بل فازدهتني للصبا أريحية * يمانية ان السماح يماني وخرق يجل الكاس عن منطق الخنا * وينزلها منه بكل مكان تراه لما ساء الندامى ابن علة * وللشئ لذوه رضيع لبان إذا هو لقى الكاس يمناه خانه * أماويت فيها وارتعاش بنان تمنعت منه ثم أقصر باطلي * وصممت كالجاري بغير عنان وعنس كمرادة القذاف ابتذلتها * لبكر من الحاجات أو لعوان فلما قضت نفسي من السير ما قضت * على ما بلت من شدة وليان أخذت بحبل من حبال محمد * أمنت به من نائب الحدثان تغطيت من دهري بظل جناحه * فعيني ترى دهري وليس يراني فلو تسال الأيام ما اسمي لما درت * وأين مكاني ما عرفن مكاني أذل صعاب المشكلات محمد * فأصبح ممدوحا بكل لسان يغبك معروف السماء وكفه * تجود بسح العرف كل أوان وإن شبت الحرب العوان سما لها * بصولة ليث في مضاء سنان فلا أحد أسخى بمهجة نفسه * على الموت منه والقنا متداني خلفت أبا عثمان في كل صالح * وأقسمت لا يبني بناءك بان أخباره مع الأمين قال ابن منظور: كان الأمين معجبا بشعر أبي نواس محبا لمنادمته وفي ديوانه أنه وصف الفضل بن الربيع أبا نواس للأمين وكان قد عرفه الأمين أيام أبيه فلما أدخله عليه قام فأنشد:
يا دار ما فعلت بك الأيام * ضامتك والأيام ليس تضام عرم الزمان على الذين عهدتهم * بك قاطنين وللزمان عرام أيام لا أغشى لأهلك منزلا * الا مراقبة علي ظلام ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم * وأسمت سرح اللهو حيث أساموا وبلغت ما بلغ أمرؤ بشبابه * فإذا عصارة كل ذاك أثام وتجشمت بي هول كل تنوفة * هوجاء فيها جرأة أقدام تذر المطي وراءها فكأنها * صف تقدمهن وهي أمام وإذا المطي بنا يلغن محمدا * فظهورهن على الرجال حرام قربننا من خير من وطئ الحصى * فلها علينا حرمة وذمام رفع الحجاب لنا فلاح لناظر * قمر تقطع دونه الأوهام ملك إذا علقت يداك بحبله * لا يعتريك البؤس والاعدام ملك توحد بالمكارم والعلى * فرد فقيد الند فيه همام فالبهو مشتمل ببدر خلافة * لبس الشباب بنوره الاسلام ملك إذا اعتسر الأمور مضى به * رأي يفل السيف وهو حسام داوى به الله القلوب من العمى * حتى أفقن وما بهن سقام أصبحت يا ابن زبيدة ابنة جعفر * أملا لعقد حباله استحكام فسلمت للأمر الذي ترجى له * وتقاعست عن يومك الأيام فوصله بألف دينار وأمره بملازمة الدار وكان الناس قبل الفرزدق وأبي نواس من الشعراء وغيرهم يقولون عن الناقة إذا بلغت بهم المقصود لينحرنها قال ابن خلكان في ترجمة غيلان: الأصل في هذا المعنى قول الأنصارية المأسورة بمكة وكانت قد نجت على ناقة لرسول الله ص: يا رسول الله أني نذرت أن نجوت عليها أن أنحرها قال لبئسما جزيتها. وقال ذو الرمة في بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
إذا ابن أبي موسى بلال بلغته فقام بغاس بين وصليك جازر وأخذ هذا من قول الشماخ في عرابة الأوسي:
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين قال ابن خلكان: وتفسير هذا المعنى إنني لست أحتاج أن أرحل إلى غيرك فقد كفيتني وأغنيتني فلما جاء أبو نواس غير هذا المعنى إلى ما هو أحسن فحرم الركوب على ظهرها وأراحها من الكد في الأسفار فهو أتم في المقصود لكونه أحسن إليها في قبالة إحسانها إليه حيث أوصلته إلى الممدوح فقال:
وإذا المطي بنا بلغن محمدا فظهورهن على الرجال حرام إنتهى وقد سبق أبا نواس إلى ذلك الفرزدق حيث يقول:
علام تلفتين وأنت تحتي * وخير الناس كلهم أمامي متى تأتي الرصافة تستريحي * من الاسراع والدبر الدوامي قال أبو نواس فكنت مائلا لقول الشماخ إلى أن سمعت قول الفرزدق فتبعته وقلت:
أقول لناقتي إذ بلغتني * لقد أصبحت عندي باليمين فلم أجعلك للغربان نحلا * ولا قلت أشرقي بدم الوتين وقال يمدح الأمين وهو ولي عهد من قصيدة:
أقول والعيس تعروري الفلاة بنا * صعر الأزمة من مثنى ووحدان لذات لوث عفرناة عذافرة * كان تضبيرها تضبير بنيان يا ناق لا تسامي أو تبلغي ملكا * تقبيل راحته والركن سيان مد الاله عليه ظل مملكة * يلقى القصي بها والأقرب الداني أن يمسك القطر لا تمسك مواهبه * ولي عهد يداه تستهلان هو الذي قدر الله القضاء له * ألان يكون له في فضله ثان هو الذي امتحن الله القلوب به * عما تجمجم من كفر وإيمان وإن قوما رجوا إبطال حقكم * أمسوا من الله في سخط وعصيان لن يدفعوا حقكم إلا بدفعهم * ما أنزل الله من آي وبرهان فقلدوها بني العباس أنهم * صنو النبي وأنتم غير صنوان وإن لله سيفا فوق هامهم * بكف أبلج لا ضرع ولا وان يستيقظ الموت منه عند هزته * فالموت من نائم فيه ويقظان محمد خير من يمشي على قدم * ممن برا الله من أنس ومن جان وعن محاضرات الراغب قال أبو نواس لما نهاه الأمين عن شرب المدام:
أعاذل بعت الجهل حيث يباع * وأبرزت رأسا ما عليه قناع نهاني أمير المؤمنين عن الصبا * وأمر أمير المؤمنين مطاع ولهو لتأنيب الأمير تركته * وفيه للآه منظر وسماع وقال ابن منظور لما عمل أبو نواس قصيدته التي أولها: ومستعبد إخوانه بثرائه وتأتي في المواعظ والحكم وفيها يقول:
فوالله لا يبدي لساني بحاجة * إلى أحد حتى أغيب في قبري فلا يطمعن في ذاك مني طامع * ولا صاحب التاج المحجب في القصر