم قيل كان ليلة يأكل الطعام وبجانبه اخوه أبو القاسم وبالجانب الاخر عميد خراسان والى جانب العميد انسان فقير مقطوع اليد فرأى نظام الملك العميد يتجنب الاكل مع المقطوع فقرب المقطوع اليه واكل معه وأخباره كثيرة قد جمعت لها المجاميع السائرة في البلاد اه. وفي مختصر تاريخ آل سلجوق بعد ذكر فتوحات ملك شاه السلجوقي قال وهذه السعادة كلها انما تيسرت بسعادة الوزير الكبير خواجة بوزرك قوام الدين نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق رضي أمير المؤمنين الوارف الظل الوافر الفضل وكانت وزارته للدولة حلية كأنما خلقه الله للملك والجلالة وكان الاقبال له معلما والطفر مسخرا قد مشى في ركابه سلطان العرب مسلم بن قريش وقبل حافر مركوبه وكانت ملوك الروم وغزنة وما وراء النهر في ظل حمايته وكانت ملوك الأطراف يقبلون كتفه ويتشرفون بلبس خلعه وكانوا انجادا له وجر الجحافل الثقيلة وبقي في الوزارة ثلاثين سنة قال وكانت علامة نظام الملك الحمد لله على نعمه وكان مؤيدا موفقا مخصوصا من الله بالنصر والدهماء ساكنة في أيامه وأهل الدين والعلم راتعون في انعامه وفي أيامه نشا للناس أولاد نجباء وتوفر على تهذيب الأبناء الاباء ليحضروهم في مجلسه فإنه كان يرشح كل أحد لمنصب يصلح له بمقدار ما يرى فيه من الرشد والفضل ومن وجد في بلده قد تميز في العلم بنى له مدرسة ووقف عليها وقفا وجعل فيها دار كتب وكأنما عناه أبو الضياء الحمصي بقوله:
وما خلقت كفاك الا لأربع * وما في عباد الله مثلك ثاني لتجريد هندي واسداء نائل وتقبيل أفواه واخذ عنان وظهر من تدبيره في سياسة الممالك ما قاله سليمان بن عبد الملك عجبت لهؤلاء الأعاجم ملكوا ألف سنة فلم يحتاجوا الينا ساعة وملكنا مائة سنة لم نستغن عنهم ساعة وفي عصره نشأت طبقات الكتاب الجياد وفرعوا المناصب وولوا المراتب ولم يزل باب بابه مجمع الفضلاء وملجأ العلماء وكان نافذا بصيرا ينقب عن أحوال كل منهم ويسأل عن تصرفاته وخبرته ومعرفته ومن تفرس فيه صلاحية الولاية ولاه ومن رآه مستحقا لرفع قدره رفعه ومن رأى الانتفاع بعلمه رتب له ما يكفيه حتى ينقطع إلى إفادة العلم وربما سيره إلى إقليم خال من العلم. تولى الوزارة والملك قد اختل والدين قد تبدل بأواخر دولة الديلم وأوائل دولة الترك وقد خربت الممالك بين اقبال هذه وادبار تلك فأعاد الملك إلى النظام وعمر الولايات وكانت العادة جارية بجباية الأموال وصرفها إلى الأجناد فرأى أن الأموال لا تحصل من البلاد لخرابها ولا يصح منها ارتفاع فاقطعها الأجناد فتوفرت دواعيهم يدلون بنسبه ويستطيلون لأنهم ذوو قرابته فقصر أيديهم وساس جمهورهم بتدبيره وربما قرر لجندي