الحديث أخرجه أيضا ابن حبان وصححه، والبيهقي وصححه أحمد وابن المديني فيما نقله ابن عبد البر في الاستذكار، وأشار إلى ضعفه سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي وغيرهم. قال الحافظ: وأورده ابن الصلاح مثالا للمضطرب ونوزع في ذلك. قال في بلوغ المرام: ولم يصب من زعم أنه مضطرب بل حسن. قوله: فليجعل تلقاء وجهه شيئا فيه أن السترة لا تختص بنوع بل كل شئ ينصبه المصلي تلقاء وجهه يحصل به الامتثال كما تقدم. قوله: فلينصب بكسر الصاد أي يرفع أو يقيم. قوله: عصا ظاهره عدم الفرق بين الرقيقة والغليظة، ويدل على ذلك.
قوله (ص): استتروا في صلاتكم ولو بسهم الحديث المتقدم. وقوله (ص):
يجزي من السترة قدر مؤخرة الرحل ولو بدقة شعرة أخرجه الحاكم وقال: على شرطهما. قوله: فإن لم يكن معه عصا هكذا لفظ أبي داود وابن حبان. ولفظ ابن ماجة: فإن لم يجد. قوله: فليخط هذا لفظ ابن ماجة. ولفظ أبي داود: فليخطط وصفة الخط ما ذكره أبو داود في سننه قال: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف الخط غير مرة فقال: هكذا عرضا مثل الهلال، وسمعت مسددا قال: بل الخط بالطول اه. فاختار أحمد أن يكون مقوسا كالمحراب، ويصلي إليه كما يصلي في المحراب، واختار مسدد أن يكون مستقيما من بين يديه إلى القبلة، قال النووي في كيفيته: المختار ما قاله الشيخ أبو إسحاق إنه إلى القبلة، لقوله في الحديث: تلقاء وجهه واختار في التهذيب أن يكون من المشرق إلى المغرب ولم ير مالك ولا عامة الفقهاء الخط، كذا قال القاضي عياض، واعتذروا عن الحديث بأنه ضعيف مضطرب وقالوا: الغرض الاعلام وهو لا يحصل بالخط واختلف قول الشافعي، فروي عنه استحبابه، وروي عنه عدم ذلك.
وقال جمهور أصحابه باستحبابه. قوله: ولا يضره مما مر بين يديه لفظ أبي داود: ثم لا يضره ما مر أمامه ولفظ ابن حبان: من مر أمامه وقد تقدم الكلام على هذا.
وعن المقداد بن الأسود أنه قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى إلى عود ولا عمود ولا شجرة إلا جعله على حاجبه الأيسر أو الأيمن ولا يصمد له صمدا. وعن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى في فضاء ليس بين يديه شئ رواهما أحمد وأبو داود.
الحديث الأول في إسناده أبو عبيدة الوليد بن كامل البجلي الشامي، قال المنذري:
وفيه مقال وقال في التقريب: لين الحديث. (والحديث) الثاني أخرجه أيضا النسائي، قال المنذري: وذكر بعضهم في إسناده مقالا. قوله: إلى عود هو واحد العيدان.