وتصلي في آخر الصفوف، فقال: إنما يراد قرب القلوب لأقرب الأجساد، والأحاديث ترد هذا. قوله: إن الله وملائكته يصلون الخ، لفظ أبي داود: إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف وفيه استحباب الكون في يمين الصف الأول وما بعده من الصفوف.
قوله: وليأتم بكم من وراءكم أي ليقتد بكم من خلفكم من الصفوف. وقد تمسك به الشعبي على قوله: إن كل صف منهم إمام لمن وراءه وعامة أهل العلم يخالفونه. قوله: لا يزال قوم يتأخرون زاد أبو داود: عن الصف الأول. قوله: حتى يؤخرهم الله أي يؤخرهم الله عن رحمته وعظيم فضله، أو عن رتبة العلماء المأخوذ عنهم، أو عن رتبة السابقين، وقيل:
إن هذا في المنافقين، والظاهر أنه عام لهم ولغيرهم. وفيه الحث على الكون في الصف الأول والتنفير عن التأخر عنه. وقد ورد في فضيلة الصلاة في الصف الأول أحاديث غير ما ذكره المصنف. منها عن أبي هريرة عند مسلم والترمذي وأبي داود والنسائي وابن ماجة بلفظ:
خير صفوف الرجال أولها الحديث وقد تقدم، وله حديث آخر متفق عليه: لو أن الناس يعلمون ما في النداء والصف الأول وقد تقدم أيضا. وعن جابر عند ابن أبي شيبة بنحو حديث أبي هريرة الأول. وعن العرباض بن سارية عند النسائي وابن ماجة وأحمد: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يستغفر للصف المقدم ثلاثا وللثاني مرة وعن عبد الرحمن بن عوف عند ابن ماجة بنحو حديث عائشة. وعن النعمان بن بشير بنحوه عند أحمد. وعن البراء بن عازب عند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث فيه نحو حديث عائشة أيضا.
باب هل يأخذ القوم مصافهم قبل الامام أم لا؟
عن أبي هريرة: إن الصلاة كانت تقام لرسول الله (ص) فيأخذ الناس مصافهم قبل أن يأخذ النبي (ص) مقامه رواه مسلم وأبو داود.
وعن أبي هريرة قال: أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما قبل أن يخرج إلينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج إلينا فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب وقال لنا:
مكانكم، فمكثنا على هيئتنا يعني قياما، ثم رجع فاغتسل، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر فكبر فصلينا معه متفق عليه. ولأحمد والنسائي: حتى إذا قام في مصلاه وانتظرنا أن