وإني لطرف العين بالعين زاجر * فقد كدت لا يخفى علي ضمير كما نظرت والريح ساكنة لها * عقاب بارساع اليدين ندور طوت ليلتين القوت عن ذي ضرورة * أزيغب لم ينبت عليه شكير فأوفت على علياء حين بدا لها * من الشمس قرن والضريب يمور تقلب طرفا في حجاجي مغارة * من الرأس لم يدخل عليه ذرور تقول التي من بيتها خف مركبي * عزيز علينا أن نراك تسير أما دون مصر للغني متطلب * بلى إن أسباب الغنى لكثير فقلت لها واستعجلتها بوادر * جرت فجرى في جريهن عبير ذريني أكثر حاسديك برحلة * إلى بلد فيه الخصيب أمير إذا لم تزر أرض الخصيب ركابنا * فأي فتى بعد الخصيب تزور فتى يشتري حسن الثناء بماله * ويعلم إن الدائرات تدور فما جازه جود ولا حل دونه * ولكن يصير الجود حيث يصير فلم تر عيني سؤددا مثل سؤدد * يحل أبو نصر به ويسير وأطرق حياة البلاد لحية * خصيبية التصميم حين تسور سموت لأهل الجور في حال أمنهم * فاضحوا وكل في الوثاق أسير إذا قام غنته على الساق حلية * لها خطوه عند القيام قصير فمن يك أمسى جاهلا بمقالتي * فان أمير المؤمنين خبير وما زلت توليه النصيحة يافعا * إلى أن بدا في العارضين قتير إذا غاله أمر فاما كفيته * وأما عليه بالكفاة تشير ثم قال يصف سفره إليه من بغداد إلى مصر:
إليك رمت بالقوم هوج كأنما * جماجمها تحت الرحال قبور رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا * من الصبح مفتوق الأديم شهير فما نجدت بالماء حتى رأيتها * مع الشمس في عيني أباع تغور وغمرن من ماء النقيب بشربه * وقد حان من ديك الصباح رسير ووافين إشراقا كنائس تدمر * وهن إلى رعن المدخن صور يؤممن أهل الغوطتين كأنما * ولم يبق من أجراحهن شطور لها عند أهل الغوطتين ثئور * وأصبحن بالجولان يرضخن صخرها وقاسين ليلا دون بيسان لم يكد * سنا صبجه للناظرين ينير وأصبحن قد فوزن عن نهر فطرس * وهن عن البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم * وفي الفرما من حاجهن شقور