ثلاث جمع من غير عذر كتب من المنافقين. وفي إسناده جابر الجعفي وقد ضعفه الجمهور. وعن أنس عند الديلمي في مسند الفردوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ترك ثلاث جمع متواليات من غير عذر طبع الله على قلبه. وعن عبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني في الكبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سمع النداء يوم الجمعة ولم يأتها ثم سمع النداء ولم يأتها ثلاثا طبع على قلبه فجعل قلب منافق قال العراقي: وإسناده جيد. وعن عقبة بن عامر عند أحمد في حديث طويل فيه: أناس يحبون اللبن ويخرجون من الجماعات ويدعون الجمعات. وفي إسناده ابن لهيعة.
وعن أبي قتادة عند أحمد أيضا بنحو حديث جابر الأول. وعن كعب بن مالك عند الطبراني في الكبير بنحو حديث أبي هريرة وابن عمر المذكور في الباب. قوله:
يتخلفون عن الجمعة قال في الفتح: قد اختلف في تسمية اليوم بالجمعة مع الاتفاق على أنه كان يسمى في الجاهلية العروبة بفتح العين وضم الراء وبالموحدة، فقيل: سمي بذلك لأن كمال الخلق جمع فيه، ذكره أبو حذيفة عن ابن عباس وإسناده ضعيف، وقيل:
لأن خلق آدم جمع فيه، ورد ذلك من حديث سلمان عند أحمد وابن خزيمة وغيرهما، وله شاهد عن أبي هريرة ذكره ابن أبي حاتم موقوفا بإسناد قوي، وأحمد مرفوعا بإسناد ضعيف، وهذا أصح الأقوال. ويليه ما أخرجه عبد بن حميد عن ابن سيرين بسند صحيح إليه في قصة تجميع الأنصار مع أسعد بن زرارة وكانوا يسمونه يوم العروبة فصلى بهم وذكرهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا إليه. وقيل: لأن كعب بن لؤي كان يجمع قومه فيه ويذكرهم ويأمرهم بتعظيم الحرم ويخبرهم بأنه سيبعث منه نبي، روى ذلك الزبير في كتاب النسب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مقطوعا، وبه جزم الفراء وغيره وقيل: إن قصيا هو الذي كان يجمعهم، ذكره ثعلب في أماليه. وقيل: سمي بذلك لاجتماع الناس للصلاة فيه، وبهذا جزم ابن حزم فقال: إنه اسم إسلامي لم يكن في الجاهلية، وأنه كان يسمى يوم العروبة. قال الحافظ: وفيه نظر، فقد قال أهل اللغة:
إن العروبة اسم قديم كان للجاهلية، وقالوا: في الجمعة هو يوم العروبة، فالظاهر أنهم غيروا أسماء الأيام السبعة بعد أن كانت تسمى أول، أهون، جبار، دبار، مؤنس، عروبة، شيار. قال الجوهري: وكانت العرب تسمي يوم الاثنين أهون في أسمائهم القديمة، وهذا يشعر بأنهم أحدثوا لها اسما وهي هذه المتعارفة كالسبت والأحد الخ. وقيل: إن أول من سمى