وأودعت في أذن الأصم فرائدا * فعاد أصم القوم يملي ويخبر وأبرزت من بحر الذكاء جواهرا * فأغنيت ذا جهل فلم يبق معسر وأجريت منها للبرية ابحرا * بها عاد روض العلم يزهو ويزهر وانبطت من عين الحياة مناهلا * بها يرد الظامي اللهيف ويصدر ونورت في بحر الظلام أدلة * بها وجه هذا الدين بالحق مسفر وشتان ان البحر ينفذ ماؤه * وها بحرك الطامي يفيض ويزخر وان البحار السبع في هيجانها * وفي مدها عن بحر علمك تقصر الا ان هذا الدين فيه قوامه * وفيه إذا انهارت مبانيه يعمر تدين ملوك الأرض طوعا لامره * وتقصر عن أدنى علاه وتصغر لقد شرف الأفواه من لثم كفه * وأصبح فيه الفخر يسمو ويفخر فهل حسن ينهي عديد فضائل * لها الخلق طرا ليس تحصى وتحصر فلو ان سحبان الفصيح مشاهد * فصاحته أعياه ما منه يبصر فلا زال ربع الأنس يزهو بأنسه * ولا زال منه الفضل للخلق يغمر وانشائها فيكم واني مقصر * ومن شيم السادات للعبد تعذر وقال يمدحه أيضا:
مولى على طرف الثمام نواله * في الناس بين مقسم وموزع والناس من عظم المهابة خشع * فتراهم من سجد أو ركع السيد الحسني والشهم الذي * في وصفه تاه اللبيب الألمعي الصبح يقصر عن تبلج وجهه * والشمس تخجل من بدو المطلع تجري العلوم مفاضة من سيبه * فكأنها من سيب بحر مترع يا أيها المهدي يا من هديه * للناس عند الخوف امنع مفزع ولاك قائمنا فكنت وكيله * فلغير بابك ما لنا من مرجع لولا وجودك قائما من بعده * بالامر قام لرعي حق ما رعي عجبا لنا نخشى الزمان وأنت ما * بين الأنام بمنظر وبمسمع فاقبل على التقصير واعف فإنه * طبع خلقت له بغير تطبع أهديتها ورجاي يا مولاي ان * ذا اليوم تقبلني وتقبل ما معي 781: الحسن بن المنذر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع مع أخيه الحسين.
782: الحسن بن منصور.
روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي عن نصر بن الصباح البجلي أبو القاسم قال حدثني إسحاق بن محمد البصري حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن سنان عن الحسن بن منصور قال قلت للصادق ع كان سلمان محدثا قال نعم قلت من يحدثه قال ملك كريم قلت فإذا كان سلمان كذا فصاحبه اي شئ هو قال اقبل على شانك اه وروي في أحد الصحاح الستة عن بعض الصحابة أنه قال ما معناه كنت احدث اي تحدثني الملائكة حتى اكتويت فلما اكتويت انقطع عني.
783: جلال الدين الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك المعروف بابن شواق الأسنائي المصري.
ولد في رمضان 632 وتوفي سادس جمادى الآخرة 706.
والأسنائي نسبة إلى أسنا بلد بصعيد مصر.
ذكره صاحب الطالع السعيد فقال: كان رئيس الذات والصفات حسن الاخلاق كريما في نهاية الكرم جوادا يخجل جوده الديم حليما في الحلم علم أوضح للسارين من علم شاعرا أديبا عاقلا لبيبا تنتمي اليه أهل الأدب وتنسل اليه الفضلاء من كل حدب واسع الصدر رحب الذراع كريم القدر كثير الاتضاع وكان بنو السديد بأسنا تحسده وتعمل عليه حتى أوصلوا شرا اليه وعلموا عليه بعض العوام فرماه بالتشيع. ولما حضر بعض الكشاف إلى أسنا حضر اليه شخص يقال له عيسى بن إسحاق واظهر التوبة من الرفض وقال إن شيخهم ومدرسهم فيه القاضي جلال الدين المذكور، فصودر واخذ ماله ولما وصل إلى القاهرة اجتمع بالصاحب تاج الدين محمد ابن الصاحب فخر الدين ابن الصاحب بهاء الدين فأعجبه وطلب منه ان يفطر عنده شهر رمضان فامتنع وقال: في مثل هذا الشهر يفطر عندي جماعة.
واخبرني الفقيه العدل جلال الدين محمد بن الحكيم عمر انه في تلك السفرة عرض عليه ان يكون في ديوان الإنشاء فلم يفعل وقال: لا تركت أولادي يقال لهم والدكم خدم. وعرض عليه ان يكون شاهد ديوان السلطان حسام الدين لاجين قبل ان يكون ملكا فلم يفعل. ورأيته وقد افتقر وهو لا يأكل وحده وإذا لم يكن عنده أحد طلب من يأكل معه، والناس ينتابونه ويقصدونه. وكان ريض الاخلاق حكي لي بعض أصحابنا انه في الصيف أغلق بابه وطلع إلى السطح وإذا بشخص من الفلاحين طرق الباب فكلمه فقال انزل، فظن أن ثم امرا مهما فنزل وفتح الباب، فقال له: علم الدين ابنك جاء إلى الساقية وسيب المهر على الوجمة يعني جرن الغلة فقال: ما ذا الا ذنب عظيم، اربط المهر وأغلق الباب. وطلع ولم ينزعج.
وله نظم رائق ونثر فائق ومن مشهور شعره ما أنشدني ابنه وغيره من أصحابه القصيدة الحائية التي أولها:
كيف لا يحلو غرامي وافتضاح * وانا بين غبوق واصطباح مع رشيق القد معسول اللمى * أسمر فاق على سمر الرماح جوهري الثغر ينحو عجبا * رفع المرضى لتعليل الصحاح نصب الهجر على تمييزه * وابتدا بالصد جدا في مزاح فلهذا صار أمري خبرا * شاع في الآفاق بالقول الصراح يا أهيل الحي من نجد عسى ان * تجبروا قلب أسير من جراح كم خفضتم قد صب حازم * ما له نحو حماكم من براح فلئن أفرطتموا في هجره * ورأيتم بعده عين الصلاح فهو راج لولا آل العبا * معدن الاحسان طرا والسماح قلدوا امرا عظيما شانه * فهو في أعناقهم مثل الوشاح أمناء الله في السر الذي * عجزت عن حمله أهل الصلاح هم مصابيح الدجى عند السرى * وهم أسد الشري عند الكفاح تشرق الأنوار في ساحاتهم * ضوؤها يربو على ضوء الصباح أهل بيت الله إذ طهرهم * فجميع الرجس عنهم في انتزاح آل طه لو شرحنا فضلهم * رجعت منا صدور في انشراح أنتم أعلى وأغلى قيمة * من قريضي وثنائي وامتداح جدكم أشرف من داس الحصى * في مقام وغدو ورواح وأبوكم بعده خير الورى * فارس الفرسان في يوم الكفاح وارث الهادي النبي المصطفى * ما على من قال حقا من جناح لو يقاس الناس جمعا بكم * لرجحتم جمعهم كل رجاح بابني الزهراء يرجو حسن * بكم الخلد مع الحور الصباح قد اتاكم بمديح نظمه * كجمان الدر في جيد الرداح