الصحابة، وكذلك السيوطي صنف جزءا في الأحاديث الواردة في إثباتها، وروي فيه عن جماعة من الصحابة أنهم كانوا يصلونها منهم أبو سعيد الخدر، وقد روى ذلك عنه سعيد بن منصور، وأحمد بن حنبل وعائشة. وقد روى ذلك عنها سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو ذر. وقد روى ذلك عنه ابن أبي شيبة وعبد الله بن غالب. وقد روى ذلك عنه أبو نعيم.
وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنه سئل: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلونها؟ فقال: نعم كان منهم من يصلي ركعتين، ومنهم من يصلي أربعا، ومنهم من يمد إلى نصف النهار. وأخر سعيد بن منصور أيضا في سننه عن ابن عباس أنه قال: طلبت صلاة الضحى في القرآن فوجدتها ههنا * (يسبحن بالعشي والاشراق) * (ص: 18). وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في الايمان من وجه آخر عن ابن عباس أنه قال: إن صلاة الضحى لفي القرآن وما يغوص عليها إلا غواص في قوله تعالى: * (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال) * (النور: 36). وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن عون العقيلي في قوله تعالى: * (إنه كان للأوابين غفورا) * (الاسراء: 25). قال: الذين يصلون صلاة الضحى.
(وأما احتجاج) القائلين بأنها لا تشرع إلا لسبب بما سلف، فالأحاديث التي ذكرها المصنف وذكرناها في هذا الباب ترده، وكذلك ترد اعتذار من اعتذر عن أحاديث الوصية والترغيب بما تقدم من الاختصاص، وترد أيضا قول ابن القيم أن عامة أحاديث الباب في أسانيدها مقال وبعضها منقطع، وبعضها موضوع لا يحل الاحتجاج به، فإن فيها الصحيح والحسن وما يقاربه كما عرفت. قوله في حديث الباب: وركعتي الضحى قد اختلف أقواله صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله في مقدار صلاة الضحى، فأكثر ما ثبت من فعله ثمان ركعات، وأكثر ما ثبت من قوله اثنتا عشرة ركعة. وقد أخرج الطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا: من صلى الضحى لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعا كتب من القانتين، ومن صلى ستا كفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانيا كتب من العابدين، ومن صلى اثنتي عشرة بنى الله له بيتا في الجنة قال الحافظ: وفي إسناده ضعف، وله شاهد من حديث أبي ذر رواه البزار وفي إسناده ضعف أيضا. وحديث أنس المتقدم فيه التصريح بأن الضحى اثنتا عشرة ركعة، وقد ضعفه النووي، قال الحافظ: لكن إذا ضم حديث أبي ذر وأبي الدرداء إلى حديث أنس قوي وصلح للاحتجاج، وقال أيضا: إن حديث أنس ليس