وعن أسبابه في مرضه كلها وحين احتضر ومن تولى تغميضه (1) ومن غسله وما كفن فيه ومن حمله ومن صلى عليه ومن دفنه فلما فرغ من السؤال رفع صوته الحبس الحبس فكبر وكبر من كان معه فارتاب القوم ولم يشكوا أن صاحبهم قد أقر ثم دعا برجل آخر فقال له مثل ما قال للأول فقال يا أمير المؤمنين انما كنت واحدا من القوم وقد كنت كارها للقتل (2) وأقر بالقتل ثم دعاهم واحدا واحدا من القوم فأقروا أجمعون ما خلا الأول وأقروا بالمال جميعا وردوه وألزمهم ما يجب من القصاص فقال شريح يا أمير المؤمنين كيف كان حكم داود عليه السلام في مثل هذا الذي أخذته عنه؟
فقال علي عليه السلام مر داود عليه السلام بغلمان يلعبون وفيهم غلام منهم ينادونه يا مات الدين فيجيبهم فوقف عليهم داود عليه السلام فقال يا غلام ما اسمك؟ فقال مات الدين قال ومن سماك بهذا الاسم قال أمي قال أين أمك؟ قال في بيتها قال أمض بين يدي إليها فمضى الغلام فاستخرج أمه فقال لها داود هذا ابنك قالت نعم قال ما اسمه؟ قالت مات الدين قال ومن سماه بهذا الاسم؟ قالت أبوه قال وأين أبوه؟ قالت خرج مع قوم في سفر لهم لتجارة فرجعوا ولم يرجع فسألتهم عنه فقالوا مات و سألتهم عن ماله فقالوا مات وذهب ماله فقلت هل أوصاكم في أمرى بشئ فقالوا نعم أوصانا وأعلمنا انك حبلى فمهما ولدت من ولد فسميه مات الدين قال وأين هؤلاء القوم قالت حضور قال أمضى معي إليهم فجمعهم وفعل في امرهم مثل هذا الذي فعلته وحكم بما حكمت وقال للمرأة سمى ابنك عاش الدين.
232 (3) الجعفريات 126 - أخبرنا عبد الله أخبرنا محمد حدثني