هناك وقال ابن خلكان في ترجمة الرضا ع وفيه يقول أبو نواس وذكر الأبيات الثلاثة المتقدمة وزاد عليها بيتا مع بعض المخالفة في الباقي:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه لك من جيد القريض مديح * يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلا ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعهن فيه قلت لا أستطيع مدح امام * كان جبريل خادما لأبيه قال وكان سبب قوله هذه الأبيات ان بعض أصحابه قال له ما رأيت أوقح منك ما تركت خمرا ولا طردا ولا معنى الا قلت فيه شيئا وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك الا اعظاما له وليس قدر مثلي ان يقول في مثله ثم انشد بعد ساعة هذه الأبيات. قال وفيه يقول أيضا وله ذكر في شذور العقود في سنة احدى أو اثنتين ومائتين : مظهرون نقيات جيوبهم الأبيات الأربعة الآتية. وفي عيون أخبار الرضا: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق حدثنا علي بن هارون الحميري حدثنا علي بن محمد بن سليمان النويلي قال إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا ع ولي عهده وان الشعراء قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا ع وصوبوا رأي المأمون في الاشعار دون أبي نواس فإنه لم يقصده ولم يمدحه ودخل إلى المأمون فقال له يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني وما أكرمته به فلما ذا ادخرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك فأنشأ يقول:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه لك من جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه فعلى ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه قلت لا اهتدي لمدح امام * كان جبريل خادما لأبيه فقال له المأمون أحسنت ووصله من المال بمثل ما وصل به كافة الشعراء وفضله عليهم وروى محمد بن أبي القاسم في كتابه بشارة المصطفى قال: أخبرنا الشيخ محمد بن شهريار الخازن في ذي القعدة سنة 510 قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين ع عند باب العباس الدرويستي قال حدثنا العباس الدرويستي بذلك المشهد المقدس في شعبان سنة 458 وهو متوجه إلى مكة للحج قال حدثني أبي محمد بن أحمد حدثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه حدثني أبي عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن ياسر الخادم قال لما جعل المأمون علي بن موسى الرضا ع ولي عهده وضربت الدراهم باسمه وخطب له على المنابر قصده الشعراء من جميع الآفاق فكان في جملتهم أبو نواس الحسن بن هانئ فمدحه كل شاعر بما عنده الا أبو نواس فإنه لم يقل فيه شيئا فعاتبه المأمون وقال له يا أبا نواس أنت مع تشيعك وميلك إلى أهل هذا البيت تركت مدح علي بن موسى مع اجتماع خصال الخير فيه فأنشأ يقول: قيل لي أنت أشعر الناس طرا الأبيات وزاد فيها:
قصرت ألسن الفصاحة عنه * ولهذا القريض لا يحتويه فدعا بحقة لؤلؤ فحشا فاه لؤلؤا انتهى. وفي العيون أيضا حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه حدثنا أبو الحسن موسى الرضا ع ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه أبو نواس فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب ان تسمعها مني فقال هات فأنشأ يقول:
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر فالله لما بدا خلقا وأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملأ الاعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور فقال له الرضا ع قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ثم قال يا غلام هل معك من نفقتنا شئ فقال ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال لعله استقلها يا غلام سق اليه البغلة. ورواه صاحب كتاب بشارة المصطفى بالسند الآتي عن ياسر الخادم مثله وزاد فدنا منه أبو نواس في الدهليز وانه بعد انشاده قال له الرضا ع أحسن الله جزاءك. وفي رياض العلماء: روى الحموئي في كتاب فرائد السمطين عن الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي عن الحاكم أبي عبد الله النيشابوري عن علي بن محمد بن عيسى عن الصدوق عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب إلى آخر السند والحديث السابقين وفي العيون أيضا حدثنا أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب بايلاق حدثني أبو الحسن محمد بن صفوان سفيان الغساني حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول خرج أبو نواس ذات يوم من دار فبصر براكب قد حاذاه فسال عنه ولم ير وجهه فقيل إنه علي بن موسى الرضا فأنشأ يقول:
إذا أبصرتك العين من بعد غاية * وعارض فيك الشك أثبتك القلب ولو أن قوما أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب وفي رياض العلماء وروى الحموئي أيضا باسناده عن أبي بكر محمد بن يزيد المبرد يقول خرج أبو نواس إلى آخر الحديث السابق. ومر عند الكلام على تاريخ وفاته منافاة تاريخها لهذه الأخبار فلا بد من القول اما بعدم صحة هذه الأخبار أو عدم صحة هذه التواريخ وانه لما كانت هذه الأخبار قد روتها الثقات تعين الثاني والله أعلم. كما مر ان المؤرخين لم يذكروا مجئ أبي نواس إلى خراسان وانه كان ملازما للأمين حتى مات فرثاه وذلك ينافي هذه الأخبار فراجع. ثم إن ابن شهرآشوب في المناقب ذكر أنه قال هذه الأبيات مع بعض زيادة وتغيير في أبيه الإمام موسى بن جعفر ع قال عند ذكر سيرة الامام بن جعفر ولقيه أبو نواس فقال:
إذا أبصرتك العين من غير ريبة * وعارض فيك الشك أثبتك القلب ولو أن قوما أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب جعلتك حسبي في أموري كلها * وما خاب من أضحى وأنت له حسب وعليه فيرتفع التنافي بين التاريخين لكن الأخبار الدالة على ملاقاة أبي نواس للرضا وللمأمون بخراسان كثيرة يصعب ردها والله أعلم وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات ويظهر انها في الإمام الباقر ع لأنه أوردها عند ذكر سيرته ع فقد قال أبو نواس:
فهو الذي قدم الله العلي له * ان لا يكون له في فضله ثاني