تتأتى الطير غدوته * ثقة بالشبع من جزره يا كريم الخال من يمن * وكريم العم من مضره قد لبست الدهر لبس فتى * أخذ الآداب عن غيره فادخر خيرا تثاب به * كل مذخور لمدخره قال ابن منظور: لما أنشد أبو عبد الله بن الأعرابي هذه القصيدة قال أحسن والله لو تقدم هذا الشعر في صدر الاسلام لكان في صدر الأمثال السائرة قال أبو الأصفر وكان من رواة أبي نواس: لما أنشدني أبو نواس هذه القصيدة فلما بلغ إلى قوله:
وإذا مج القنا علقا * وتراءى الموت في صوره راح في ثنيي مفاضته * أسدا يدمي شبا ظفره تتأتى الطير غدوته * ثقة بالشبع من جزره قلت له أحسنت والله وجاوزت الاحسان هذا والله ما لا يحسنه أحد ولم يبلغه متقدم ولا يلحقه متأخر فلما أنشدني:
كيف لا يدنيك من أمل * من رسول الله من نفره علمت أنه كلام ردئ موضوع في غير موضعه وإنه مما يعاب به لان حق سيدنا رسول الله ص أجدر أن يضاف إليه ولا يضاف هو إلى أحد فلما رأى ذلك في وجهي قال لي ويلك إنما أردت أن رسول الله ص من القبيل الذي هو منه كما قال حسان بن ثابت:
وما زال في الاسلام من آل هاشم * دعائم عز لا ترام ومفخر بهاليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير فقال منهم كما قلت من نفره أي من النفر الذين العباس منهم فما تعيب من هذا فعلمت أنه ضرب من الاحتيال ولكن قد أحسن المخرج منه إنتهى وفي رواية علي القاري في شرح الشفا أن أبا نواس قال ما يعيب هذا البيت إلا جاهل بكلام العرب. ومن غرر مدائحه في العباس بن عبيد الله بن أبي جعفر قوله من أبيات:
غرد الديك الصدوح * فاسقني طاب الصبوح واسقني حتى تراني * حسنا عندي القبيح قهوة تذكر نوحا * حين شاد الفلك نوح نحن نخفيها ويأبى * طيب ريح فتفوح أنا في دنيا من العبا * س أغدو وأروح هاشمي عبدلي * عنده يغلو المديح علم الجود كتاب * بين عينه يلوح بح صوت المال مما * منك يشكو ويصيح صور الجود مثالا * فله العباس روح فهو بالمال جواد * وهو بالعرض شحيح وقال يمدح العباس هذا أيضا من أبيات قال جامع ديوانه وأنشدنيها علي بن سليمان الأخفش عن جده عن أبي نواس:
حلت سعاد وأهلها سرفا * قوما عدى ومحلة قذفا وكان سعدى إذ تودعنا * وقد اشرأب الدمع أن يكفا فانظر إلى قوله وقد إشرأب الدمع ما أحلاه وأملحه وأعذبه:
رشا تواصين القيان به * حتى عقدن باذنه شنفا وتنوفة تمشي الرياح بها * حسرى ويقسم ماؤها نطفا كلفتها أجدا تخال بها * مرحا من الخيلاء أو صلفا وهب الجديل لها مدارعه * والقمة العلياء والشعفا قد قلت للعباس معتذرا * عن ضعف شكريه ومعترفا لا تسدين إلي عارفة * حتى أقوم بشكر ما سلفا وقال يمدح العباس أيضا من قصيدة:
يقولون في الشيب الوقار لأهله * وشيبي بحمد الله غير وقار إذا كنت لا أنفك عن طاعة الهوى * فان الهوى يرمي الفتى ببوار فها إن قلبي لا محالة مائل * إلى رشا يسعى بكأس عقار كان بقايا ما عفا من حبابها * تفاريق شيب في سواد عذار تردت به ثم إنفرى عن أديمها * تفري ليل عن بياض نهار حلفت يمينا برة لا يشوبها * فجار وما دهري يمين فجار لقد قوم العباس للناس حجهم * وساس برهبانية ووقار وعرفهم أعلامهم وأراهم * منار الهدى موصولة بمنار وأطعم حتى ما بمكة آكل * وأعطى عطايا لم تكن بضمار وحملان أبناء السبيل تراهم * قطارا إذا راحوا أمام قطار أبت لك يا عباس نفس سخية * بزبرج دنيانا وعتق نجار وإنك للمنصور منصور هاشم * وما بعده من غاية لفخار فجداك هذا خير قحطان واحدا * وهذا إذا ما عد خير نزار إليك غدت بي حاجة لم أبح بها * أخاف عليها شامتا فاداري فارخ عليها ستر معروفك الذي * سترت به قدما علي عواري وقال يمدح الفضل بن يحيى البرمكي من قصيدة وقد عيب عليه فيها قبح المطلع:
أربع البلى أن الخشوع لبادي * عليك وإني لم أخنك ودادي وإن كنت مهجور الفنا فبما رمت * يد الدهر عن قوس المنون فؤادي وإن كنت قد بدلت بؤسى بنعمة * فقد بدلت عيني قذى برقاد سأرحل من قود المهارى شملة * مسخرة لا تستحث أبحادي فكم حطمت من جندل بمفازة * وخاضت كتيار الفرات بوادي رأيت لفضل في السماحة همة * أطالت لعمري غيظ كل جواد ترى الناس أفواجا إلى باب داره * كأنهم رجلا دبى وجراد فيوما لالحاق الفقير بذي الغنى * ويوما رقاب بوكرت بحصاد تردى له الفضل بن يحيى بن خالد * بماضي الظبي يزهاه طول نجاد أمام خميس أرجوان كأنه * قميص محوك من قنا وجياد فما هو إلا الدهر يأتي بصرفه * على كل من يشقى به ويعادي سلام على الدنيا إذا ما فقدتم * بني برمك من رائحين وغاد بفضل بن يحيى أشرقت سبل الهدى * وآمن ربي خوف كل بلاد فدونكها يا فضل مني كريمة * ثنت لك عطفا بعد عز قياد خليلية في وزنها قطربية * نظائرها عند الملوك عتادي وما ضرها أن لا تعد لجرول * ولا للفتى كعب ولا لزياد