وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح: * (ألم تنزيل) * (السجدة: 1) و * (هل أتى على الانسان) * (الانسان: 1) وفي صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: * (آلم تنزيل) * و * (هل أتى على الانسان) * رواه الجماعة إلا الترمذي وأبا داود، لكنه لهما من حديث ابن عباس.
وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند ابن ماجة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة: * (ألم تنزيل) * و * (هل أتى على الانسان) * وأورده ابن عدي في الكامل وفي إسناده الحرث بن شهاب وهو متروك الحديث.
وعن ابن مسعود عند ابن ماجة أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: * (آلم تنزيل) * و * (هل أتى) * وقد رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن علي بن أبي طالب عليه السلام عند الطبراني في معجميه الصغير والأوسط بنحو الذي قبله، وفي إسناده حفص بن سليمان الغاضري ضعفه الجمهور. (وهذه الأحاديث) فيها مشروعية قراءة تنزيل السجدة وهل أتى على الانسان. قال العراقي: وممن كان يفعله من الصحابة عبد الله بن عباس. ومن المتابعين: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وهو مذهب الشافعي وأحمد وأصحاب الحديث وكرهه مالك وآخرون. قال النووي: وهم محجوجون بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة المروية من طرق. واعتذر مالك عن ذلك بأن حديث أبي هريرة من طريق سعد بن إبراهيم وهو مردود، أما أولا فبأن سعد بن إبراهيم قد اتفق الأئمة على توثيقه. قال العراقي: ولم أر من نقل عن مالك تضعيفه غير ابن العربي، ولعل الذي أوقعه في ذلك هو أن مالكا لم يرو عنه.
قال ابن عبد البر: وأما امتناع مالك عن الرواية عن سعد فلكونه طعن في نسب مالك.
وأما ثانيا فغاية هذا الاعتذار سقوط الاستدلال بحديث أبي هريرة دون بقية أحاديث الباب. قال الحافظ: ليس في شئ من الطرق التصريح بأنه صلى الله عليه وآله وسلم سجد لما قرأ سورة تنزيل في هذا المحل إلا في كتاب الشريعة لابن أبي داود من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: غدوت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة في صلاة الفجر فقرأ سورة فيها سجدة فسجد الحديث. وفي إسناده من ينظر في حاله،