الطبراني عن سعيد بن جبير أن الذي رفع التراب فسجد عليه سعيد بن العاص بن أمية. وذكر أبو حيان في تفسيره أنه أبو لهب. وفي مصنف ابن أبي شيبة عن أبي هريرة:
أنهم سجدوا في النجم إلا رجلين من قريش أرادا بذلك الشهرة. وللنسائي من حديث المطلب بن أبي وداعة قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النجم فسجد وسجد من معه، فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد ولم يكن المطلب يومئذ أسلم. وإذا ثبت ذلك فلعل ابن مسعود لم يره أو خصه وحده بذكره لاختصاصه بأخذ الكف من التراب دون غيره. (والحديث) فيه مشروعية السجود لمن حضر عند القارئ للآية التي فيها السجدة. قال القاضي عياض: وكأن سبب سجودهم فيما قال ابن مسعود أنها أول سجدة نزلت، وأما ما يرويه الأخباريون والمفسرون أن سبب ذلك ما جرى على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الثناء على آلهة المشركين في سورة النجم فباطل لا يصح فيه شئ، لا من جهة العقل ولا من جهة النقل، لأن مدح إله غير الله كفر، ولا يصح نسبة ذلك إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أن يقوله الشيطان على لسانه، ولا يصح تسلط الشيطان على ذلك، كذا في شرح مسلم للنووي.
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سجد بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس رواه البخاري والترمذي وصححه. وعن أبي هريرة قال: سجدنا مع النبي (ص) في: * (إذا السماء انشقت) * (الانشقاق: 1) و: * (اقرأ باسم ربك) * (العلق: 1) رواه الجماعة إلا البخاري.
قوله: سجد بالنجم زاد الطبراني في الأوسط من هذا الوجه بمكة. قال الحافظ:
فأفاد اتحاد قصة ابن عباس وابن مسعود. قوله: والجن كأن مستند ابن عباس في ذلك إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إما مشافهة له وإما بواسطة، لأنه لم يحضر القصة لصغره، وأيضا فهو من الأمور التي لا يطلع عليها إلا بتوقيف. وتجويز أنه كشف له عن ذلك بعيد لأنه لم يحضرها قطعا، قاله الحافظ. قوله: * (إذا السماء انشقت) * و * (اقرأ باسم ربك) * فيه دليل على إثبات السجود في المفصل، وقد تقدم الخلاف في ذلك. (والحديثان) يدلان على مشروعية سجود التلاوة، وقد تقدم أنه مجمع عليه.
وعن عكرمة عن ابن عباس قال: ليست * (ص) * من عزائم السجود، ولقد رأيت النبي (ص) يسجد فيها رواه أحمد والبخاري والترمذي وصححه. وعن